صديقان غدرا به.. كشف ملابسات اختفاء الشاب عادل اسماعيل في السويس

"احذر عدوك مرة وصديقك ألف مرة".. يعرف الجميع تلك الحكمة لكن القليل من يعمل بها، ربما لو اتخذ عادل إسماعيل ابن السويس القليل من الحذر لما وقع ضحية غدر صاحبيه اللذين أردياه قتيلا بعد تلقيه عدة طعنات نافذه، تركاه غارقا في دمائه بمنطقة صحراوية قرب طريق "السويس_القاهرة" القديم.
صديقان غدرا به.. كشف ملابسات اختفاء الشاب عادل اسماعيل في السويس
ألقى ضباط المباحث بقسم فيصل والجناين القبض على المتهمين بعد 72 ساعة من تغيب المجني عليه، واعترفوا بالجريمة، حيث استدرجا المجني عليه عادل محمد إسماعيل، وقتلاه عند نهاية مدينة السلام من ناحيه طريق "السويس- القاهرة" القديم، قتلاه وهرب أحدهما إلى الإسماعيلية ظنا أن ذلك يبعد عنه الشبهات.
قبل سبتمبر الماضي تزوج عادل اسماعيل من فتاة رأى فيها حسنة الدنيا وخير رفيق يعينه في الحياة التي جاء إليها وعاشها وحيدا بلا أشقاء، استقر في مدينة السلام الكائنة على أطراف مدينة السويس، كانت حياته هادئة كما يحكي عنه جيران والدته في قرية العمدة بالقطاع الريفي، يقولوا أنه كان على خلق مطيعا وبارا بوالدته التي ربته وأحسنت نشأته، لم يدخل في مشاجرة يوما ولم يصرفه طيش الشباب عن دماثة خلقة التي عاهدوه عليها منذ طفولته.
بعد مدة قليلة حملت الزوجة، علم أن الله سيرزقه بطفل، اتسعت الدنيا في عينيه فرحا بذلك الصغير الذي ينتظره، تمنى أن يكون ذلك الرزق صديقه ورفيقه وصاحبه وابنه، يعوضه الحياة بدون أخ، كان يعد الأيام انتظارا لذلك الضيف الذي قرر أن يحمل اسم محمد، على اسم والده الذي توفى وهو صغير ولم يشبع من حنيته، لعله يجد في صغيره ويعطيه ما حرم هو منه.
ظهر الاثنين الماضي غادر عادل إسماعيل منزله، واخبر زوجته انه سيقابل اثنين من أصدقائه ثم يذهب على عمله بميناء السخنة، ودعها عادل كأنه على سفر، لم يكن عادل ممن يقضون ساعات على المقاهي، بل كان زوج يفضل أن يقضي وقته مع زوجته في بيته بالسلام، أو مع والدته في قرية العمدة، لذلك كانت مواعيد عودته للبيت بعد العمل ثابته.
تأخر الزوج والابن عن موعده، اتصالات من زوجته ووالدته دون الوصول إليه، بدأت زوجته في تدون منشورات على صفحات موقع "فيسبوك" تتحدث عن غياب زوجها، وتسأل أصدقاءه وزملاءه إن كان أحدهم رآه، تداول الأصدقاء والجيران تلم المنشورات، فعلمت أن زوجها لم يذهب للعمل في ذلك اليوم.
لم يمر يومين حتى توجهت الزوجة إلى قسم شرطة فيصل رفقة والدة عادل وحررا محضر باختفاءه، وذكرت الزوجة أنه نزل للقاء اثنين أصدقاءه، ولم يعد وهاتفه مغلق منذ ذلك الوقت.
لم يكن الصديقين من الصحبة وحسب، بل كانا الأقرب إليه فهما أبناء خال والدته، وكلاهما أبناء عم وكانا الأقرب إليه يوم زفافه يفرحون ويرقصون معه على أنغام الأغاني، بدا أنهما شقيقين للعريس، لكن الشيطان يزرع في النفوس الحقد والغل والكراهية التي تقود أصحابها على المهالك.
رحل عادل مع رفيقيه، في سيارة أحدهما واختفى، أنكر الصديقين في اتصال مع أسرته انهما التقيا عادل، ثم اختفى أحدهما، تغيب عن العمل وسافر، ما زاد الشكوك حوله.
بعد فحص البلاغ شكل مدير إدارة البحث الجنائي فريق بحث ضم ضباط مباحث قسم شرطة فيصل وقسم الجناين، وتوصلت التحريات الأمنية أن أخر من كانا رفقة المجني عليه هما إسلام وكريم، استدعت الشرطة الأول لمناقشته.
أنكر في البداية وبتطور المناقشة اعترف تفصيليا انه وابن عمه شريكه في الجريمة يتعاطيان المواد المخدرة، واستدرجا عادل من منزله بحجة أنهما يريدان أن يتناقشان معه في أمر عائلي، وسلكا طريق "السويس_ القاهرة" القديم على امتداد مدينة السلام، وأن كريم اجهز عليه بعدة طعنات البطن والصدر حتى تأكد من وفاته وتركه عند نهاية المدينة، في منطقة صحراوية لا يتردد أحد عليها.
وتوجهت مأمورية أمنية من السويس إلى مدينة فايد وألقت القبض على المتهم الثاني حيث كان يختبئ هناك، وارشد عن مكان الجثة، وأقر تفصيليا بالجريمة وادعى وجود خلافات بينهما.
عقب العثور على الجثمان ونقله بسيارة إسعاف إلى ثلاجة حفظ الموتى استدعت الشرطة زوجة المجني عليه للتعرف على الجثة، استقبلت الجثمان بالصراخ والعويل وهي ترى مواضع السكين في جسده أكثر من 15 طعنة، وجرح قطعي كانت كفيلة بإنهاء حياته، علمت ان ابنها سيعيش نفس مصير أبيه يتيما، ربما رأى والده أبيه وهو صغير، بينما صغيرها سيعيش ولن يرى أبيه إلا في الصور، سيعيش بضع سنين قبل أن يفهم الطفل معنى القتل وبأي ذنب قُتل عادل ذلك الذي ضرب به أهل قرية العمدة المثل في الأخلاق وحسن الخلق.