لو عاوز تعرف صيامك صحيح ولا لأ| اقرأ التقرير
أكد فضيلة الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن الشرع جعل التزام الأخلاق ومراعاة القيم سمة من سمات شخصية المسلم، كما جعلها في حال قيام المسلم بعبادة الصوم شرطًا في قبول هذه العبادة، التي اختص الله تعالى وحده بتقويم ثواب الصائم وأجره دون سائر الأعمال، قال صلى الله عليه وسلم: «كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي»، وقوله: «إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي» أي: خالص لي لا يُقصَد به غيري؛ لأنه عبادة لا يطلع عليها العباد، ولا يعلمها إلا الله والصائم، ومن ثَمَّ صار الصوم عبادة بين العبد وربه؛ فلذلك أضاف الله تعالى هذه العبادة إلى نفسه وجعل ثوابها بغيـر حساب".
جاء ذلك خلال لقائه الرمضاني اليومي في برنامج "كُتب عليكم الصيام" مضيفًا فضيلته أن الصوم الحقيقي هو المُحلى بالأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة التي تحمل المسلم على مجانبة اللغو والكلام فيما لا يفيد، والفحش من القول ومنكر العمل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الصيام ليس من الأكل والشرب فقط، إنما الصيام من اللغو والرفث، فإن سابّك أحد، أو جهل عليك، فقل: إني صائم» "، وهذا يؤكد العلاقة الوثيقة بين العبادات والأخلاق في ترسيخ سمات استقامة الأفراد ومظاهر صلاح المجتمع. ولا يخفى أن مهمة غرس مكارم الأخلاق في النفوس مهمة جليلة بعث الله من أجلها الرسل والأنبياء عليهم السلام؛ حيث قال تعالى مبيِّنًا نعمته على الناس بإرساله سيد البشر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: ﴿لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ﴾ [آل عمران: 164].
وقال فضيلته: ومن المعاني المستفادة من شهر رمضان: التدريب على الصبر على أذى الآخرين، فيجب ألا نخرج منه إلا وقد وعينا هذا الدرس العظيم بحيث يصبح له مردود على العمل وفي الشارع والبيت وفي كل تعاملاتنا؛ فالابتعاد عن الاحتكاك بالناس عن طريق النوم يفقد حكمة الصيام في تهذيب النفس والتعود على كظم غيظه، وكذلك من يترك ضبط نفسه أثناء الصيام ولا يضبطها محاولًا تضيع وقت الصيام في أي لغو يفقد كذلك منافع وحِكم عظيمة يهدف إليها الصيام؛ فالأصل أن الصائم ليس لديه وقت فراغ ليقضيه في اللغو فوقته كافِ بالكاد للعمل الدنيوي والطاعة والعبادة لله.
وعن الإسراف والتبذير في شهر رمضان فقد دعا فضيلة المفتي بالتوازن في الأمر بحيث يكون الأمر لا إسراف ولا حرمان، بل ينبغي على المسلم المسرف أن يدّخر جزءًا مما ينفقه بإسراف ويوجهه لرعاية المحتاجين في هذا الشهر الكريم، وعليه أن يجاهد الشيطان الذي يأمر بالبخل والإسراف.
كما ناشد فضيلة مفتي الجمهورية بتحري الحلال في شهر رمضان وغيره لأنه من أسباب استجابة الدعاء امتثالًا لقوله صلى الله عليه وسلم "اطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة".