حوادث اليوم
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024 03:34 مـ 23 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

الجريمة الضاحكة..حكاية مقتل الطفل أدهم على يد ذئب أوسيم

جثة
جثة

"أدهم" 14 سنة ابن أبيه الوحيد بينما يمتلك أشقاء من أمه، عاش طفولة غير سعيدة، حياة صعبة لأسرة بسيطة اضطر الصغير للعمل لمساعدة والديه في توفير احتياجات البيت.

عمل كسائق توك توك ملك خاله، يجوب به شوارع قرية بشتيل شمال الجيزة يجني جنيهات يضعها بين يدي أمه كل مساء "خدي أمي إيراد الوردية" لشراء طلبات الأسرة.

مساء الأحد، خرج "أدهم" مودعًا أمه على أمل تجدد اللقاء دون توقعًا لما ينتظره. "فاضي ياسطى" استوقفه شاب عشريني بمركز أوسيم طالبه بتوصيله إلى منزله لإحضار حقيبة.

"توصيلة سريعة" ظنها الطفل لكن ذئب بشري كان يحيك له المكر السيء، أخذ يجول به بين الشوارع وصولا إلى أرض زراعية. "استنى هنا واحد صاحبي هيجيب لي شاحن".

ممسكًا بهاتفه، ترجل من المركبة وتظاهر بتلقيه مكالمة قبل أن ينقض على فريسته المسكين الذي لا حول له ولا قوة.

بالعودة إلى منزل "أدهم"، تجاوزت الساعة 12 بعد منتصف الليل، ثمة انقباض في صدر أم حدثها بأن ثمة مكروه أصاب فلذة كبدها لترفع أكف الضراعة "يارب ما توجع قلبي عليه".

طوال 5 أيام لم تتوقف رحلة البحث عن الطفل الصغير حتى ورد اتصالا لأسرته من مركز الشرطة يطالبهم بالحضور إلى المستشفى. انتشلت القوات جثة "أدهم" مقتولا بترعة الكوم الأحمر.

اللواء هاني شعراوي مدير المباحث الجنائية بالجيزة شكل فريق بحث ضم العميد عمرو حجازي رئيس مباحث قطاع الشمال وبمشاركة العقيد مجدي موسى مفتش مباحث فرقة الوراق وأوسيم بالتنسيق مع قطاع الأمن العام لحل الجريمة اللغز لاسيما وجود آثار خنق بالرقبة واختفاء التوك توك لتشير أصابع الاتهام إلى لص نفذ جريمته بدافع السرقة.

أسبوع من البحث والتحري عكف خلاله ضباط مباحث أوسيم على فك طلاسم جثة طفل عثر عليه ملقى بترعة. تتبع الضباط خطوط السير المحتملة ورصدوا آخر مشاهدة للمجني عليه قبل اختفائه.

عمل شاق دون كلل كُلل بكشف الحقيقة، جهود البحث التي قادها المقدم مصطفى كمال رئيس مباحث أوسيم، توصلت إلى المشتبه به الرئيس "محمد 22 سنة" سمكري سيارات، ليوجه بتكثيف التحريات عبر عناصر الشرطة السرية.

خطأ كشف المستور

علامات الريبة فضحت المتهم، لتنطلق مأمورية وتلقي القبض عليه. تبين أنه كان يمر بأزمة مالية، وخرج لارتكاب حادث سرقة "دون تخطيط للقتل" واختار المجني عليه مستغلا صغر سنه.

مرافقة الطفل له حتى منزله اضطرته لاتخاذ قرار بقتله "قولت كده عرف بيتي فلازم أخلص عليه". باغت الصغير وخنقه بيديه ليستولي على التوك توك قيادته وألقى جثته في الترعة وتبعها بحجارة للتأكد من مقتله.

رحلة التوك توك الملعون

الشاب العشريني غيَّر معالم التوك توك، وعمل عليه كسائق في مناطق مختلفة خشية كشف أمره لكنه لم يهنأ بغنيمته المشبوهة. مع تضييق الخناق عليه من المباحث، تخلص من التوك توك أعلى الطريق الدائري خشية ضبطه لكن نهايته لم تختفل وزجت به الشرطة خلف القضبان.

انطلق رجال المباحث في رحلة جديدة لبحث عن متهم جديد حتى أمكن ضبطه وإعادة المركبة بعد تفكيكها وبيعها أجزاء، وأمرت النيابة العامة بحبس المتهم على ذمة التحقيقات تمهيدًا لإحالته للمحاكمة الجنائية.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found