”حق عبدالله لازم يرجع”.. وفاة طالب ثانوي بسبب مشاجرة عابرة في شبين القناطر

لم يكن عبدالله إيهاب أبو صالح، الطالب بالصف الثالث الثانوي التجاري، يعلم أن صفعة واحدة ستكون بداية النهاية لحياته. في مشهد مأساوي هزّ شبين القناطر بالقليوبية، لقي الشاب مصرعه بعد تعرضه لضرب مبرح بالحجارة على يد ثلاثة شباب، أحدهم لا يزال هاربًا.
بداية الخلاف.. صفعة لم يكن يجب أن تتكرر
في الصباح الباكر، كان عبدالله يقود سيارة والده في ميدان سعيد، عندما اصطدمت يده عن غير قصد بشاب يدعى يوسف. لم يكن الأمر يستدعي أي تصعيد، لكن الأخير لم يتقبل الاعتذار وصفع عبدالله على وجهه.
لم يردّ عبدالله على الإهانة، لكنه عاد إلى منزله محبطًا، وفق ما يروي صديقه المقرب:
"اتضايق، بس قال خلاص، مش هعمل مشاكل."
لقاء القدر.. لحظة المواجهة الأخيرة
في اليوم التالي، كان عبدالله متجهًا إلى محل شقيقه عبدالرحمن للمساعدة في العمل، لكن الصدفة وضعته مرة أخرى في مواجهة يوسف.
"انت ضربتني إمبارح بالقلم!" قالها عبدالله مستنكرًا، دون نية للعراك، لكن المفاجأة أن يوسف كرر الصفعة أمام الجميع. هذه المرة، لم يتمكن عبدالله من الصمت، وحاول رد الصفعة، لكن صديقه ياسين تدخل وضربه بقوة على رأسه بالكوع.
"عبدالله وقع على الأرض، حاولت أشده، بس كانوا أسرع"، يروي صديقه.
جريمة قتل خلال ثوانٍ.. حجر أنهى الحياة
ما حدث بعدها كان مروعًا، وفق ما أكده شهود العيان. فبينما كان عبدالله يحاول النهوض، انهال عليه المعتدون بالضرب بالحجارة على رأسه، مرة ثم أخرى، حتى غرق في دمائه وسط ذهول الحاضرين.
"كان بيحاول يوقف نفسه، بس وقع تاني، وفضلوا يضربوه."
45 يومًا من الألم في المستشفى.. حتى الموت
نُقل عبدالله إلى العناية المركزة، حيث ظل يناضل من أجل الحياة لمدة 45 يومًا، بينما كانت أسرته تنتظر أي بارقة أمل.
"كل يوم كنا مستنيين خبر كويس، لكن الأخبار كانت أسوأ يومًا بعد يوم"، تقول عمته.
وأخيرًا، جاء الخبر الذي لم تكن العائلة تتمنى سماعه:
"عبدالله مات."
الغضب الشعبي والمطالب بالعدالة
الجريمة هزّت الرأي العام، خاصة بعد انتشار فيديوهات الواقعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ظهرت وحشية الاعتداء بوضوح.
"ما خدناش عزاء، مش هنقبل العزاء غير لما المتهم الهارب يتحاسب"، تقول العائلة، التي تواصل المطالبة بالقبض على المتهم الثالث، ياسين.
تصاعد القلق من العنف الشبابي
الحادثة لم تؤثر فقط على أسرة عبدالله، بل زادت من مخاوف سكان شبين القناطر حول تصاعد العنف بين الشباب.
"بقينا خايفين ننزل الشارع، إزاي مشاجرة بسيطة تنتهي بالقتل؟"، يقول أحد أصدقائه.
الإجراءات القانونية.. والبحث عن القاتل الهارب
النيابة العامة أصدرت أمر ضبط وإحضار للمتهم الهارب، وأكدت مصادر أمنية أن التحريات جارية مع متابعة كاميرات المراقبة المحيطة بموقع الجريمة.
"مش هنسكت، القانون لازم ياخد مجراه"، تؤكد العائلة.
العقوبات المتوقعة في مثل هذه القضايا
وفقًا للقانون المصري، فإن القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد يُعاقب عليه بـ:
- الإعدام في حال ثبوت نية القتل المسبق.
- السجن المؤبد (25 عامًا) إذا لم تكن هناك نية مبيتة ولكن الجريمة تمت بطريقة وحشية.
كيف يمكن منع العنف بين الشباب؟
هذه الجريمة تسلط الضوء على خطورة العنف غير المبرر بين الشباب، ما يطرح تساؤلات حول دور القانون والمجتمع في مواجهة هذه الظاهرة.
هل هناك قوانين تنظم المشاجرات لمنع العنف؟
نعم، القانون يعاقب على الاعتداء البدني، وتوجد عقوبات صارمة للبلطجة والضرب المفضي إلى الموت.
هل توجد مبادرات مجتمعية لتقليل العنف بين الشباب؟
هناك برامج توعوية في المدارس والجامعات للحد من العنف، لكن حوادث مثل هذه تكشف الحاجة إلى تشديد العقوبات وزيادة التوعية.
ما التأثير الاجتماعي لزيادة العنف بين الشباب؟
- انتشار الخوف في المجتمع.
- زيادة الشحن النفسي والعصبي بين المراهقين.
- ارتفاع معدل الجريمة بين فئة الشباب.
هل هناك دعم نفسي لعائلة عبدالله بعد الحادث؟
للأسف، لا يوجد نظام دعم نفسي حكومي لعائلات ضحايا الجرائم، وغالبًا ما يعتمدون على المساعدة الأهلية والمجتمعية.
"حق عبدالله لازم يرجع"
تبقى هذه القضية صرخة تحذير ضد العنف بين الشباب، ورسالة واضحة بأن التهاون في تطبيق القوانين يؤدي إلى مزيد من الضحايا الأبرياء.