شاهد| لحظات الشجاعة فى رحيل الشهيد مصطفى عثمان
أسد ابن أسد، صاحب قلب ميت، متفان فى عمله، و"نسر الصعيد".. وغيرها من الصفات الحميدة التى ارتبطت بالشهيد النقيب مصطفى محمد عثمان، بطل كمين الصفا، نجل اللواء محمد عثمان، مساعد مدير أمن الأقصر سابقا، وعلى الرغم من مرور عدة سنوات على رحيل الشهيد البطل، إلا أن رسالته تتحقق بالحرف الواحد، حيث تظل سيرته العطرة واسمه الطيب خالدا، فكان حلمه منذ أن كان صغيرا، الالتحاق بكلية الشرطة، والتى تخرج فيها عام 2015، ثم التحق بإدارة العمليات الخاصة بالأمن المركزي في قطاع سلامة عبدالرؤوف بالقاهرة، وانتقل منه إلى قطاع الأمن المركزي بأسيوط، حيث كان يعمل قرابة 16 ساعة يوميا، وبدأت علاقته بسيناء في هذه الفترة، حيث كان يتم إيفاده في مأموريات إلى سيناء كل 3 أشهر، وعمل الشهيد في الأمن المركزى بأسيوط، وتخصص في مكافحة الإرهاب، وبدأت مهام البطل فى التعامل مع العناصر التكفيرية في الجبال بمحافظات أسيوط وقنا والوادي الجديد، وانتقل الشهيد للعمل بمنطقة شمال سيناء حتى يوم استشهاده، حيث كان معينا للخدمة في كمين الفواخرية بمدينة العريش، بينما كان أحد الضباط من دفعة 2017 سيتوجه إلى كمين الصفا، إلا أن الشهيد الذى كان على دراية كاملة بخطورة كمين الصفا، طلب استبدال الخدمة مع زميله البطل ليتوجه إلى كمين الصفا حيث كان موعده للاستشهاد به إثر قيام انتحاري بتفجير نفسه في الكمين، في 26 يونيو 2019.
أرملة الشهيد، كشفت أن الشهيد البطل، عقب تخرجه من كلية الشرطة حصل على فرقتي القبض والاقتحام والأسلحة المعاونة، وتم تكريمه بعد مشاركته في العملية الشاملة بسيناء، موضحة أنه كان يحب أعمال الخير وأن آخر أعماله كانت فى الخير، مشيرة إلى أن أحد جنوده أدلوا لها بذلك الأمر.
وتضيف أرملة الشهيد قائلة: "مصطفي كان نعم الزوج، والأب، والابن، والأخ، كان بشوش الوجه، سهل فى معاملته، عمره ما قصر لحظة في حق أهل بيته، وكان بارا بوالديه، كان يحب من حوله، كان يعطي الوقت الأكبر والاهتمام البالغ لعمله، وكان دائما ما يؤكد أنه طالما هو وزملاءه ناجحون فى حفظ الأمن والاستقرار فإن الجميع يعيش فى استقرار وأمان.
وتشير أرملة الشهيد البطل، إلى أنه كان يخبرها فى كل وقت أن نيل الشهادة فى حب الوطن شرف عظيم لكل من وكله الله لحماية أمن وسلامة المصريين، قائلة: "كان فى كل مرة يذهب فيها لسيناء راضيا بقضاء الله وقدره، وكانت دعوته الدائمة اللهم تقبلنى شهيدا فى زمرة الشهداء، ولن أنسى فى آخر رمضان له معنا أننى سمعته أثناء صلاته يناجى المولى عز وجل، طالبا منه الشهادة، وذلك قبل استشهاده بنحو شهر كامل.
وحول استشهاد البطل، توضح أرملته: "كمين الصفا، اللي استشهد فيه فى منطقة سوق ومكان حيوي جدا، وهو أحد أكمنة قوات الشرطة، وموقعه جنوب غرب العريش، وكان الشهيد البطل يقود قوة أمنية، ويباشر مهام عمله في التأمين، وفجأة داهم أحد العناصر التكفيرية منطقة الارتكاز ومعاه عناصر إرهابية أخرى، مساء يوم 25 يونيو 2019، إلا أن الشهيد تصدى لهم وقتل عنصرين تكفيريين، وتمكن الانتحاري من تفجير حزامه الناسف ليلقى مصرعه، واستشهد مصطفى، ولو كان انفجر فيه التكفيري كانوا راح فيها عدد كبير جدا من الناس.
وأكدت أرملة الشهيد، أن أحد الأبطال من زملاء زوجها كشف عن بطولات عديدة لزوجها البطل والتى جعلت الإرهاب يستهدف الشهيد، متابعا:"مصطفي لما شاف التكفيري بياخد سواتر قتله في راسه علشان ميحصلش انفجار، وبموقفه هذا أنقذ الكثير من رجال الشرطة، لإن كانت ممكن تحصل كارثة".
جدير بالذكر أن الشهيد تزوج فى عام 2017 ورزقه المولى بطفلين "محمد" في 4/1/2018 و"ماسة" فى 12/11/2019، والتى جاءت للدنيا يتيمة بعد استشهاد البطل بنحو 5 أشهر، وكانت آخر رسائل البطل الشهيد مصطفى في حالة "الواتس آب" قبل استشهاده "عيش راجل يموت جسمك يعيش اسمك".
وكتبت أرملته عبر حسابها على موقع "فيسبوك"، نعيا لزوجها: " فخورة بيك يا حبيبي.. فخورة إني بقيت أم لأولاد شايلين اسمك، فخورة إني بقيت حرم الشهيد النقيب مصطفى محمد عثمان، اسم أفتخر بيه طول عمري وهفضل أحكي عنك للناس كلها وعن إنجازاتك وعن رجولتك وحبك للناس، ربنا يباركلك في ابنك محمد وفي الطفل اللي جاي بإذن الله وتشوفهم زي ما كنت عايز تشوفهم ربنا يقدرني وأحقق لك كل اللي كان نفسك فيه، طلبتها ونولتها في الجنة ونعيمها يا حبيبي، استودعك الله الذي لا تضيع ودائعه".