حب يتحول إلى جريمة.. عاطل يدهس شابًا بدراجة بخارية بسبب ”خطبة ابنة عمه” في البحيرة

تحولت مشاعر الحب المرفوضة إلى جريمة قتل بشعة هزّت أركان محافظة البحيرة، بعدما أقدم شاب عاطل على قتل منافسه في الخطبة بدهسه بسيارته بشكل متعمد، بعد أن ترصد له بطريق عام وتتبعه حتى صدمه، ليسقط غارقًا في دمائه.
بلاغ بحادث.. لكن النهاية كانت جريمة قتل
القصة بدأت كما لو كانت مجرد حادث تصادم عادي، حين تلقى مساعد وزير الداخلية مدير أمن البحيرة بلاغًا من مركز شرطة دمنهور يفيد بوقوع تصادم بين سيارة نقل ودراجة بخارية على طريق الدلنجات – دمنهور، وتحديدًا عند مدخل قرية سنطيس التابعة لدائرة المركز.
وفور تلقي البلاغ، انتقلت الأجهزة الأمنية وسيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، ليجدوا شابًا في حالة خطرة ملقى على الطريق، تم نقله على الفور إلى المستشفى المركزي في محاولة يائسة لإنقاذه.
الضحية شاب تقدم لخطبة فتاة.. فكان الثمن حياته
وبالفحص تبين أن الشاب المصاب يُدعى نور م. ا. ع، يبلغ من العمر 28 عامًا، ومقيم بمركز الدلنجات، وقد لفظ أنفاسه الأخيرة بعد 3 أيام من الحادث متأثرًا بإصاباته الخطيرة، ليتم نقل الجثمان إلى المشرحة ووضعه تحت تصرف النيابة العامة، التي باشرت التحقيقات على الفور.
لكن القصة الحقيقية بدأت في الظهور بعدما كشفت كاميرات المراقبة القريبة من الموقع تفاصيل صادمة، حيث أظهرت بوضوح أن الحادث لم يكن قضاءً وقدرًا، بل جريمة مدبرة ومتعمدة بالكامل.
الغيرة القاتلة.. المتهم ترصد لمنافسه وصدمه عمدًا
كشفت تحريات إدارة البحث الجنائي أن المتهم يُدعى محمد ر. ا، وهو شاب عاطل، قد خطط لتصفية الشاب المجني عليه بسبب رغبة الأخير في الزواج من ابنة عمه، التي كان المتهم يكن لها مشاعر حب ويرغب في الارتباط بها، لكنه فوجئ بتقدم الشاب نور رسميًا لخطبتها، وهو ما أثار جنونه.
وتبين أن المتهم انتظر المجني عليه أمام منزل الفتاة، ثم تتبعه بدقة عندما استقل دراجته البخارية، وبمجرد وصوله إلى منطقة هادئة على الطريق، انقض عليه بسيارته وصدمه بقوة، قبل أن يفر هاربًا.
القبض على القاتل.. والتحقيقات تكشف التفاصيل
تمكن ضباط إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن البحيرة من تحديد هوية المتهم بعد تفريغ الكاميرات والتحريات الميدانية، وبالفعل تم ضبطه خلال وقت قياسي، واعترف بارتكاب الجريمة بدافع الانتقام والغيرة من المجني عليه.
وباشرت النيابة العامة بمركز شرطة دمنهور التحقيقات الموسعة، وأمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيق، مع تكليف إدارة البحث الجنائي باستكمال التحريات للوقوف على جميع الملابسات.
الشارع البحراوي في صدمة: "راح ضحية قلبه الطيب"
وفي ظل حالة من الصدمة والذهول، نعى أهالي مركز الدلنجات الشاب الراحل "نور" بكلمات حزينة، مؤكدين أنه كان معروفًا بأخلاقه الطيبة وسيرته الحسنة، ولم يكن بينه وبين أحد أي عداوة.
القضية لا تزال مفتوحة، لكنها طرحت تساؤلات موجعة في الشارع المصري حول كيف يمكن للحب أن يتحول إلى دافع للقتل؟، وكيف أصبحت الغيرة تدفع البعض إلى ارتكاب جرائم لا يمكن تصورها.
بين قلب أحب، وآخر لم يحتمل الرفض، سقط شاب بريء على طريق الدلنجات، لتُكتب قصة جديدة في دفتر الجرائم التي تبدأ بالعاطفة وتنتهي بالدم.