حبسها حتى الموت ولا يعرف للأبوة معنى ..حيثيات الحكم بإعدام قاتل ابنته

أودعت الدائرة 16، بمحكمة جنايات الجيزة، حيثيات حكمها الصادر بالإعدام شنقًا، على سباك في قضية مقتل «إجلال» إبنته القاصر، التي قتلت بوحشية على يده، صدر الحكم برئاسة المستشار عصام أبوالعلا، وعضوية المستشارين حسام الباز، وشريف الكلحي.
حبسها حتى الموت ولا يعرف للأبوة معنى ..حيثيات الحكم بإعدام قاتل ابنته
وكشفت المحكمة، في حيثياتها، أنه بعد تلاوة أمر الإحالة، وسماع طلبات النيابة العامة، ومرافعة الدفاع، اطمأنت تمامًا إلى أدلة الثبوت المستخلصة من التحقيقات، وشهادات الشهود، والتقارير الفنية.
وأوضحت أن المتهم محمود أبراهيم، البالغ من العمر 43 عامًا، هو أب لا يعرف للأبوة معنى، ولا يدرك ما اختصه به ربه، وأولى بأن وهب له من الولد أنثى فهي ذخائر من رحمة مهداه كنوز حب صادق من أعماق القلب مبتداه عطاء بلا مقابل ولاقصاه هدية الله إلى من أحب من خلقه وأصطفاه، استوصوا بالنساء خيرا وصية رسولنا الكريم وقد نعاهم بفلذات الأكباد من أجلهم تحل البركات وقد قدمهن على الذكور ووصفهن بالحبور إلا أن المتهم أبي إلا أن يكون بتلك الأنعم كفورا وبما حباه الله من خير منوعا انتزعت من قلبه الرحمة فصار جزوعا قسي قلبه فصار كالحجارة أو أشد قسوة بئس العبدإنه كان جهولا.
لم تكن الطفلة تعلم أن منزل والدها سيصبح سجنًا لها، وأن الحياة التي كانت تفر منها إليه ستتحول إلى كابوس لا ينتهي، فمنذ انفصال والديها، كانت تعيش مع والدها وإخوتها، لكن مع مرور الوقت بدأت تتعرض لمعاملة قاسية جعلتها تحاول الفرار إلى منزل والدتها، بين الحين والآخر، هذه المحاولات لم تمر بسلام، فقد قرر والدها معاقبتها بطريقته الخاصة.
وبحسب التحقيقات، احتجز الأب طفلته داخل مرحاض منزله، وقيدها بسلاسل حديدية بأقفال مغلقة، وجردها من ملابسها، وتركها في ظلام دامس لعدة أشهر، لم يكن الأمر مجرد احتجاز، بل كان تعذيبًا وحشيًا ممنهجًا، حيث كان يستخدم الشوم، والمطرقة، والسيخ الحديدي، والخرطوم، والزرادية، لضربها وإلحاق الأذى بجسدها الضعيف.
الأب لم يكتفِ بالضرب، بل عمد إلى تجويعها لأيام متواصلة، وعندما كانت تستغيث طلبًا للطعام، قام باستخدام «زرادية»، واقتلع بعضًا من أسنانها حتى لا تتمكن من الأكل، كان يتلذذ برؤيتها تتألم، ولم يرف له جفن وهو يشاهد ابنته تنهار تدريجيًا بسبب الجوع والمرض.
ولم تتوقف الطفلة عن محاولة الهروب، حتى وهي مقيدة بالسلاسل، وكانت تنادي أشقائها وتبكي في محاولة للنجاة، لكن والدها لم يحتمل عنادها، وقرر وضع حد لحياتها، في يوم الجريمة، قام بدفع رأسها بعنف تجاه باب المرحاض، وجدرانه مرات متتالية، ولم يتوقف عن ذلك رغم توسلاتها، بل استمر في ضربها لمدة عشر دقائق متواصلة، حتى توقفت عن الحركة تمامًا.
ولم يشعر الأب بأي ندم، بل بدأ في تنفيذ خطته للتخلص من الجثة، وقام بلفها في قطعة قماش وسجادة، ثم استعان بأحد أبنائه لحملها إلى سيارته، وانطلق إلى طريق بعيد عن الأنظار، وهناك، وجد حفرة عميقة بين أعمال الحفر والردم، فألقى بالجثة بداخلها وأهال عليها التراب، معتقدًا أن الأمر قد انتهى وأن أحدًا لن يكتشف جريمته.
لم تستمر سرية الجريمة طويلًا، إذ قادت الصدفة الأجهزة الأمنية إلى خيوط القضية، بعد أن أفشى أحد أفراد العائلة السر، وعند استدعاء الأب للتحقيق، لم يجد مفرًا من الاعتراف بجريمته، خاصة بعد أن كشفت المعاينة وجود أدوات التعذيب في منزله، إلى جانب مواد مخدرة أكدت التحاليل أنه كان يتعاطاها بانتظام، وبعد تحقيقات موسعة، وجدت المحكمة أن الجريمة ارتُكبت مع سبق الإصرار، حيث عمد الأب إلى تعذيب طفلته لفترة طويلة، قبل أن يقرر التخلص منها بدم بارد، صدر الحكم بالإعدام على الأب، والسجن المشدد لأحد أبنائه الذي شاركه في إخفاء الجثة، ليكون العقاب العادل لما اقترفاه من جرم شنيع.