بابا قتل ماما.. منحته ميراثها وفي النهاية قتلها بـ40 طعنة أمام أطفاله
استيقظت "منى"، 10 سنوات، على صوت والدها الغائب عن المنزل منذ 5 أيام، نهضت الصغيرة من سريرها، وتوجهت نحو الشرفة، وبمجرد مشاهدتها لوالدها هرولت نحو والدتها والرعب يملأ قلبها "إلحقي يا ماما.. بابا جاي ومعاه سيف في إيده".
بابا قتل ماما.. منحته ميراثها وفي النهاية قتلها بـ40 طعنة أمام أطفاله
لم تجد الأم وسيلة للهرب من شر الزوج الغائب، فأحكمت غلق الأبواب جميعها، واحتضنت أطفالها الـ6 وهي ترتجف من الخوف، طرق الأب باب الشقة لكن لم يجد ردًا، فتسلق على المواسير ليصل إلى شباك الغرفة من الخارج، واقتحم الشقة، وما إن شاهد الزوجة عنفها واعتدى عليها بالضرب بآلة حادة "سيف"، حتى فارقت الحياة وسط بركة من الدماء أمام أطفالهما.
المتهم (أبومحمود).. "41 سنة، فرارجي"، متزوج بالمجني عليها منذ أكتر من 15 سنة، وأنجبا 6 أطفال، (5 بنات وولد)، نشبت بينهما في الآونة الأخيرة خلافات زوجية باستمرار بسبب تعاطي الزوج للمواد المخدرة.
قبل الواقعة بـ6 أيام، طلب القاتل من زوجته بيع إرثها من والدها؛ ليستطيع الإنفاق على المخدرات. رفضت الزوجة تنفيذ طلبه، ما أثار غضبه فأمسك يدها وعنفها بكل قوة. ثارت الزوجة ونشبت مشادة كلامية بينها وبين زوجها، فاعتدى عليها بالضرب، وترك المسكن وغاب لعدة أيام.
5 أيام كاملة قضاها الزوج خارج المنزل، لكن وساوس الشيطان ظلت تطارده أينما يذهب، فسيطرت عليه فكرة الانتقام، وأضحى جُل همه إنهاء الشك الذي تحول إلى كتلة نار تلتهم جوفه من الداخل.
الساعة تشير إلى السابعة مساء السبت الماضي، عاد الأب مرة أخرى إلى عش الزوجية، وفي يده "سيف"، قاصدًا قتل زوجته، وبمجرد دخوله المنطقة شاهدته ابنته من شرفة شقتهم، ما إن وقعت عيناها على الأب ممسكاً بذلك السيف هرعت لتنذر والدتها.
صعد "الفرارجي" درجات السلم بسرعة ممسكًا بيده سلاحه وبريق لمعانه قد أضاء مدخل العقار الذي يقطن فيه، لكن وجد باب شقته مغلقًا، فقفز من شرفة المنور وتسلق المواسير وصعد إلى غرفة النوم.
ما إن شاهدته الزوجة، صرخت بأعلى صوتها، وخارت قواها ووقعت على الأرض. لم يهتم المتهم بتوسلات زوجته، وأصر على قتلها، رفع سيفه لأعلى وأسقطه على ظهرها ومرة أخرى بالرقبة، تلاهما عدة طعنات متفرقة في بطنها وأنحاء جسدها وصلت لـ40 طعنة أمام أطفاله الـ6، وفر هاربًا من أسطح العقارات.
ظلت الزوجة تصارع الموت وزحفت وسط الدماء التي تحوطها حتى وصلت إلى باب الشقة؛ لتجد من يسعفها، لم يتحرك أحد من أهل المنطقة نحو الشقة؛ فقد اعتادوا على سماع المشاجرات داخلها، لكن تلك المرة، هرولوا إليها بعد سماع الطفلة تستغيث بهم، "بابا قتل ماما".
وأمام عمارة القتيلة، جلس "عمر. ن"، أحد الجيران، يرتشف كوبا من القهوة ناظرًا للطابق محل الجريمة، قبل أن يقول لـ"مصراوي": "أنا هنا من سنتين، ومفيش يوم إلا لما كنا نسمع خناق بين الزوجين، لكن محدش يتخيل اللي حصل".
وتابع الرجل الخمسيني: "أم محمود ورثت من أبوها وباعت بيت واشترت للزوج توك توك علشان يشتغل عليه ويصرف على البيت منه، لكنه باعه بسبب تعاطيه للمخدرات".
وعن تفاصيل ما حدث يوم الواقعة، يقول "محمود. م"، شاهد عيان: "فوجئت، مساء السبت الماضي، بصوت صراخ المجني عليها، واستنجادها بالأهالي لإنقاذها من يد زوجها، لكن لم يتحرك أحد إلا لما سمعنا صوت ابنتهما تقول "بابا قتل ماما".
وتابع الجار باستغراب: "القاتل كان بيقول إن مراته مشيها بطال، مشككًا في أقوال رواية الزوج قائلا: "مشفتش منها أي حاجة وحشة خالص، كانت محترمة وعايشة علشان ولادها الستة يتربوا كويس، وهو اللي كان ماشيه بطال".
والتقطت سيدة أربعينية، من جيران الضحية خيط الحديث قائلة: "بعد أذان المغرب سمعت صوت صراخ، اتجهت لشرفة منزلي، وجدت أبومحمود يفر هاربًا من فوق الأسطح، حاملًا سلاحا أبيض، وملابسه ملطخة بالدماء، وبعدها بساعات جاءت الشرطة، والإسعاف ونقلوا جثمان زوجته".
تحريات الأجهزة الأمنية كشفت أن المتهم كانت تجمعه خلافات أسرية مع زوجته بسبب غيرته عليها، وحاول المتهم دخول الشقة، وزوجته منعته وأغلقت الباب، فحاول المتهم إصابتها بسكين من أسفل الباب إلا أنه فشل، مما دفعه للتسلل عبر نافذة إحدى الغرف، وسدد لها قرابة 40 طعنة بواسطة سيف، وفر هاربًا عبر سطح المنزل، قبل أن تتمكن قوات الأمن من القبض عليه.
وأمرت النيابة العامة في جنوب الجيزة بحبس الزوج على ذمة التحقيقات التي تجرى معه، بسبب خلافات أسرية.