حوادث اليوم
السبت 8 فبراير 2025 02:57 مـ 10 شعبان 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

اللصوص أكتشفوا وفاة الزوجين المسنين في الإسكندرية

مشهد للجثتين داخل الشقة
مشهد للجثتين داخل الشقة

في حادثة مأساوية تشيب لها الأبدان، عثر رجال الأمن في الإسكندرية على عظام زوجين مسنين، متوفين داخل شقتهم التي كانت خالية من أي حركة أو زيارة لسنوات طويلة. الزوج في السبعين من عمره، والزوجة كانت تبلغ من العمر 65 عامًا. ورغم مرور سنوات على وفاتهما، إلا أنه لم يسأل عنهما أحد: لا أقارب ولا جيران، لتكون نهاية حياتهم في عزلة مميتة ومريرة.

وحدة قاتلة: الزوجان في شقة مهجورة لسبع سنوات

توفيت الزوجة أولًا، بينما كان زوجها يعاني من شلل رباعي يعوقه عن التحرك أو طلب المساعدة. وفي غياب أي شخص يسأل عنهم، لم يتمكن الزوج من الحركة بعد وفاة زوجته، ليواجه مصيره المؤلم بسبب الجوع والعطش، مع ما يرافقه من حزن عميق لفراق زوجته. هذا الوضع المزري استمر لسنوات، دون أن يلاحظ أحد تغيّبهم، وحتى بعد وفاتهما، لم يتبين أحد مصيرهم المأساوي.

اللصوص يكتشفون العظام ويستولون على الشقة

لكن الغريب في القصة أن اكتشاف جثتي الزوجين لم يكن عن طريق أقارب أو جيران أو حتى مسؤولين اجتماعيين، بل كان عن طريق مجموعة من اللصوص. هؤلاء اللصوص، الذين قرروا الاستيلاء على الشقة المهجورة عبر عقود مزورة، فوجئوا بما وجدوه داخل الشقة: عظام الزوجين المسنين اللذين توفيا منذ سنوات. بدلاً من إبلاغ السلطات، قرر اللصوص التخلص من العظام ورميها بجانب كيس زبالة في طريق المحمودية في الإسكندرية، ليكتشف الأمر بعد التحقيقات الرسمية.

الطب الشرعي يثبت الهوية ويكشف القصة الحزينة

بعد القبض على اللصوص، أثبتت التحريات والطب الشرعي أن الشقة كانت ملكًا للزوجة المسنّة، التي كانت تعول زوجها المريض بالشلل. وتبين أن وفاة الزوجة كانت قبل وفاة الزوج بفترة قصيرة، ما جعل الزوج المسن يواجه موتًا وحشيًا بسبب عزله التام عن العالم الخارجي، حيث لم يتلقَ أي مساعدة أو رعاية، حتى انتقل إلى رحمة الله بسبب حزنه العميق وعجزه الجسدي عن التحرك.

حقيقة مريرة: الوحدة والموت في عزلة

إن ما يثير الصدمة في هذه القصة هو أن الزوجين عاشوا حياتهما في هدوء وصمت، ثم ماتوا في عزلة تامة دون أن يلاحظ أحد غيابهما طوال هذه السنوات. الوحدة هنا كانت أشد قسوة من الموت نفسه، مما يفتح لنا بابًا من الأسئلة عن حقيقة وضع المسنين في مجتمعنا اليوم. هل نحن مهيئون لتوفير الدعم والرعاية للأجيال الأكبر سنًا؟ كيف نكون حريصين على تقديم الدعم الاجتماعي للمحتاجين؟

دعوات بالرحمة وتذكير بأهمية الرعاية الاجتماعية

تذكرنا هذه القصة بمأساة حقيقية من الوحدة المدمرة التي يمكن أن يصادفها أي شخص في المجتمع إذا لم يكن هناك اهتمام كافٍ من الجيران أو الأقارب أو الدولة. فلندعُ للزوجين المسنين بالرحمة والمغفرة، ولنعتبر من هذه الحكاية مؤكدين ضرورة الاهتمام بالمسنين وتقديم الدعم والرعاية لهم في حياتهم، حتى لا يكون مصيرهم مثلما حدث في هذه القصة المؤلمة.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found