بعد مرور شهر الحرب الروسية الاوكرانية الي اين؟ شاهد الاجابة
بعد مرور شهر علي الحرب الروسية الاوكرانية بدا المراقبون يقيمون مستقبل هذة الحرب خاصو في الولايات المتحدة الامريكية وبدا السؤال هل تتمكن العقوبات التي فرضتها الدول الغربية من إسقاط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رغم ضغطها لضمان عدم تحقيقه أي مكسب.
ترى مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية أن هناك نقاشات جدية حول إمكانية حدوث تسوية سياسية للحرب في أوكرانيا في غضون شهر إلى أربعة أشهر مقبلة، لكن هذه النتيجة تبدو غير مرجحة إلى حد كبير، حتى أنها غير قابلة للتصديق تمامًا.
وأشارت إلى أن القول بعدم إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية لا يعني أنه لن تكون هناك اتفاقيات تفاوضية من أي نوع. لكن هذه الأشياء، من الهدنة إلى ممرات إجلاء المدنيين إلى فترات التوقف العسكرية واتفاقيات وقف إطلاق النار في أجزاء مختارة من ساحة المعركة، لن ترقى إلى مستوى تسوية سياسية، أو معاهدة سلام حقيقية بين جميع المقاتلين. وهو ما يبدو غير قابل للتحقيق بحسب الموقف الراهن.
وتعتقد المجلة أن الغرب لن يقبل بنتيجة تتيح لبوتين تحقيق أي شيء عبر استخدام القوة، وأنه يريد أن يشهد إخفاقا واضحا لهذا المسعى ولهذا السبب قد يضغط تجاه توجيه اتهامات له بارتكاب جرائم حرب.
وترجح المجلة أن بوتين سينجح في احتلال أوكرانيا، وأن كييف ستوافق على اتفاق بشروط يقبلها الرئيس الروسي، لكن مثل هذا الاتفاق لن يشكل تسوية سلمية نظرًا لأن أوكرانيا لا تتكون من صانع قرار واحد على رأس حكومة موحدة، ولكن مجموعات متنوعة من الجماعات التي سيتبنى كل منها وجهات نظر مختلفة حول هذه المسألة.
وترى أن البعض قد يرغب في سلام تفاوضي بينما سيطالب آخرون باستمرار القتال، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة ستستمر في حشد مواردها نيابة عن المجموعة الأخيرة، حتى لو انقسم الأوكرانيون أنفسهم أو الدول الغربية الأخرى حول الأمر.
وتقول المجلة إن بوتين لن يستطيع احتلال كل أوكرانيا لأن روسيا لا تملك لديها القوة الكافية لذلك، ومن ثم ففي مرحلة ما سيكون هناك شيء أشبه بالخط التماس الذي يفصل الشرق عن الغرب. سيكون من التهور تقديم تنبؤات حول موقع هذا الخط أو متى سيقام، لكن ليس من التهور التنبؤ بأنه سيكون موجودًا وسيكون له موقع، وإن كان ربما موقعًا متعرجًا ومتنازعًا عليه. وأن التوصل إلى تسوية سياسية دائمة سيكون صعبًا للغاية حتى لو توصلت الأطراف بطريقة ما إلى هدنة عسكرية.
وترى المجلة أن ”أهداف الحرب المعلنة في سياق الحرب الاقتصادية الشاملة ضد روسيا تشير إلى أن إنهاء العقوبات التي فرضها الغرب ستنتهي مع سقوط بوتين وانهيار روسيا. لكن توقع سقوط بوتين أو روسيا مبالغ فيه، بالنظر إلى السجل التاريخي للدول الواقعة تحت الضغط والعقوبات الاقتصادية، فالأدلة تشير إلى أن بعض الشعوب الأخرى قد تحملت الألم والمعاناة أكثر من الشعب الروسي.
وتشير المجلة إلى أن الولايات المتحدة تفكر الآن في روسيا بنفس الطريقة التي فكرت بها بشأن فيتنام في الستينيات، أي الضغط عليها بين الحين والآخر اقتصاديًا وعسكريًا لجعلها تستسلم، لكن في الحالة الأولى، لم يكن لها هذا التأثير بل جعلت الفتناميين أكثر غضبًا وشجاعة في المقاومة.
وترى أن هناك احتمالا أن تنتج أسلحة الحرب الاقتصادية نفس التأثير. ففي الحالة الروسية، يأتي هذا الاستنتاج خاصةً بسبب انتشار الكراهية والنقد اللاذع الموجه ضد أي شيء روسي في قطاعات واسعة من الغرب.
وختمت المجلة تقريرها بالقول: ”قرار استخدام أساليب متطرفة للحرب الاقتصادية اتخذه الغرب بناء على مبررات غير مقنعة، ناهيك عن أنها لم تضعه في اعتبارها حقوق ومصالح سبعة أثمان البشرية في الاعتبار، لا سيما أن عدد سكان الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي واليابان وأستراليا ونيوزيلندا مجتمعة 959 مليون نسمة، أي 12% من سكان العالم، البالغ عددهم 7.9 مليار نسمة، بأي حق يقودون مصائر الآخرين“.