السماح للطلاب بالغش شهادة زور يعاقب بها المراقب
عندما يتعلق الأمر بموضوع الغش في الامتحانات، يثار تساؤل كبير حول حكم التعاطف مع الطلاب والسماح لهم بالغش. يتباين رأي الناس في هذه المسألة، حيث يعتبر البعض أنه ينبغي ممارسة التعاطف وإعطاء الفرصة للطلاب للتحسين وتجاوز الصعوبات التي قد تواجههم، في حين يرون آخرون أن الغش هو ممارسة غير أخلاقية وينبغي محاربتها بكل الوسائل المتاحة.
في هذا السياق، أكدت لجنة الفتوى المصرية أن التعاون والمساعدة في الغش يعتبرا أفعالاً محرمة شرعاً، حيث يقول الله تعالى في القرآن الكريم "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (المائدة: 2). وبناءً على هذا الحكم، فإن السماح بالغش يعد مخالفة للتعاليم الدينية ويعتبر مشاركة في فعل محرم.
شهادة الزور والغش
وأوضحت اللجنة أن المراقب الذي يسمح للطلاب بالغش يعد من أصحاب الشهادة الزور، حيث يحصل على مكاسب غير مشروعة ويصبح جزءًا من الفساد والحرام. فالمراقب الذي يتقاضى أجره لضبط الامتحان يجب أن يؤدي واجبه بنزاهة وشفافية لأنه يعتبر مسؤولاً عن إقامة الامتحان بطريقة تتوافق مع توجيهات الله. وذكرت اللجنة أن إقامة الشهادة يتطلب أداءها بالشكل الصحيح والمناسب
الجدير بالذكر أن قضية الغش في الامتحانات لها آثار وتداعيات سلبية على الطلاب والنظام التعليمي بشكل عام. فعندما يسمح للطلاب بالغش ويتم تجاهل هذا السلوك غير الأخلاقي، فإنه يفقد الطلاب الفرصة لاكتساب المعرفة والمهارات اللازمة وتطوير قدراتهم الأكاديمية.
ومن الجوانب الأخرى، فإن السماح بالغش يؤثر سلباً على مستقبل الطلاب، حيث يعتمد نجاحهم وتقدمهم الأكاديمي على مؤشرات غير حقيقية لمستواهم الفعلي. كما يؤدي الغش إلى تفقد الثقة في النظام التعليمي وقيمة الشهادات التي يحصلون عليها.
مكافحة ظاهرة الغش
لذا، يجب على المجتمع والمؤسسات التعليمية أن يتخذوا إجراءات صارمة لمكافحة ظاهرة الغش في الامتحانات. ينبغي تعزيز القيم الأخلاقية والأخلاقيات الصحيحة في نظام التعليم وتوعية الطلاب بأهمية النزاهة الأكاديمية والاعتماد على مجهودهم الشخصي وقدراتهم الفعلية.
علاوة على ذلك، يجب تحسين ظروف الدراسة وتقديم الدعم اللازم للطلاب من خلال توفير بيئة تعليمية مناسبة ودعمهم بأدوات وموارد تساعدهم على تطوير مهاراتهم وتحقيق نجاحهم الأكاديمي بطرق شرعية ونزيهة.
التعاطف والدعم لا الغش
وفي الختام، يجب أن ندرك أن التعاطف مع الطلاب لا يعني الموافقة على الغش، بل ينبغي أن يركز التعاطف على دعمهم وتوجيههم للتعامل مع صعوباتهم الأكاديمية بشكل صحيح ومساعدتهم على تحقيق