تسبب الزهايمر والخرف.. دراسة بحثية جديدة توضح تأثير ارتفاع درجات الحرارة
نشر موقع صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، تقريرا مفصلا عن دراسة بحثية جديدة بتحليل أدبيات علم الأعصاب للكشف عن مدى تأثير الكوارث الناجمة عن الحرارة الشديدة وتغير المناخ على الأمراض العصبية الرئيسية واضطرابات الصحة العقلية.
وجاء في الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة كوليدج في لندن، أنه يمكن أن تنتشر حالات مثل الخرف والصرع والاكتئاب وتتفاقم في شدتها مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم، ووجدوا أن العوامل البيئية لا تؤثر فقط على انتشار المرض، بل يمكن أن تزيد من المخاطر المرتبطة بدخول المستشفى والإعاقة وحتى الوفاة.
تأثير تغير المناخ
و تمت دراسة تأثير تغير المناخ على الصحة خاصة عندما يتعلق الأمر بالأمراض المعدية وأمراض الجهاز التنفسي، ولكنها تؤثر أيضًا على الصحة العصبية، حيث يبدو أن عملية تنظيم درجة حرارة الجسم هي المحرك الرئيسي في زيادة الحالات الناجمة عن الحرارة الشديدة.
علاقة قدرة عمل الدماغ وارتفاع الحرارة:
وقال سانجاي سيسوديا، الأستاذ في معهد كوين سكوير لطب الأعصاب والمؤلف الاول للدراسة: "لكي يعمل الدماغ بشكل صحيح، يجب الحفاظ على الدماغ ضمن نطاق درجة حرارة هاديء نسبيًا، إذا كان الدماغ يعاني من مرض، فإن قدرة الدماغ على التنظيم الحراري تكون معرضة للخطر، خذ شخصًا يعاني من مرض عصبي وقم بوضعه في موجة حر غير عادية، ويمكنك أن ترى كيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى تفاقم مرضه العصبي".
أضاف، أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث في الآلية الدقيقة التي تربط الاضطرابات العصبية بارتفاع درجات الحرارة. مع تفاقم الأحوال الجوية القاسية وتزايد شيوعها، وأصبح من الضروري بشكل متزايد فك تشابك العلاقة الدقيقة، خاصة بالنسبة إلى السكان الأصغر سنًا والأكثر ضعفًا.
التاثيرات البيئية على الحالات العصبية:
بالنسبة للدراسة الجديدة، راجع الباحثون 332 تقريرًا يبحث في التأثيرات البيئية على 19 حالة عصبية تعاني من أعلى أعباء المرض، بما في ذلك مرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف والصداع النصفي والسكتة الدماغية والتصلب المتعدد والتهاب السحايا.
كما قاموا بجمع أبحاث حول الاكتئاب وامراض القلق والفصام، حيث أن الاضطرابات النفسية تصاحب بشكل متكرر الأمراض العصبية، وتظهر النتائج أن الطقس يؤثر على كل مرض بطرق مختلفة، ولكن معظم الحالات ترتبط على نطاق واسع بارتفاع معدل انتشار المرض وتفاقم الأعراض.
ومن بين النتائج التي توصلوا إليها، أن الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر وغيره من أنواع الخرف يكافحون من أجل اتخاذ خيارات تكيفية في الحرارة الشديدة مثل طلب المساعدة، وارتداء ملابس أخف وشرب المزيد من الماء.
تأثير الطقس الحار على الصحة:
من المحتمل أيضًا أن يؤدي الطقس الحار إلى المزيد من السكتات الدماغية المميتة أو المعيقة ويمكن أن يؤثر على الصرع، والذي يتفاقم بسبب الحرمان من النوم، وتعد درجات الحرارة المرتفعة أثناء الليل سمة مميزة لتغير المناخ ويمكن أن تؤثر على أنماط النوم.
وارتبطت حالات الإصابة باضطرابات الصحة العقلية إلى جانب العلاج في المستشفى وخطر الوفاة بقوة مع زيادة درجة الحرارة المحيطة.
فقد أظهرت أحد التقارير التي تم استطلاعها في الدراسة الجديدة أن مطالبات التأمين الصحي في الولايات المتحدة بشأن زيارات غرف الطوارئ المتعلقة بالصحة العقلية بين عامي 2020 و2023 زادت في الأيام ذات الحرارة الشديدة.
يمكن أن تؤدي الأحداث المناخية القاسية مثل العواصف وحرائق الغابات إلى حالات حادة من القلق والإجهاد اللاحق للصدمة والاكتئاب والتفكير في الانتحار.
وقال بورسين إيكيز، عالم الأعصاب الذي يدرس تأثير الأنماط البيئية على الدماغ، إن استجابة الدماغ للمناخ الدافئ تسبب ضررا يمكن أن لا يتم اكتشافه إلا بعد فترة طويلة من فعالية التدخل الطبي وإنه عندما ترتفع الحرارة، تدخل أدمغتنا في استجابة للضغط النفسي يمكن أن تترجم إلى التهاب وأشكال أخرى من الامراض التي تؤثر على الصحة المعرفية.
مطالب الدراسة للحد من ارتفاع الحرارة:
ودعا سيسوديا وإكيز إلى إجراء المزيد من الأبحاث والتدخل السياسي للتخفيف من الخسائر الاقتصادية التي سيلحقها تغير المناخ بالأفراد وأنظمة الصحة العامة، لا سيما في البلدان الفقيرة وبينما يواجه العالم جولة أخرى من حرارة الصيف القياسية، يمكن للأفراد أيضًا اتخاذ خطوات للحماية من الحرارة الشديدة.
وقال سيسوديا: "نحن بحاجة إلى التوقف عن حرق الوقود الأحفوري، والتوقف عن إطلاق الانبعاثات في الهواء ولكن أبعد من ذلك، يمكننا التأكد من أن تنبيهات الطقس مناسبة، وغنية بالمعلومات، ويمكن للناس التصرف بناءً عليها ومعرفة كيفية اتخاذ إجراءات بسيطة مثل البقاء بعيدًا عن الشمس خلال ساعات الذروة للتعرض، وإبقاء النوافذ مغلقة، واستخدام أشياء للحفاظ على برودة الجسم وترطيبه، وحصوله على إمدادات كافية من الأدوية.
