حوادث اليوم
الخميس 19 ديسمبر 2024 02:09 صـ 18 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق
شهادة كاذبة يدفع ثمنها شقيقين 18 سنه في السجن !! أعتماد حركة تنقلات بين ضابط أقسام ومراكز مدرية امن القليوبية خلي بالك من اختلاق القصص الوهمية عبر مواقع التواصل الأجتماعي :سائق مطروح قصة العثور على 8 ملايين جنيه السجن لسائق التريلا وإجراء تحليل مخدرات بعد حادث في أسيوط يودي بحياة 14 شخصًا حقيقة أتهام سيدة بخطف الأطفال في شبرا الخيمة: القبض على سيدة بشبرا الخيمة بتهمة خطف الأطفا وتسلميهم لإحدي المسنشفيات سرقوا فلوس.. القبض على المتهمين بالسطو على موظف ببورسعيد نصبوا على المواطنين.. القبض على المسئولين عن شركة تسفير عمالة للخارج شاهد كل يوم حادث في أسيوط: ميكروباص يصطدم بسيارة ربع نقل محملة بالبطاطس عند مدخل بني حسين كان بيعمل خير.. مقتل طالب ثانوي علي يد زميله بكفر الشيخ السر مدفون في غرفة الأب.. كيف فضحت الزوجة جريمة الأشقاء الثلاثة مع أختهم بسوهاج؟ جريمة قتل في المطبخ.. عامل يُطلق الرصاص على زوجته لتأخرها في إعداد الطعام

الكاتب والمحلل السياسي/ رامي الشاعر:بأسم جميع ألشهداء رسالة من الدكتور عدنان البرش ...إلى العالم وخاصة لفتح وحماس

الكاتب والمحلل السياسي/ رامي الشاعر
الكاتب والمحلل السياسي/ رامي الشاعر


تابعت مقطع الفيديو الذي يروي فيه الشهيد الدكتور عدنان البرش الظروف التي يعشيها أطباؤنا في غرف العمليات والعناية المركزة وما تعيشه الطواقم الطبية، فتخيلت إنه إنما يصف بذلك قطاع غزة بأكمله.
لقد تحول القطاع كله إلى غرفة عمليات ضخمة، مهولة، يحاول بداخلها كل أهل القطاع البقاء على قيد الحياة بكل ما أوتي لهم من قوة، وبكل ما يمتلكون أو يحصلون عليه من وسائل. ينزفون من جراحهم العميقة، فيترقى منهم شهداء بالعشرات والمئات، ويحرمون حتى من إمكانية الإبقاء على أي لمحة من صور الذكريات، حيث تدمر آلة الحرب والإرهاب كل شيء.
إنه قتل وتدمير أمريكي صهيوني ممنهج لشعبنا الفلسطيني، والأهم لذاكرتنا، إنهم يدمرون حتى خيالاتنا حتى لا يتبقى شيء، وكأنهم بذلك يريدون محونا من التاريخ، وهو ما لن يحدث أبدا.
إن القلم يعجز أمام مقطع الفيديو البليغ للشهيد الدكتور عدنان البرش، الذي استشهد مؤخرا في سجون الاحتلال، فما الذي يمكن أن يعنيه في مطلع القرن الحادي والعشرين استشهاد طبيب في المعتقل، وماذا يعني بالأساس أن يتم اعتقال طبيب وجراح عظام ومفاصل؟
لكن حتى تلك ليست هي المسألة، بل القضية هي ما قاله في مقطع الفيديو الذي ينتشر على الإنترنت للشهيد الذي كان يحكي مأساة القطاع، من خلال عرضه لمأساة زملائه، ومأساته الشخصية.
يقول إن زوجته جاءت بأطفاله وطلبت أن تلتقط صورة لهم، وكأنها تودعه. إنه يوم عادي يخرج فيه الطبيب إلى عمله الاعتيادي في المستشفى الذي يعمل به.
يحكي البرش كيف يذهب إلى عمله في تحد يومي للموت، الذي ناله في نهاية المطاف!
يقول إن الإسعاف تعرض للقصف عدة مرات في أماكن كانوا يتجنبونها بسبب القناصة الإسرائيلية. يقول إن البقاء حياً، والبقاء وسط أطفالك أصبح نوعا من الرفاهية. أصبح الاستقرار الاجتماعي والنفسي والوظيفي نوعا من الرفاهية.
كانت حياة الجراح، في غير ظروف الحصار، عبارة عن مؤتمرات في دول المنطقة والعالم، إلا أن الحصار والاحتلال غيّرت من ملامح هذه الصورة بالكامل، فأصبح من الممكن جدا أن "يسقط البيت عليك في أي لحظة"، فتتغير الحسابات كلها.
يحكي لنا البرش موقفا له منذ عشر سنوات، في حرب 2014، حينما كان يعمل، وكانت عائلته بالمنزل، وقصف منزل مقابل لمنزلهم، وأخذ يستمع إلى صراخ أطفاله، فلذات كبده، بينما يستمر القصف العنيف. يقول إنه استمع إلى نصف ساعة مستمرة من مسلسل الرعب هذا، بما في ذلك تحطم زجاج النوافذ، والبيت الذي تهدم أمام مسمع ومرأى من زوجته وأطفاله، وكل هذا يحدث بينما يمارس الشهيد الدكتور عدنان البرش وظيفته في غرفة العمليات.
يقول البرش بعدها في مقطع الفيديو: "بس الحمد لله".. وكأنه يقف في طابور طويل من محكوم عليهم بالإعدام، ويقصف العدو الإسرائيلي ما شاء من المدنيين العزل بعشوائية، وبلا تفرقة، فيحمد الله من كتب لهم أن يولدوا من جديد.
يحكي الشهيد الدكتور عدنان البرش أيضا كيف قام، في 14 مايو، بعلاج 28 حالة خلال يوم واحد، وكيف قام وفريق عمله بمعالجة 84 حالة في يوم واحد. يقول إن الإصابات وصلت إلى 2500، والشهداء إلى 260!
كم يبدو الرقم اليوم زهيداً أمام ما يتكبده شعبنا من ضحايا لآلة القمع الإسرائيلية الأمريكية.
ثم يحكي الدكتور عدنان البرش عن الضحايا من الأطباء وعائلاتهم مؤكدا على أنه لا يوجد أي احترام للقوانين الدولية ولا للمدنيين ولا حرمة للإنسان.
وينهي مقطع الفيديو بكلمة واحدة "أنت تحت الاحتلال".
إنه ذات الاحتلال الذي قتل الدكتور عدنان البرش في سجونه.
كنت قد بدأت بكتابة مقال مفصل عن نتائج اجتماع نواب وزراء خارجية دول مجموعة "بريكس" في موسكو، لا سيما التركيز في بيانهم على ضرورة استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وأردت التعرض للمبادرة التي قامت بها الخارجية الصينية للقاء ثنائي بين فتح وحماس، والنقاط التي تم التوافق عليها بشكل مبدئي لإنهاء الخلاف.
لكني، وبعد خبر استشهاد الدكتور عدنان البرش، قررت فورا عدم الخوض في تلك التفاصيل والاكتفاء بنشر رسالته، التي رأيتها موجهة إلى فتح وحماس وباقي التنظيمات الفلسطينية.
ألا تستحق تلك الرسالة والتي ختمها عمليا باستشهاده أن نشرع فورا في الاتفاق الفوري على بيان يصدر خلال يومين أو ثلاثة نعلن من خلاله إنهاء الشقاق الفلسطيني والتزام الجميع بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، دون الخوض في أي تفاصيل أخرى سوى النضال المشترك من أجل إعلان الدولة الفلسطينية المستقلة؟

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found