في ذكرى ميلاد هدى سلطان ...عشقت الفن من صغرها وكيف كانت أم كلثوم سبب نجوميتها
لقبت بصاحبة الصوت الذهبي، و تفوقت في أداء الأغاني الخفيفة، وتميزت أفلامها بأدوار الدلال والإغراء، تفوقت في الغناء والتمثيل على نفس المستوى هي الفنانة هدى سلطان.
ولدت "بهيجة"، الشهيرة بـ"هدى سلطان"، يوم 15 أغسطس 1928، في إحدى القرى المصرية بمحافظة الغربية، وهي شقيقة المطرب محمد فوزي، وكانت ولادتها الفنية في عام 1950 مع فيلم "ست الحسن"، لتقضي حوالي 56 عامًا، في جنبات الاستوديوهات وأمام الميكروفونات وعلى خشبة المسرح.
تزوجت الراحلة من فريد شوقي الذي أنجبت منه ابنتيها ناهد ومها وعاشت معه 15 عامًا، وشكلت معه ثنائي فني ناجح خلال فترة زواجهما، حيث قدمت معه أكثر من 20 فيلمًا في السينما المصرية جذب جمهورًا كبيرًا.
وعن بدايتها الفنية قالت هدى سلطان: من حسن حظي أن المدرسة التى تعلمت فيها كانت تهتم بتدريس الموسيقى، وكانت مُدرسة الموسيقى تقتنع وتردد دائما أن الموسيقى فن جميل بعد أن تتذوقه وتتعلمه كل فتاة، فتعلمت العزف على البيانو والعود في المدرسة، وبسبب حبى للغناء منعتنى أسرتي من الذهاب إلى المدرسة، وقررت الأسرة أن استكمل دراستي من البيت على أيدي مدرسة لإعطائي الدروس.. إلا أن حب الموسيقى كان قد تغلغل في نفسي، فكنت أجمع بنات الجيران أغني وأعزف لهن ماتعلمته من الموسيقى، ولا أنكر أن تلك الأيام كانت بلا شك، من أجمل أيام العمر.
قدمها المخرج نيازى مصطفى لأول مرة في السينما في فيلم "ست الحسن" عام 1950 مع ليلى فوزي، حيث اكتشفها المنتج جبرائيل تلحمى في دور صغير، ثم قدمها حسن الإمام كأول بطولة في فيلم "حكم القوي" مع محسن سرحان، ووصلت إلى حالة الانتشار عام 1952 في ثلاثة أفلام، هي: الأسطى حسن، ليلة القدر، حبيب قلبي.
من أشهر الأفلام التي قدمتها "امرأة في الطريق"، الذي نالت على دورها فيه الكثير من الجوائز، إلى جانب أفلام "السكرية" عن رواية نجيب محفوظ بالاسم نفسه و"جعلوني مجرمًا" للمخرج عاطف سالم و"فتوات الحسينية"، و"كهرمان".
من الأغنيات التي لحنها الفنان محمد فوزى لشقيقته هدى سلطان: “لاموني وارتضيت باللوم”، وبعدها مجموعة من الأغاني الشهيرة، منها: “يا ضاربين الودع، عمري مادقت الحب، متع شبابك بالأمل، يامجربين الحب، ياحلاوة الورد، محسودة، إن كان على القلب وهبتولك، ومافيناش من قولة آه”، كما أنتج لها فيلما واحدا مع فريد شوقي هو “فتوات الحسينية”، ثم مجموعة من الأفلام منها: جعلونى مجرما، رصيف نمرة خمسة.
وفي المسرح قدمت مسرحية "وداد الغازية"، والحرافيش، ومن أشهر أعمالها التليفزيونية؛ الوتد، رد قلبي، الثلاثية، ليالى الحلمية وأرابيسك، الليل وآخره.
الدلال والإغراء
تخلت هدى سلطان في السبعينات عن أدوار الدلال، فقدمت مع حسن الإمام فيلم "حياتي هي الثمن" بدون غناء، كما قدمت أفلام: بدور، دلال المصرية، السيرك، شلة الأنس، وفي الثمانينات ارتدت الحجاب، واتجهت إلى تقديم أدوار الأم أو الفنانة المتزنة والريفية العاقلة، وكان آخر أدوارها في فيلم “وداعا بونابرت” مع يوسف شاهين، وفيلم “أنغام” مع هنرى بركات
هدى سلطان و أم كلثوم
وفى بدايات الفنانة هدى سلطان كانت قد بنت شهرتها على تقليد أم كلثوم فى أغانيها مع الفرق فى القرى والمناطق الريفية بطنطا، وفى إحدى الحفلات طلب منها عمدة القرية أن تغنى أغنية "غلبت أصالح فى روحى " وغنتها هدى سلطان بإتقان كبير وهو ما أثار إعجاب الجمهور، وصفقوا لها تصفيقاً حاراً ، وهنا اقترح عليها العمدة أن تتنقل إلى القاهرة حتى تجد من يرعى موهبتها .
وبالفعل انتقلت هدى إلى القاهرة وظلت لفترة تغنى أغانى أم كلثوم وتقلدها فى الحفلات ، وتم اعتمادها فى الإذاعة المصرية ، وكانت بداية انطلاقها الفني حين أراد المخرج نيازى مصطفى الاستعانة بمطربة جديدة فى فيلم ست الحسن عام 1950 فاختارها لتبدأ مشوار نجوميتها.
وكانت أغنية ان كنت ناسى أفكرك التى غنتها هدى سلطان فى فيلم جعلونى مجرماً أحد أهم أغانى المطربة والفنانة الكبيرة التى تسببت فى شهرتها ،ولحنها الموسيقار الكبير رياض السنباطى، وبعدها خرجت هدى سلطان من عباءة أم كلثوم ليكون لها لون وطريقة وشخصية مستقلة فى الغناء.