حوادث اليوم
الأحد 9 مارس 2025 02:42 مـ 10 رمضان 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

مأساة على دائري كعابيش.. كيف قتل نشالون آخر الليل ”الصعيدي” في عقيقة ابنته؟

أبو جنة
أبو جنة

في جمع بهيج اقتصر على "ولاد الحتة" والأحباب، احتفل "عبدالرحمن" بعقيقة مولودته الأولى "جنة". فرحة ابن الثلاثة عقود إلا عامين لم تدم إلا ساعات مع أسرته بقدوم المولودة، لكن ما ينتظره فاق أي توقع.

بعد زيجة دامت نحو 5 أعوام، رُزق الله "عبده الصعيدي" بالصبية "جنة"، الابن الوحيد لوالديه من الأولاد. قرر أن يعقد عقيقة ابنته الأولى في قاعة أفراح بعيدًا عن منزله:
"دي أول فرحتنا، وقال عايز أفرح ببنتي.. عزم صحابه وكل الحتة"، تحكي "ندى" شقيقة عبده في حديثها

مع مغيب الشمس، انتهى "عبده" من تجهيز مراسم العقيقة، 9 ساعات توسط فيها الأب أسرته يرقص فرحًا وابتهاجًا بمحبوبته "جنة" وكأنه في ليلة عرسه، لكنه لم يعلم أنه اللقاء الأخير له:
"كان فرحان ببنته بعد 5 سنين جواز".

قبل منتصف الليل، انتهت مراسم العقيقة، وعادت الأسرة والمولودة، لكن "عبده" و"أحمد" ابن عمه ظلا حتى مطلع الفجر في القاعة، "قعدوا دفعوا فلوس القاعة ولمّوا باقي الحاجات". أمام باب القاعة التي كانت تضج بالأنوار في حي الوراق، كان لص يراقب "أبو جنة" وهو يرتب نُقطة "جنة" التي جمعها من أصدقائه:
"أخويا كان جايله ناس كتير ولمّ نقطة بنته".

الرابعة فجرًا، قصد "أبو جنة" وابن عمه "أحمد" دائري المريوطية بعد الانتهاء من مراسم العقيقة. أعلى نزلة "كعابيش - فيصل"، تفاجآ بدراجتين ناريتين يستقلهما 6 ملثمين تقطع طريقهما دون داعٍ، حاول "عبده" أن يفلت بسيارته من اللصوص:
"كان معاهم سنج ومطاوي، وفتحوا عليه العربية وهو ماشي على الطريق".

حاول "عبده" التشبث بالأموال التي جمعها من عقيقة ابنته: "كان معاه فلوس ناس كتير!"، لكن إصرار اللصوص على سرقتها بالإكراه كتب نهايته المأساوية طعنًا بسلاح أبيض "سنجة"، إذ باغته أحدهم بطعنة نافذة في الصدر بعدما شلوا حركته عقب نهب الأموال. وحينما تدخل "أحمد" - ابن عم عبده - لإنقاذ ابن عمه، لاحقه اللصوص بطعنات متفرقة في البطن والظهر لكنه نجا من الموت بأعجوبة:
"واحد ماشي في الشارع لقي أخويا مرمي جنب العربية وغرقان في دمه".

لم تتمالك "ندى" أعصابها لحظة واحدة حينما استيقظت من غفلة نومها في الخامسة فجرًا على خبر تعرض "عبده" شقيقها لسطو مسلح على الطريق:
"أحمد ابن عمي رن عليا، قالي تعالوا إحنا بنموت عند كعابيش"، ولم يخبرها بما جرى لهما، الأمر الذي أثار شكوك "ندى" ومن قبلها والدتها بأن "عبده" حدث له مكروه، خاصة بعد غلق هاتفه:
"قال لنا أنا طلعت على القصر العيني، تعالوا هناك".

في همٍّ وصلت "ندى" وأسرتها إلى مستشفى القصر العيني، داخل مبنى الطوارئ، على أمل النجاة، وقفت الأخت ووالدتها أمام غرفة العمليات يناجيان ربهما بأن "أبو جنة" لن يصيبه مكروه، لكن أصابهما الفزع حينما أخبرهما الطبيب بأن المصاب فارق الحياة متأثرًا بطعنة في الصدر:
"قال لنا أخوكي جاي غرقان في دمه وشبه ميت".

على باب المشرحة، جلست الأم التي كسا الوهن ملامحها، تندب حظها العاثر على ضناها "عبده"، وتبكي حسرة على حياة ابنته الرضيعة:
"ملحقش يفرح ببنته.. اتقتل يوم ما احتفل بالعقيقة".

شقيقة الضحية، "ندى"، تطالب بالقصاص العادل من الجناة:
"سيبناه عشان يدفع فلوس عقيقة بنته.. ساعتين تلاتة صحينا على خبر مقتله".
تكمل الأخت في حديثها:
"محدش مستوعب اللي حصل ده.. لازم الناس دي تاخد إعدام في ميدان عام.. عشان يكونوا عبرة.. قتلوا أخويا ورموه على الأرض وسرقوا فلوس العقيقة بتاعة بنته".

النيابة العامة أحالت المتهمين الستة في القضية إلى محكمة الجنايات العاجلة، بتهمة قتل المجني عليه عمدًا مع سبق الإصرار والترصد المقترن بالسرقة.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found