حوادث اليوم
الجمعة 22 نوفمبر 2024 05:11 مـ 21 جمادى أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

سميحة .. قصة أول امرأة تقتل زوجها بالساطور

لحظة إعدام سميحة عبد الحميد
لحظة إعدام سميحة عبد الحميد

 

خططت .. ودبرت .. وقتلت .. وقطعت .. كل هذا من أجل عيون عشيقها .. بررت جريمتها لحفاظها على حبها الممنوع .. الصعيدية صاحبة الملامح البارزة والجسد الممشوق .. والقلب المتحجر أول سيدة مصرية أمسكت بالساطور وقامت بقتل زوجها لتصبح ماركة مسجلة داخل سجلات الداخلية، سميحة عبد الحميد التى انغمست فى شهواتها، وانخرطت فى طريق الشيطان، وجردت نفسها من مشاعرها .. سميحة أقامت السهرات الحمراء مع عشيقها على فراش الزوجية، ولم تكتف بخداع الزوج فقررت الخلاص منه نهائيا حتى يخلو لها الجو أكثر مع صديق عمرة، فقتلت وقطعت وعبأت داخل أكياس، ووزعت فى الشوارع، معلنة عن أولى جرائم النساء ضد الأزواج.

الواقعة دارت أحداثها خلال فترة الثمانينات وبالتحديد فى مركز جرجا محافظة سوهاج حيث ولدت "سميحة"، ونشأت وسط أسرة صعيدية، لم تتمتع الفتاة بجمال ملفت ولذلك كانت فرصتها فى الزواج ضعيفة، وقام الأب بتزويجها لأول عريس، يطرق باب المنزل لطلب يدها للزواج، وهى الأخرى لم تتردد فى القبول، وسرعان ما تمت مراسم الزواج وانتقلت سمحية لمنزل الزوجية لتعيش حياة مستقرة وهادئة.

يخرج أمين، زوجها، في الصباح متجهاً إلى عمله ويعود ليلًا إليها، حتى رُزقت سميحة بثلاثة أطفال، وهنا عرفت المشكلات طريق المنزل بسبب عدم التوازن بين دخل أمين واحتياجات الأسرة، وتسلل اليأس إلي حياة الزوجة وبدأت تسأم سميحة هذه الحياة، بل وتخلل الحزن وجه أمين كلما عاد إلي المنزل وشاهد أطفاله الثلاثة، إلي أن "جاءته البشرى".

ظهر في حياة الزوجين سميحة وأمين شخصًا يدعى "عاكف" صديقا للزوج، وأخبره بأن هناك فرصة عمل له بإحدى شركات محافظة السويس، سرعان ما عادت الروح ودبت الحياة فى جسد سميحة مرة ثانية، وعرفت الابتسامة طريق شفتاها من جديد، ولم يخطر ببالها أن تلك اللحظة هى بداية النهاية وأن الأقدار ستضعها فى طريق الشيطان، وسيذكرها التاريخ عبر السنوات .

انخرط الزوج فى البحث عن الأموال داخل الشركة، وبدأ الصديق يقترب من الزوجة نظرة بابتسامة فموعد للقاء فخطيئة، وقعت الزوجة فى نفق الرذيلة، وأصبحت أسيرة لرغباتها المحرمة، وانغمست معه فى براثن الشيطان وأقاما الثنائى علاقة غير شرعية سوياً.

لم يستر الليل علاقتهما وفتحت رائحة علاقتهما المحرمة حتى أزكمت الأنوف، وأصبحت على ألسنة الجميع، وسرعان ما وصلت إلى أذان الزوج المخدوع، الذى هروب إلي المنزل يجر الشر والغضب، ولا يرى أمامه سوى شبح الانتقام من زوجته الخائنة، وعندما وصل أمين المنزل ومع رؤيته لسميحة انهال عليها بالضرب، وأقسم عليها يمينا بالطلاق بعدم دخول عاكف منزلهما في غيابه مرة أخرى.

سقطت دموع سميحة على خديها وظهرت سميحة أمام زوجها بأعين مُنكسرة، لكن بداخلها كانت ترفض كل شىء ولا تفكر سوى فى عشيقها والفوز به .. وقررت الخلاص من زوجها، في سبيل الاستمرار في طريق إشباع رغباتها الجنسية.

لم تمهل نفسها كثيرا فهى لا تقوى على الفراق وفى نفس الليلة قررت الخلاص من زوجها، أحضرت مخدرًا وقامت بتخدير أطفالها وزوجها، وما أن شعرت بأنهم جميعاً في سبات أحضرت سلاحًا "ساطوراً" وفصلت رأس أمين عن جسده، ثم قامت بتقطيع جسده إلي قطع وأجزاء، وأحضرت الأكياس البلاستيكية ووضعت الجثة مقطعة في الأكياس، ثم أخفت الأجزاء وخرجت بالقطعة الأولى "حقيبة بها الجمجمة" وألقتها في القمامة.

وفي اليوم التالي أخبرت سميحة عشيقها بجريمتها ورفيق الشهوة، بجريمتها، لكنه فى هاربا وتركها مع جريمتها، فأشعلت النيران في المنزل لإخفاء معالم جريمتها، وادعت حينها بأنه هو الفاعل، وهرب بعدها.

حضرت الشرطة وبدأت التحقيقات وسيطر الغموض على ما حدث، وبفحص رجال المباحث حينها للمنزل تم العثور على بقايا جثة آدمية داخل عشرين كيس ومتفحمة تمامًا، إلا أن أحد الأكياس الذي لم تطمسه النيران فضح جريمة سميحة عبدالحميد وهو كيس كان يحمل كف يد زوجها أمين.

تطابقت بصمات كف اليد المعثور عليها داخل كيس وسط الحريق مع بصمات أمين عليوة المتواجدة في أوراق شركة السويس، واعترفت حينها سميحة بدفن الجمجمة بجوار القمامة، وتم الحُكم عليها حينها بالإعدام شنقا ونُفذ فيها الحكم عام ١٩٨٥، ولم يسدل الستار على قصة سميحة، فقد كانت الأولى لكنها لم تكن الأخيرة فى جرائم الزوجات ضد الأزواج .

 

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found