آية رفضت سب والدها المتوفى فذبحها جارها مازن
« بلاش تشتم أبويا».. بنبرة تكسوها الحزن تجمع ما بين براءة الطفلة آية ووفائها لأبيها المتوفي وعزة النفس، لم تكن تدرك صاحبة الـ 14 عاما، أن دفاعها عن والدها المتوفى منذ شهور قليلة، سيتسبب في لحوقها به، سريعا بعد أن رأته في المنام يتطلع لرؤيتها.
زيارة «آية» قبر والدها تحمل رسالة مفادها «قريبا سوف نلتقي»
استيقظت آية ضحية الطفل مازن في ساعة مبكرة من صباح يوم الحادث، لتروى لوالدتها أنها رأت والدها في المنام يخبرها بأنه اشتاق لها ويريد رؤيتها.
غادرت الصغيرة منزلها بقرية عرابى على أطراف مدينة العامرية، وأسرعت بالذهاب إلى المدينة لشراء الزهور والعودة مرة أخرى إلى المنزل لاصطحاب والدتها والتوجه إلى المقابر لزيارة والدها وضعه زهورها على قبره.
عودة سعيدة بعد زيارة والدها
«آية» ضحية الطفل مازن عادت سعيدة إلى منزلها، لكنها سرعان ما تفاجأت بشقيقها الصغير «عمر» يتشاجر مع ابن الجيران «مازن» والذين لم يمر سوى أسبوع واحد على حضورهم للقرية.
لم تمض بضع ثوان على مشاهدة الطفلة «أية» للمشاجرة التي ساقها القدر إليها حتى فوجئت بجارهم «مازن» ذو الـ12 عاما يسب شقيقها بوالده، ما استثار وجدانها فانفعلت وطلبت منه التوقف عن ذلك.
الطفل «مازن» الجاني، لم يكف عن سلوكه الذميم، بل إنه واصل توجيه وابل من السباب للطفلة «آية» ضحيته، هي وشقيقها.
لم يكتفي الطفل مازن بذلك فحسب، بل أنه أسرع إلى منزله وأحضر سكينًا أخفاها على طريقة الكبار بطيات ملابسه، وما إن ظفر بـ«أية» حتى طعنها في جنبها طعنة نافذة جعلتها تترنح، ثم أعقب طعنته بنحر عنقها في واقعة يندى لها الجبين ولم تستغرق سوى دقائق معدودات وعلى مرأى ومسمع أهالى القرية الذين أصابهم الذهول من جرأة القاتل الصغير تجرده من كل معاني الإنسانية.
وبينما كان أهالى القرية مشغولين بإنقاذ الصغيرة التي سقطت مدرجة في دمائها، إذا بالطفل «مازن» القاتل يبحث عن شقيقها عمر في محاولة للنيل منه كذلك وكأنه يريد به أن يلقى مصير شقيقته نفسه، لإشباع غريزته العدائية وسلوكه اللاإنساني حتى يرتوى بما أراقه من دماء.
تدخلت العناية الإلهية، في منع وقوع جريمة أخرى، إذ تمكن أهالى القرية من الإمساك بالطفل القاتل ونزع السكين من يده، واحتجازه لحين حضور الشرطة.
إخطار العامرية ثان
وتلقى قسم شرطة العامرية ثان بلاغا من إدارة شرطة النجدة يفيد وجود مشاجرة في قرية عرابي بدائرة القسم ووفاة الطفلة «آية» ضحية الطفل مازن.
وعل الفور، انتقل ضباط وحدة مباحث القسم، وتبين من الفحص أن المجني عليها تدعى «آية مؤمن بسيوني شعوط»، 14 عامًا، مقيمة بالقرية المشار إليها، والجاني جارها «مازن عصام» 13 عامًا، طالب بالصف السادس الابتدائي، مقيم بذات القرية.
وعقب معاينة الواقعة، تم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى العامرية العام تحت تصرف النيابة العامة التي باشرت التحقيقات.
النيابة العامة
واستمعت النيابة العامة إلى أقوال شهود عيان الواقعة الذين أقروا بأن مازن هو من ارتكب الجريمة النكراء ومثلوا كيفي وقع الحادث.
عم الطفلة آية يكشف عن مفاجأة
استمعت النيابة العامة لأقوال عم المجنى عليها «عبدالعزيز شعوط» والذى فجر مفاجأة وقرر أن أسرة المتهم انتقلت إلى جوارهم منذ أيام قليلة، بعد أن احترقت شقتهم التي كانوا يسكنونها في منطقة أخرى.
وأضاف: «أشرف على إحدى الجمعيات الأهلية ولجأت لي والدة الطفل مازن المتهم لمساعدتها على بناء سكن لها ولأسرتها، وبالفعل جمعت لها التبرعات لمساعدتها ماديا، إلا أن الجزاء كان قتل ابنة أخي التي لحقت بوالدها وتركت لهم حزن لن ينتهى».