حكاية الصعيدي.. قتل زوجته بـ 5 طعنات بعد طلبها للطلاق في المرج
قبل نحو 7 سنوات من الآن عُقد قران «محمد الصعيدي» الشاب صاحب الـ 21 عاما وقتئذ، على «سمر» تلك الفتاة التي تعلق قلبه بها، وكان يتلهف مرور الأيام لإتمام زواجهما، في حفل زفاف بهيج حضره الأهل والأحباب، داخل إحدى قرى محافظة سوهاج، متعاهدين على السير معا لتجاوز الصعاب والعراقيل دون التوقف أملا في حياة سعيدة يسودها التفاهم والوئام، لكنها لم تدرِ أن أحلامها ستبدد، وأن زوجها سيحول حياتها جحيم، حتى سلم روحها لعزرائيل بعدما سدد لها 5 طعنات عند طلبها الطلاق ليتم القبض عليه معترفا بجريمته.
حكاية الصعيدي.. قتل زوجته بـ 5 طعنات بعد طلبها للطلاق في المرج
بمجرد وصولك لشارع حسانين جاد المكتظ بعشرات العقارات المتهالكة داخل حوض الشيخ منصور بالمرج، لن تجد سوى حديث السكان عن الحادث الذي هز أرجاء المنطقة، إلا رجل مسن يمسك بـ «عصا» في يده ويجلس على كرسي خشبي، لا يتحدث مع أحد غير أن عينه رابضة على مدخل عقار يقف أمامه فرد شرطة يحدق بعينيه يمينا ويسارا، وبعد الاقتراب منه وسؤاله عن مسرح الجريمة قال: «أنا عمك أبو إسلام» صاحب العقار الذي شهد الحادث، والذي بدأ يروي لمحرر «البوابة»، قائلا: «المتهم يدعى «محمد الصعيدي» ويبلغ من العمر 28 عاما، وقدم هنا قبل نحو سنوات والـتحق بالعمل معي في «فرن» مخبوزات، وجرت الأمور طبيعية، فكان يسافر كل فترة لزيارة زوجته «سمر» التي تزوج منها قبل نحو 7 سنوات، ورزقهما بطفلين أكبرهما 6 سنوات والثاني 4 سنوات، حتى قرر قبل عامين أن يحضرهما للقاهرة للإقامة معه، وطلب مني أن أسمح له بالسكن في شقة ملك لي أعلى الفرن لا يقيم أحد فيها، وهو الأمر الذي قوبل بالموافقة مني حتى أساعده في نقل أسرته ويستقر».
وأضاف: «بعدما نقل محمد أسرته، بدأت الخلافات الأسرية تدخل بينه وبين الزوجة وكان يقوم بالتعدي عليها بالضرب ولم يمنعه تدخل عقلاء المنطقة أكثر من مرة في التراجع عن ضربها، وقد حاولت العديد من المرات الصلح بينهما، إلا أنها سئمت العيشة معه، وأصبحت لا تقوى على العيش معه بهذه الطريقة، ووصلت الأمور بينهما لطريق مسدود، مما جعلها تبحث عن طريقة تنقذ بها من تبقى من حياتها، فلم تجد أمامها سوى طريق « الطلاق» ليصاب الزوج بالجنون حينما سمع طلبها، وقام بالتحايل عليها حتى تعدل عن قرارها، لكنها لم تستجب له».
وتابع: «فجر يوم الخميس الماضي، توجهت كعادتي نحو الفرن حتى نقوم بتجهيز متطلباته فنحن نبدأ العمل دائما في ذلك الوقت، ووقفت تحت المنزل وقمت بالنداء على المتهم محدثا إياه «أنزل يا صعيدي» كما كنت أناديه طوال الوقت، لكنه أخبرني يومها أنه متعب ولا يستطيع النزول، وحينها تركته ولم أطلب منه النزول اعتقادا أنه مريض فعلا، وفي اليوم التالي حينما ناديت عليه لم يرد ووجدت هاتفه مغلق، وتكرر ذلك الأمر حتى يوم الأحد، واعتقدت أنا وجميع العمال في الفرن، أنه سافر للصعيد مع أسرته، حتى وجدت رائحة كريهة قادمة من داخل العقار، فصعدت أعلى العقار، ودار في ذهني أن قطة قد تكون ميتة على «السطوح» إلا أن الرائحة كانت تفوح من داخل شقة «الصعيدي» وحينما تفقدت قفل الشقة وجدته مفتوحا».
وأوضح: «عقب دخولي الشقة، لم أتحمل الرائحة ووضعت شالي القماش على أنفي، حتى وصلت غرفة النوم فوجدت جثة أعلى السرير ملفوفة بملاءة، فهرولت للخارج وقمت بإبلاغ الشرطة، مسستطردا: «محمد الصعيدي كان عصبي، والضحية كانت محترمة ولم نرَ أو نسمع عنها أي سوء».
عقب إبلاغ رجال الشرطة، توجهت قوة أمنية من قسم شرطة المرج، ترأسها المقدم كريم البحيري، رئيس المباحث، خلال دقائق لمسرح الجريمة، وأطلع اللواء علاء بشندي، مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن القاهرة، بما يدور في مسرح الحادث، وأن الجثة لسيدة في نهاية العقد الثاني من عمرها، وبها عدة طعنات متفرقة في الجسد، وتبين عدم وجود بعثرة بمحتويات الشقة، واختفاء زوجها وطفليها، ليوجهه بسماع أقوال شهود العيان ومراجعة كاميرات المراقبة بمحيط الجريمة.
" طرف خيط لفك اللغز"
أول خيوط القضية كانت أقوال صاحب الفرن الذي يعمل به الزوج، والذي أقر بما لديه من معلومات للمقدم كريم البحيري، رئيس المباحث، من البداية للنهاية حتى اكتشافه مقتل الضحية، وبعد أقوال الشاهد، بدت الصورة جلية أمام رجال المباحث، وأصبحت الصورة أكثر وضوحا، وبات فريق البحث الجنائي يطارد شخصا معلومًا وليس مجهول الهوية، فكانت الخطوة التالية هي تكثيف التحريات وجمع المعلومات عن الزوج وتحديد مكان اختبائه، فيما أكدت التحريات أن المجني عليها تتمتع بدماثة الخلق وحب واحترام الجميع، فيما يكثف رجال المباحث من جهودهم لضبط المتهم.