احتجاجات سياسية بسب مقتلها :اتهام الأم بمقتل الطفلة التركية نارين جوران
في صباح هادئ لم يكن أحد يتوقع أن تتحول قرية صغيرة جنوب ديار بكر إلى مسرح لجريمة مروعة تخلّف صدمة في نفوس الجميع. نارين جوران، الطفلة البريئة ذات الثمانية أعوام، اختفت فجأة دون أي أثر في 21 أغسطس/آب. وعلى مدار ثلاثة أسابيع، عاشت العائلة وسكان القرية حالة من القلق والخوف، إلا أن الحقيقة التي ظهرت لاحقًا كانت أشد فظاعة مما توقعه الجميع.
اختفاء غامض يثير الحيرة و جثة داخل كيس مخبأة تحت الصخور في مجرى مائي قريب.
بدأت القصة في ذلك اليوم المشؤوم، عندما خرجت نارين لتلعب بالقرب من منزلها في القرية التي تبعد حوالي 10 كيلومترات عن مدينة ديار بكر. لم تعد الطفلة إلى المنزل، وأبلغت الأسرة السلطات عن اختفائها. انتشرت فرق البحث وعمليات التحري في أنحاء المنطقة، لكن دون جدوى. وكانت الآمال تتضاءل يومًا بعد يوم، حتى جاء 8 سبتمبر، حينما عُثر على جثة نارين داخل كيس مخبأة تحت الصخور في مجرى مائي قريب.
اكتشاف الحقيقة: جثة تحت الصخور وجريمة لم يتوقعها أحد
عندما عثر على جثة نارين، كانت الأنظار تتجه نحو حقيقة ما حدث لها. أفاد التقرير الطبي أن جسدها يحمل جروحًا عميقة في الرقبة، مما يشير إلى اعتداء وحشي. ورغم أن طريقة القتل الدقيقة لم تتضح بالكامل، إلا أن ما كشفه تشريح الجثة كان كافيًا لإثارة الغضب الشعبي. وسائل الإعلام المحلية والاجتماعية امتلأت بالقصص والتعليقات عن الفاجعة، وأصبحت نارين رمزًا للمطالبة بالعدالة.
المتهمون: ستة أشخاص آخرين، بينهم عم نارين وأبناء عمومتها، متورطين في إخفاء الأدلة
مع تكشف خيوط الجريمة، أصدر القضاء التركي قرارًا حاسمًا. وجهت محكمة ديار بكر تهمًا لوالدة الطفلة وشقيقها، متهمةً إياهم بالمشاركة في هذه الجريمة البشعة. لم تتوقف الاتهامات عند هذا الحد؛ فقد شملت ستة أشخاص آخرين، بينهم عم نارين وأبناء عمومتها، متورطين في إخفاء الأدلة. وفي وقت سابق، تم توجيه تهمة القتل لأحد الأعمام، مما زاد من صدمة الجمهور الذي لم يتوقع أن تكون العائلة نفسها متورطة في هذه الفاجعة.
احتجاجات شعبية وغضب عارم تقودة احزاب سياسية في البلاد
جريمة مقتل نارين لم تكن مجرد حادثة عابرة في تاريخ تركيا، بل أثارت موجة واسعة من الاحتجاجات في الشوارع. قادتها أحزاب سياسية وجماعات نسوية، حيث اجتمع المتظاهرون في مدن مختلفة حاملين لافتات تطالب بالعدالة لنارين وتدعو لفرض أقصى العقوبات على المسؤولين عن مقتلها. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، انتشر وسم "#العدالة_لنارين" ليتحول إلى منصة تعبر عن الغضب والحزن الشديدين.
موقف الرئيس التركي: بفرض أقصى العقوبات على كل من تورط في هذه الجريمة البشع
في خضم هذه الأحداث، خرج الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بتصريح صريح ومؤثر، معلنًا عن عزمه المطالبة بفرض أقصى العقوبات على كل من تورط في هذه الجريمة البشعة. تصريحات أردوغان جاءت لتؤكد أن هذه القضية لن تمر مرور الكرام، وأن العدالة ستكون في صف الضحية الصغيرة.
ما تبقى: تحقيقات مستمرة والبحث عن الحقيقة الكاملة
ورغم إلقاء القبض على عدد من المتهمين وتوجيه التهم إليهم، لا تزال التحقيقات جارية للكشف عن المزيد من التفاصيل حول ما حدث في تلك الليلة المأساوية التي فقدت فيها نارين حياتها. وبينما تنتظر تركيا العدالة، يبقى الحزن والأسى يسيطران على الجميع، ويتواصل الضغط الشعبي لمحاسبة جميع المتورطين في هذه الجريمة التي هزت المجتمع التركي بأسره.