مسح السيارة فكافأه القاتل بـ 21 طعنة.. القصة الكاملة لمقتل مجدي سايس شبرا الخيمة
![جثة](https://media.hwadith.com/img/25/02/11/60099.jpg)
في شبرا الخيمة، حيث تتداخل حكايات الفقر والكفاح مع الإزدحام الشديد للمدينة، وُلد «مجدي» وترعرع في كنف أسرة بسيطة الحال، الأب كان عاملًا باليومية، والأم تكدح لتوفير لقمة العيش، لم يعرف «مجدي» - الذي لقبه أهالي المنطقة بـ«الحنين» نظرًا لطيبة قلبه- طعم الرفاهية، بل شبّ على صوت المعاناة، لكنه لم يستسلم، بل قرر أن يكون سندًا لوالدته بعد وفاة والده.
مسح السيارة فكافأه القاتل بـ 21 طعنة.. القصة الكاملة لمقتل مجدي سايس شبرا الخيمة
مع بزوغ فجر كل يوم، كان يخرج باحثًا عن الرزق، يعمل "سايس" ليجمع بضعة جنيهات تعين أسرته على قسوة الحياة، كان يعود في المساء يحمل "قوت يومه"، تلك النقود القليلة التي كانت تعني الكثير لأسرته، لقد كان شابًا مكافحًا، يحلم بمستقبل أفضل، لكن القدر كان له رأي آخر.
في أحد الأيام، نشب خلاف بينه وبين شخص آخر على مبلغ زهيد، عشرة جنيهات فقط، لم يتخيل أحد أن هذا الخلاف البسيط سيتحول إلى مأساة، ففي لحظة غضب، أقدم الشخص الآخر على قتل مجدي، لتنتهي حياة الشاب الطموح بشكل مأساوي.
أصبحت قصة مجدي حديث الناس في شبرا الخيمة، صدمة هزت قلوبهم، كيف يمكن أن تزهق روح بريئة من أجل مبلغ تافه؟ كيف يمكن أن يتحول خلاف بسيط إلى جريمة قتل؟ أسئلة كثيرة طرحت، لكن الإجابة الوحيدة كانت غياب مجدي، الشاب الذي كان يحلم بمستقبل مشرق، لكنه رحل ضحية للفقر والغضب.
وروت شقيقة الضحية « وصال رضا» الطالبة بكلية الحقوق، تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة شقيقها وملابسات الواقعة.
قالت: في غضون الساعة الواحدة صباحًا نهاية الأسبوع الماضي، وأثناء تواجد «مجدي» في الجراج مكان عمله، حضر إليه أحد الأشخاص وطلب منه أن يقوم بمسح السيارة، وبالفعل نظف مجدي السيارة وانتظر صاحبها حتي وصل إليه، لكن حدث ما لم يكن في الحسبان حيث اعترض مالك السيارة من دفع 10 جنيهات فلوس، لتنشب مشاجرة انتهت بكارثة في نهاية المطاف.
استكملت شقيقة الضحية حديثها عن الواقعة قائلة: « بعدها قال لأخويـا هتمشي ولا انزل أزعلك ؟».. وبعدها حصلت مشادة بين الطرفين، ونزل المتهم من السيارة وأخرج مطواة من جانبه، وسدد له ضربه في القدم، بعدها حاول الضحية أن يبتعد عن المتهم، وأثناء ذلك طعنه القاتل بطعنة ثانية في ظهره وكانت خلف القلب مباشرة.
الضحية الذي حاول النجاة بحياته، استمر في الابتعاد عن المتهم الذي كانت عيناه تملؤها الشر .. أوضحت بذلك أخت المجني عليه عندما قالت: « كل دا أخويـا كان بيزقه ويبعد عنه، ومكانش قادر ياخد نفسه، المتهم لم يستكفِ بما حدث، وأن مجدي في حالة ضعف وكان مصاب وينزف فلم يرحمه، كمل عليه وأداله 21 طعنة» .
بعد ذلك فر المتهم هاربًا، وجاء بعدهـا أحد شباب المنطقة يدعى «أحمد» حينها وجد الضحية ساقطًا في الشارع وحوله تجمع الأهالي من المنطقة، وحضرت الإسعاف.
« مرضيش يركب الإسعاف» الضحية رفض الذهاب إلى المستشفى بسيارة الإسعاف، ظنًا منه أن حالته بسيطة، قائلًا: « أنا مش هموت دا جرح بسيط» .. فاصطحبه أحد شباب المنطقة بموتوسيكل متوجهًا إلى المستشفى التي رفضت دخوله في البداية، بسبب عدم وجود بطاقته الشخصية، ولكن فيما بعد تمكن من الدخول، بعدما قدم الشاب الذي كان معه ضمانات للمستشفى.
تستكمل "وصال" : « الدكتور قالنـا إنه بالرغم من كم الطعنات التي تلاقاها أخي ، لكنه كان متمسك بالحيـاة وحالته بدأت تتحسن»، وتم عمل الإسعافات الأولية له، وكان من المفترض أن يدخل العمليات في الثامنة من صباح اليوم التالي، لإجراء عملية جراحية بسبب الطعنات التي كانت في ظهره وقدمه.
وأشارت، أن شقيقها في بداية الأمر لم يكن يريد أن يُدلي بمعلومات عن عنوان سكنه أو أن يخبر أحدًا من أسرته بما حدث له، لكي لا تشعر والدته بالقلق والخوف عليه «خايف أهله يتخضوا عليه وأمه تزعل».
شقيقة الضحية أوضحت اللحظات الأخيرة التي عاشها أخيها، فقالت أنه قبل دقائق من وفاته كان يقول: « أنـا اسمي مجدي الطيب ورايح لربنا الطيب».
وروت «وصال» مشهد وداع شقيقها قائلة « أنا لما دخلت على أخويا في التلاجة كنت أول مرة أشوف أخويا بالجمال ده»، وحينها كان به طعنات كثيرة، دلت على قتله بطريقة وحشية قاسية، متسأله لماذا كل هذا؟ «دا كله عشان 10 جنيه؟ ولو حتى مليون جنيه.. في حد يقتل حد بالوحشية دي وهو أصلًا معملكش حاجة ؟!".
« أحمد» الشاب الذي رافق الضحية إلى المستشفى، قال أن «مجدي» كان يريد أن يخرج من المستشفى، وعندما عارضه وقال له : « إنت ازاي عايز تمشي من المستشفى وعندك عملية كمان ساعتين؟.. رد عليه قائلًا: « أنا مجدي الطيب ورايح لربنا الطيب».
استطرد «أحمد » : “ كان بيقولي امشي أنت يا أحمد كفاياك أنت تعبت معايا.. أنا كدة كدة رايح”.. هذا الكلمات جعلتني أشعر بالقلق الشديد على الضحية، وبعدها خرجت من الغرفة وذهبت لاستدعاء أحد الأطباء لكي يطمئنوني على حالته.
ووصف «أحمد» مشهد نهاية «مجدي» قائلًا بمجرد رجوعي إلى غرفته مرة أخرى وبصحبتي الطبيب، وجدت أن الغرفة لها رائحة جميلة، كما لاحظت بأن وجهه يشع نورًا، وكان قد توفى بهدوء.
والدة الضحية ذكرت، إن نجلها مصابًا في قدمه منذ فترة بسبب حادث «توك توك» وحينها أخبره الأطباء بأنه يحتاج لإجراء عمليه بشكل عاجل وإلا سيصاب بالشلل، وبسبب ارتفاع تكاليف العملية وعدم توافر الأموال لإجرائها، غامر مجدي بحياته، ورفض الجلوس في المنزل، وعاد مرة أخرى واستكمل عمله، ليكسب قوت يومه.
تعود تفاصيل الواقعة عندما تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القليوبية، إشارة من الخدمات الأمنية المعنية بتأمين أحد المستشفيات بنطاق قسم شرطة شبرا الخيمة، تفيد بوصول جثة مصاب بعدة طعنات في مناطق متفرقة من الجسد.
خلال وقت قصير انتقل رجال المباحث الجنائية بمديرية أمن القليوبية، إلي مكان البلاغ ، وتبين العثور على شاب يدعي «مجدي رضا- 30 سنة»، في العقد الثالث من العمر، مصاب بعدة طعنات جراء اعتداء أحد الأشخاص يُدعى « مصطفى عبد الخالق - 42 سنة- فني كهرباء»، بسبب خلاف على مبلغ ١٠ جنيه، رفض المتهم دفعها للضحية نظير قيامه بمسح السيارة له، بناءاً على طلبه كون المجني عليه يعمل سايس في جراج.
عقب تقنين الإجراءات الأمنية وإستخدام التقنيات الحديثة نجحت الأجهزة الأمنية في ضبط المتهم، وعقب الاستعلام عن الحالة الصحية للمصاب تبين وفاته، وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة التحقيق.