صلاح يقتل سحر في ليلة خطوبة ابنها.. ماذا حدث في كفر الشرفاء؟
في ليلة كانت مفترضًا أن تكون مليئة بالفرح والاحتفالات، تحولت إحدى حفلات الخطوبة إلى فاجعة هزت أرجاء كفر الشرفاء، سحر، التي لم تتوقع أن تلك الليلة ستشهد نهاية مأساوية، حضرت متخفية للاحتفال بابنها الأكبر الذي كان على وشك أن يبدأ فصلاً جديدًا في حياته، ولكن ما لم تكن تعلمه هو أن طليقها، الذي كان يحمل بقايا مرارة انفصال قديم، كان يخطط لتدمير تلك اللحظة السعيدة.
صلاح يقتل سحر في ليلة خطوبة ابنها.. ماذا حدث في كفر الشرفاء؟
بدأت الحكاية منذ 25 عامًا في إحدى شقق كفر الشرفاء بحي المرج، عندما ارتبطت سحر بـ"صلاح"، الذي كان يكبرها بـ 6 سنوات. رزقا بثلاثة أبناء، وعاشوا حياة هنيئة ومستقرة. لكن مع مرور الوقت، تحول الزوج إلى رجل قاسٍ، يعتدي على زوجته لفظيًا وجسديًا بشكل مستمر، حتى باتت أصوات الشجار أمرًا مألوفًا في المنزل. كان الابن الأكبر دائمًا يحاول حماية أمه، لكنه لم يكن يملك القدرة على تغيير سلوك والده.
على مضض، تحملت الزوجة اعتداءات زوجها الجسدية والنفسية من أجل أن تمنح أبناءهما الثلاثة فرصة لحياة أفضل. بعد سنوات من المعاناة، وما أن كبر الأبناء واشتد عودهم، واطمأنت أنهم باتوا قادرين على مواجهة الحياة، شعرت أن الوقت قد حان لتحرر نفسها من قفص الألم الذي كانت تعيش فيه، فقررت سحر الانفصال عن زوجها.
بعد الطلاق، تزوجت سحر من رجل آخر وأقاما في محافظة الشرقية، بينما كان شقيقها يقيم مع ابنها الأكبر في شقة بنفس العقار الذي كان يسكن فيه زوجها وابناؤها الآخرون. لم يكن صلاح يسمح لسحر برؤية أبنائهما، لكنها كانت دائمة التواصل معهم دون أن يدري والدهم.
وفي يوم ما، علمت سحر أن ابنها الأكبر قد ارتبط بفتاة وأن موعد حفل خطوبته قد تم تحديده. تحايلت سحر على الظروف، وجاءت إلى المرج سرًا قبل أيام من الحفل، واختبأت في شقة إحدى صديقاتها في نفس المبنى. كانت تنتظر اللحظة المناسبة لتلتقي بأبنائها، لكن القدر كان يُخبئ لها نهاية مأساوية.
بعد أربعة أيام من قدوم سحر، وبينما كان شقيقها نائمًا في شقته مع العريس "ابنها"، انقض طليقها عليه بسكين، ووجه له طعنات متتالية. هرع حسام إلى الشرفة مستغيثًا بالجيران. صعدت سحر إلى الطابق السادس لإنقاذ شقيقها، لكنها وجدت نفسها في مواجهة مباشرة مع طليقها. لم يتردد صلاح، وسدد لها 11 طعنة أردتها غارقة في دمائها بجوار شقيقها الذي تلقى 25 طعنة.
فارق حسام الحياة في الحال، بينما حاول الأطباء إنقاذ شقيقته، لكنها فارقت الحياة بعد 4 ساعات من الحادثة. هرب صلاح إلى عزبة الهجانة، حيث حاول الاختباء عند أقاربه، لكن الأجهزة الأمنية تمكنت من القبض عليه.
"قالت لي: أنا اتجوزت راجل أحسن منك".. بتلك الكلمات برر المتهم ارتكاب جريمته في اعترافاته أمام النيابة، وأوضح أنه بعد انفصاله عن زوجته لم يفكر في الزواج من أخرى، أملًا في أن يتصالحا مرة أخرى.
حرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة العامة التحقيق، وأمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيقات، ومن ثم إحالته إلى محكمة الجنايات بعدما وجهت له تهمة القتل العمد.