فيش وتشبيه| مهدى عبدالحليم يكتب .. «إنسانية» الشرطية العصرية بلا حدود
تحية واجبة للأبطال، تحية لروح شهداء الشرطة الأبرار، تحية لكل من أفنى فى تقديم رسالته الوطنية باقتدار .. هذا أدنى ما يمكن أن نعبر به لأبطال الشرطة أهمية دورهم فى حماية المجتمع من الأخطار، ولعل تجربة يناير 2011 كانت مريرة بما حملته من مشاهد مؤلمة لجرائم السرقة والقتل والبلطجة التى ازدادت بصورة سيئة، ولا جدال فى أن هذه التجربة أثبتت بما لا يدع مجالا للتفكير أن الحياة دون أمن، كالأرض «البور» لا زرع ولا ماء، كما أن الحياة والأمن وجهان لعملة واحدة.
وأتذكر وأنا ابن الريف، أن الخفير أو عسكرى الدرك، عندما كان يتجول فى الشوارع ويردد بصوت أجش «مين هناك؟!»، كان يحقق الجانب الردعى للجريمة، حيث كان يرتبك اللص ويصيبه الرعب فيهرب بعيدا وقد يعيد تفكيره ويودع عالم الإجرام، خوفا من أن تصل إليه يد رجل البوليس، وكنا نستمد مشاعر الطمأنينة من خطى هذا «الخفير»، أو «العسكرى».
ولعل التاريخ يذكرنا فى كل حين بأهم المواقف التى توثق الترابط الشعبى بين المواطنين، والشرطة، فى أهم المعارك الوطنية التى توحدت فيها القوى الشعبية والأمنية فى وجه قوات الاحتلال الإنجليزى، بالإسماعيلية، فى عام 1952، حيث واجه الفدائيون وأبطال البوليس بأسلحتهم الخفيفة هجوم الدبابات والمدفعيات الإنجليزية بقيادة البرجيدير إكسهام، فى مبنى البستان «مبنى مديرية الأمن حاليًا» وسقط 56 شهيدًا، وأصيب 80 مصريًا.
وهذا الترابط يؤكد أنه ليس غريبا أن تنتهى جميع محاولات الوقيعة بين الشرطة والمواطنين بالفشل الذريع، فالعلاقة بينهما بها لوغاريتمات لا يمكن لأحد أن يحل شفرتها، كما أن الشرطة هى حائط الصد الأقوى والأبرز لمحاولات الأعداء التى تستهدف مصر «الوطن، والمواطن»، والشرطة دائما ما تقدم أغلى وأسمى ما لديها لنشر الأمن والاستقرار فى البلاد، فالشرطة قدمت الكثير من الشهداء خلال المواجهات المتنوعة مع العناصر الإجرامية والإرهابية، وروت دماء الأبطال الأرض الطاهرة واختلطت بحبات الرمال لتسطر أهم الملاحم الوطنية فى التاريخ.
ولعل المواقف الإنسانية للشرطة المصرية، والمشاركات المجتمعية، تكشف عن فكر جديد يحقق أقصى درجات الإنسانية، للوزير اللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، برعاية وإشراف القيادة السياسية الواعية للرئيس عبدالفتاح السيسى، وهو ما يحتاج مجهود مضاعف من الإعلام لتوثيق هذه الدوار دوليا، فتحية واجبة لكل من يساهم فى رسم البهجة بقلوب البسطاء، ويخفف الآلام عن المرضى.