شا هد الفديو الذي اثار ضجة ودفع وزارة الداخلية للتدخل السريع

بين أزقة مدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، كانت "الحاجة سعاد"، سيدة ستينية، تقاوم الألم اليومي الناتج عن كسر في قدمها، وتتسلح فقط بابتسامتها المعتادة وقوة أمومتها. لكن ما لم تتوقعه أن تتحول لحظة عادية من حياتها إلى مشهد عنف مأساوي وثّقته الكاميرات وهزّ الشارع المصري ودفع وزارة الداخلية الي التحرك الفوري.
بداية القصة
المشهد بدأ عندما توجهت ابنة الحاجة سعاد إلى عداد المياه المشترك في مدخل العمارة لشحن كارت المياه، بعد أن قام أحد الجيران بقطع المياه عن شقتهم لمدة خمسة أيام، ما سبّب معاناة كبيرة للأسرة. تقول الابنة في أقوالها أمام النيابة: "حاولنا نحل الموضوع بالهدوء، لكن الراجل كان بيرفض حتى يرد علينا. ولما قولناله هنبلغ الشرطة، وافق يشغل الميّه تاني".
لم تتحمل الأم رؤية ابنتها تُهان أمام عينيها، فاندفعت، رغم إصابتها، لمحاولة إنقاذها، لكن المعتدي لم يرحم ضعفها
لكن الخلاف لم ينتهِ عند ذلك الحد. في اليوم التالي، وبينما كانت الفتاة تحاول شحن كارت المياه، فوجئت باعتداء المتهم عليها بالضرب والسحل. لم تتحمل الأم رؤية ابنتها تُهان أمام عينيها، فاندفعت، رغم إصابتها، لمحاولة إنقاذها، لكن المعتدي لم يرحم ضعفها. وتحوّلت لحظة الأمومة إلى مشهد قاسٍ، التُقط بكاميرا الهاتف المحمول وانتشر كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي.
تدخل عاجل وسريع من وزارة الداخلية
ومع تصاعد حالة الغضب الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي، جاء التحرك الأمني السريع ليؤكد مجددًا يقظة وزارة الداخلية المصرية واستجابتها الفورية لنداءات المواطنين.
فبمجرد رصد الفيديو، أصدرت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية توجيهات عاجلة بضبط المتهم، وتم تشكيل فريق بحث بقيادة ضباط مباحث الزقازيق. وخلال ساعات قليلة فقط، تم تحديد هوية الجاني، وضُبط بالفعل، قبل أن يُحال للنيابة العامة، وسط ترحيب واسع من الأهالي ورواد السوشيال ميديا.
محضر رسمي وتفاصيل التحقيقات وتأكيد وزارة الداخلية علي حماية المواطنين
تحرر محضر بالواقعة يحمل رقم 5144 جنح لسنة 2025، وبدأت النيابة العامة التحقيقات مع المتهم، الذي يواجه اتهامات بالاعتداء على سيدة مسنة وابنتها داخل مكان سكنهما، والتهديد المتكرر، وقطع المياه عمدًا.
وأكدت وزارة الداخلية في بيان مقتضب أن "الأجهزة الأمنية لا تتوانى عن حماية المواطنين، وخاصة الفئات الأولى بالرعاية، وملاحقة كل من تسوّل له نفسه ارتكاب جرائم عنف أو ترهيب".
وزارة الداخلية وسرعة الأستجابة
تفاعل المصريون مع الواقعة بشكل واسع، مطالبين بإنزال أقصى عقوبة بالمعتدي، ومشيدين بتدخل وزارة الداخلية السريع. وتحوّلت مواقع التواصل إلى منصات دعم للحاجة سعاد وابنتها، وسط دعوات بضرورة التصدي بقوة لكل أشكال العنف المجتمعي.
هكذا تحوّل فيديو من 60 ثانية إلى جرس إنذار مجتمعي، أعقبه تحرك أمني حاسم، لتبقى الرسالة واضحة: لا مكان للعنف تحت عين الدولة، وقوة القانون فوق الجميع.