حوادث اليوم
السبت 18 مايو 2024 06:14 مـ 10 ذو القعدة 1445 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

ضرتها ابنة ملك الجن الأحمر! هالة: تصوروا مازلت بكراً لأن ”الجنية”.. ترفض اقترابه مني!!

هناك نوع من الناس. لا يمكن أن يصاب بأزمة قلبية.. لأنه بلا قلب.. بينهم هذا الرجل الذي لم يقرب زوجته منذ أن دخل بها قبل عدة سنوات بزعم أنه تزوج ابنة ملك الجان الأحمر. وأنها تمنعه من مجرد الاقتراب من زوجته الإنسية. "تتوعده" إذا خان هذا العهد!!.

إذن: إذا كانت صاحبة السمو ابنة ملك الجن تهيم به عشقا. و"تغار" عليه من "الهوا الطاير".. فماذا كانت حاجته إلي امرأة من "الإنس"؟!!.

انطلق صوت "هالة" قويا كصاروخ أرض جو. وهي تروي حكايتها مع رجل "لا يعدل" بين زوجتيه.. وهذا ما آثار حفيظتها ودفعها لطلب الخلع.. "للهجر"!!.

قالت بأسي: الزواج مثل "القلعة" في الأساطير القديمة: الذين خارجها يريدون أن يدخلوا إليها. والذين داخلها يريدون أن يخرجوا منها.. أما أنا فلا هنا.. ولا هناك.

* قلت لها:.. وهل صدقت حكاية زوجته ابنة ملك الجان؟.

لست غبية.. انه كلام "يداري" به علي "خيبته"!!.

* ألم يكن الأجدر بك أن تساعديه علي العلاج؟.

الحماقة أعيت من يداويها.. فهي بلا علاج. وأحمق من يداويها.. انني كنت كمن يبيع أجهزة التكييف في ألاسكا. أو كمن يبيع الدفايات في بلاد خط الاستواء.. أو أنصح في بلاد لا تشتري النصيحة!!.

* إذا كنت قد تجملت بالصبر لعدة سنوات.. فلماذا تفجر الموقف الآن؟!.

لأنه كشف "المستور".. بدأت "أمه" تعلن تذمرها من تأخري في الانجاب. وبعد ضغط وإلحاح منها اضطر أن يكشف لها الحقيقة.. وسرعان ما شاعت وانتشرت. حتي أصبح تواجدي في أي مان يثير الشفقة و"مصمصة" الشفاه!!.

كان لابد أن أخلع من هذا الجو. وكفاني ظلما. وإن كان هذا الظلم ليس غريبا علي حواء.. فهي "مغلوبة" حتي في اللغة.. فالرجل عندما يكون نشيطا فهو "حي".. أما المرأة فهي "حية".. الرجل "نائب".. بينما المرأة "نائبة".. وعندما يسقط الرجل يقال عنه "ساقط". أما ا لمرأة فهي "ساقطة"!!.

مصيبة

* قلت لها: أنت فعلا "مصيبة" في كلامك.. أيه الحكاية؟!.

قالت: لم أشعر بفداحة اخطائي. إلا حينما قررت أن أتزوج. وأنقذ حياتي من قسوة الحزن والألم الذي عصف بي. بعد أن فقدت خطيبي في حادث أليم.

كنا نستعد للزفاف لنتوج قصة حب عنيفة.. وعفيفة. وفجأة ضاع كل شيء.. تقوقعت داخل نفسي. وكأنني لا أريد أن أعيش في واقع لا أجد فيه من أحبه. وكنت علي استعداد أن أعيش باقي أيام عمري مع الذكري فقط.

هذا الحال لم يعجب أسرتي. فنشط الناصحون لاقناعي بأن نهاية الأشياء ليست هي نهاية العالم. وانني يجب أن أتزوج ليس من أجل الزواج فقط. ولكن لإرضاء المجتمع أيضا.

القلب وما يريد

كنت أدرك أن منطقهم سليم. ولكن للقلب أحكاما أخري.. كان فؤادي يأبي أن يدق أو حتي يرتاح مع شخص آخر. وكأن الحبيب "الراحل" أغلقه وألقي بمفتاحه في قاع المحيط.

في غمرة هذه الظروف. جاءني عريس تجاوز منتصف العقد الثالث من عمره.. كان يبدو أنه عازف عن الزواج. ولذلك وافقت علي الارتباط به. فحالي مثل حاله.

في أيام الخطوبة الأولي. لم يكن مكترثا بي.. لا يزورني أو حتي يسأل عني بالتليفون.. هذه التصرفات دفعت أحد أصحاب الخبرة في أسرتي لأن يرتاب في الأمر.. قال: أي عريس يكون "ملهوفا" علي عروسته.. فما بال صاحبنا لا حس ولا خبر؟!!.

عز الطلب

قلت في نفسي: هذا "عز الطلب". تغاضيت عن "ملاحظات" من حولي بأن هذا الرجل وراءه "لغز" كبير.. فهو يبدو مترددا في اتمام الزواج. ويصبح في اسوأ حالاته عندما يكون معي.. فما هي حكايته؟!.

في ليلة الزفاف.. كان يتصبب عرقا وكأنه يعاني من الحمي.. قال إنه "مقبوض" فاتفقنا أن نستريح. فماراثون الزفاف ينهك قوي العروسين.

مضت عدة أيام وهو "يستريح" بينما كنت أنا أيضا في غاية "الراحة".. هذا التناقض جعله يسألني: ألست غاضبة.. قلت: لا.. سجل حياتي مليء بالألم والتعاسة. ولن تحبطني أي "تعاسة" أخري تضاف إليه!!.

عشنا مثل الأشقاء.. كان بيننا اتفاق غير مكتوب ألا نتحدث عن هذه الأزمة. أو نحاول البحث عن حل لها.

مفيش نصيب

خرجت إلي المجتمع أعيش علي طبيعتي.. عدت إلي العمل وانتظمت فيه. وكنت أرد علي من يسألني عن الانجاب قائلة: مفيش نصيب.. كنت أبدو أمام أهلي كزوجة غير سعيدة في حياتها الزوجية. لكنني لم أجرو قط علي كشف "المستور".حتي لا تتعقد الأمور.

لكن حماتي بدأت تعلن عن رغبتها في أن تري أولاد أبنها.. قالت ببجاحة: وأيه ذنب ابني إذا كانت زوجته "أرض بور"!!.

بدأت هذه المرأة تثير الزوابع. نهارها شكوي وليلها مسرح كئيب. تتعامل معي بفظاظة تصب في النهاية فوق رأسي. بينما أنا أتحمل وأتحاشي أي تصادم.

ويبدو أنها عندما يئست مني. وجهت مدافع "النكد" إلي ابنها كي يطلقني.. كانت كلماتها تفتقد إلي المنطق واللياقة.. في النهاية اضطر إلي أن يكشف لها عن سر عدم إنجابي.. للأولاد!!.

قالت له:.. و"ساكت ليه" يا ابني.. "لازم تروح" لطبيب يعالجك.

علاج!

انكشف المستور.. وبدأت رحلة البحث عن علاج لدي الأطباء تارة.. والدجالين تارة أخري.. وكلها محاولات باءت جميعها بالفشل!!.

ساعتها.. أطلق "المحروس زوجي" قصة في غاية السخافة.. قال إنه تزوج ابنة ملك الجن الأحمر. وأنها هي التي تمنعه من ممارسة حياته الطبيعية مع زوجته "الإنسية". لأنها تغار عليه بشدة. وتعاقبه بعنف إذا هو ابتسم لضرتها ابنة حواء.. ولأن غيرة "الجنية" نار. فإنها يمكن أن تحرقه!!.

شاع الأمر.. أصبحت أري نظرات الشفقة في بعض العيون.. ونظرات أخري جائعة تعرفها حواء في عيون قبيحة.

انفجار

ايقنت أن حياتي المملة الجامدة السطحية لن تدخل الفرحة إلي قلبي.. حياتي لم أجد فيها حضنا أدفن فيه مشاعري. أو قلبا يحتويني. أو فكرا يستوعبني.. لم يعد هناك دافع لكي أصبر. وحانت لحظة الانفجار بعد حالة الغليان الذي عاشته أعماقي. وإذا كان الإنسان يبتر يده إذا كانت مريضة ولا أمل في علاجها.. فكيف لا أترك زوجا لا يعدل بين زوجتيه.. يعطي الشهد والعسل لأميرة الجن.. ولا يبقي ل "الإنسية" سوي النكد والهم؟!!.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found