حوادث اليوم
الإثنين 3 مارس 2025 06:41 مـ 4 رمضان 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

اعترافات تهز ليبيا: فيديو صادم يكشف شبكة لنشر الإيدز عمدًا قبل حذفه الغامض

نشر الأيدز عمدا
نشر الأيدز عمدا

في حادثة هزت الرأي العام الليبي، انتشر مقطع فيديو مثير للجدل نُسب لجهاز أمني في البلاد، يظهر مجموعة من الأشخاص يعترفون أمام الكاميرا بنقل فيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) عمدًا عبر علاقات جنسية غير محمية. المقطع، الذي أثار موجة من الغضب والهلع، لم يدم طويلًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تم حذفه فجأة بعد تعرض الصفحة الرسمية للجهاز الأمني لحملة بلاغات مكثفة، ما زاد من الغموض والتكهنات حول تفاصيل القضية.

اعترافات مدوية: سبعة رجال وامرأتان يعترفون بالجريمة

وفقًا للفيديو الذي نشره جهاز دعم مديريات الأمن بالمناطق عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، ظهر تسعة أشخاص (سبعة رجال وامرأتان) يعترفون صراحة بأنهم تعمدوا نقل فيروس الإيدز لأشخاص آخرين من خلال علاقات جنسية مباشرة، دون أي اعتبار للعواقب المدمرة على حياة الضحايا. لم تُكشف تفاصيل إضافية عن هوية المتهمين أو الضحايا، لكن الانتشار السريع للمقطع أثار فزعًا واسعًا وسط الليبيين، الذين طالبوا بكشف ملابسات القضية ومعاقبة المتورطين بأقصى العقوبات.

لماذا حُذف الفيديو؟ الجهاز الأمني يوضح

10 آلاف مصاب بالإيدز في الجزائر - RT Arabic

لم تمر ساعات حتى اختفى الفيديو من الصفحة الرسمية للجهاز الأمني، مما أثار موجة من التكهنات حول دوافع الحذف. وفي بيان رسمي، أوضح الجهاز أن الصفحة تعرضت لحملة بلاغات مكثفة، أدت إلى حجبها مؤقتًا وحذف المقطع تلقائيًا. كما أشار إلى أن الفيديو كشف مؤامرة خطيرة تسعى لنشر المرض داخل المجتمع الليبي، مؤكدًا أن التحقيقات جارية لتحديد كافة المتورطين واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

ورغم هذا التوضيح، شكك كثيرون في الرواية الرسمية، متسائلين: هل كان الحذف نتيجة ضغوط داخلية؟ أم أن هناك جهات نافذة تحاول التستر على خفايا القضية؟

الإيدز في ليبيا.. جرح قديم يعود للواجهة

هذه الحادثة أعادت إلى الأذهان واحدة من أخطر الفضائح الصحية في تاريخ ليبيا، المعروفة بقضية "الممرضات البلغاريات". ففي التسعينيات، اتُهمت ست ممرضات بلغاريات بحقن أكثر من 400 طفل في مستشفى الفاتح بمدينة بنغازي بدماء ملوثة بفيروس الإيدز، ما أدى إلى إصابة العشرات بالمرض. القضية أثارت جدلًا عالميًا، وامتدت تبعاتها لسنوات قبل أن يتم الإفراج عن المتهمات بصفقة سياسية عام 2007.

اليوم، ومع انتشار الفيديو المحذوف، يتساءل الليبيون إن كانت البلاد تواجه مخططًا جديدًا لنشر المرض، خاصة في ظل الفوضى الأمنية التي تسمح بانتشار الجريمة المنظمة دون رقابة فعالة.

هل هناك شبكة منظمة وراء هذه الجريمة؟

ما يجعل هذه الحادثة أكثر خطورة هو الشكوك حول ما إذا كان المتهمون مجرد أفراد معزولين، أم أنهم جزء من شبكة أوسع تعمل على نشر الفيروس عمدًا، وربما لصالح جهات مشبوهة تسعى لضرب المجتمع الليبي من الداخل.

السلطات الأمنية مطالبة الآن ليس فقط بتوقيف المتورطين، بل بتقديم توضيح شفاف للرأي العام حول دوافعهم الحقيقية. في الوقت ذاته، يدعو الخبراء إلى تكثيف حملات التوعية لمنع انتشار الفيروس، والتشديد على أهمية الفحص الطبي الدوري واتخاذ تدابير الحماية للحد من تفشي المرض.

الخاتمة: تساؤلات بلا إجابات

رغم حذف الفيديو، إلا أن الجدل لم ينتهِ بعد. فالقضية لا تزال محط أنظار الليبيين، الذين ينتظرون كشف الحقيقة كاملة. هل سيتم محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة المروعة؟ أم أن القضية ستنضم إلى سلسلة من الفضائح التي طُويت صفحاتها دون محاسبة؟

تبقى الإجابة لدى السلطات، ويبقى الخوف مسيطرًا على المجتمع، الذي يطالب اليوم بأكثر من مجرد كلمات، بل بإجراءات حاسمة تحول دون تكرار هذه الجرائم التي تهدد حياة الأبرياء.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found