من الكلاسيكو إلى ديربي الأهلي والزمالك.. مخطط الفيفا لتحرير الدوريات العالمية
على مدار الفترات الماضية، ظهرت عروض عديدة لإقامة مباريات من الدوريات المحلية خارج بلاد أنديتها، لكن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) كان يرفض باستمرار. يحظر الفيفا إقامة مباريات الدوريات المحلية خارج الديار إلا لظروف قهرية، رغم أن مباريات الكؤوس المحلية الأخرى قد تقام في بلدان أخرى. مع زيادة الطلب لأسباب تسويقية وتجارية، بات الفيفا مطالباً بالرضوخ للضغط القادم من أكبر البطولات المحلية في العالم.
الفيفا يمنح الضوء الأخضر لتحرير الدوريات
كشفت صحيفة "الصن" الإنجليزية أن مجلس الفيفا قرر إنشاء مجموعة عمل جديدة لدعم فكرة "إقامة مباريات الدوريات خارج الإقليم". وتأتي هذه الخطوة استجابة للضغوطات المتزايدة، ومن المتوقع أن يتم التطبيق خلال عدة سنوات، مع الولايات المتحدة الأمريكية كوجهة رئيسية لهذه المباريات. رغم رفض الفيفا مؤخراً محاولات لإقامة مباريات من الدوري الإسباني في أمريكا، إلا أن الضغوط مستمرة، خاصة من أندية الدوري الإنجليزي الممتاز التي تسعى لإقامة مباريات البطولة خارج الديار.
الدوري الإنجليزي يضغط لمشاهدة الدوري في أمريكا
أكد جون ميلر، مسؤول في قنوات "إن بي سي" الأمريكية، رغبته في مشاهدة "مباراتين من الدوري الإنجليزي الممتاز في أمريكا". مع وجود نصف فرق البريميرليج برعاية أمريكية، يزداد الضغط لإقامة مباريات المسابقة هناك. وقد أشار ريتشارد ماسترز، الرئيس التنفيذي للبريميرليغ، إلى أن "الباب الآن مفتوح أكثر لإقامة مباريات في الولايات المتحدة".
ديربي الأهلي والزمالك ورفض لعب الفريقين بالسعودية
رفض الفيفا في أبريل الماضي إقامة ديربي القاهرة بين الأهلي والزمالك في السعودية، رغم موافقة الناديين واتحاد الكرة المصري، وذلك رغم نجاح إقامة نهائي كأس مصر هناك في مارس. كان تركي آل الشيخ قد اقترح إقامة المباراة مقابل مبلغ مالي كبير، لكن الفيفا تمسك باللوائح.
غم تحديات تطبيق فكرة إقامة مباريات الدوريات المحلية خارج الديار، إلا أن هناك مؤشرات على تغيرات محتملة في سياسة الفيفا مع زيادة الضغوط التسويقية والتجارية. الأندية الكبيرة والمشجعون في الأسواق الجديدة يدعمون هذا الاتجاه، ما يضع الفيفا أمام خيار إعادة النظر في قواعدها للسماح بإقامة بعض المباريات في أماكن خارج الحدود الوطنية.
التحديات والفرص وتعزيز شعبية اللعبة عالميا
من التحديات الرئيسية التي تواجه الفيفا في هذا الإطار هي التوازن بين الحفاظ على التقاليد المحلية للدوريات وبين تلبية الطلبات التجارية الدولية. إقامة المباريات خارج الديار قد يؤثر على حقوق البث التلفزيوني المحلية ويثير استياء الجماهير المحلية التي تشعر بأن هويتها الكروية مهددة.
ومع ذلك، يمكن أن تكون هناك فوائد كبيرة مثل تعزيز شعبية اللعبة عالمياً، وزيادة الإيرادات من حقوق البث والرعاية، وتوسيع قاعدة المشجعين في الأسواق الجديدة. تجربة إقامة مباريات السوبر والكؤوس المحلية في بلدان أخرى مثل نهائي الكأس المحلية في السعودية بين الأهلي والزمالك تعتبر أمثلة ناجحة يمكن البناء عليها.
التوقعات المستقبلية
يتوقع أن تستمر المفاوضات بين الفيفا والروابط المحلية حول هذه القضية، وقد نرى خطوات تدريجية نحو السماح بإقامة بعض المباريات خارج الديار. الفيفا قد تبدأ ببرنامج تجريبي يشمل عددًا محدودًا من المباريات في بداية الأمر، مع تقييم تأثير هذه الخطوة على مختلف الأطراف المعنية.
الدوري الإسباني والدوري الإنجليزي قد يكونان في مقدمة البطولات التي ستتأثر بهذه التغيرات نظرًا لشعبيتهما العالمية الكبيرة وللتوجهات التجارية التي تدفع نحو التوسع الدولي. في النهاية، سيكون على الفيفا إيجاد صيغة توازن بين الفوائد الاقتصادية وضمان عدم الإضرار بالمسابقات المحلية وهويتها.
التحركات الأخيرة من الفيفا والإقبال الكبير من الأندية والجماهير على إقامة مباريات خارج الديار تشير إلى إمكانية حدوث تغييرات مستقبلية في هذا الاتجاه. نجاح هذه الخطوات يعتمد على إيجاد توازن دقيق يضمن تحقيق المصالح الاقتصادية دون الإضرار بجوهر وروح المنافسات المحلية.