«فريد الأطرش» ابن الذوات.. هرب من الاحتلال الفرنسى وسرقته إسرائيل وتركيا
تمر اليوم الذكرى 47 على وفاة الموسيقار والفنان الكبير فريد الأطرش الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم الموافق 26 ديسمبر من عام 1974 بعد حياة حافلة بالموسيقى والطرب والغناء كان خلالها أحد عمالقة الفن الذين سكنوا وجدان الملايين وأثروا فى صناعة الفن والطرب وخلدوا أسمائهم إلى الأبد فى سجلات المبدعين، حيث ترك الفنان الكبير رصيدًا وكنوزًا فنية من الأفلام والأغانى والألحان التى تشهد على عبقريته الفنية المفردة.
ولد فريد الأطرش بمدينة السويداء فى محافظة جبل العرب بسوريا لعائلة الأطرش العريقة بجبل العرب جنوب سوريا، ووالده الأمير فهد الأطرش من سوريا، أما والدته اللبنانية الأميرة عالية، التى انتقلت مع أولادها إلى مصر هربًا من الاحتلال الفرنسى ورغبته فى الانتقام من عائلة المناضل فهد الأطرش.
التحق فريد بإحدى المدارس الفرنسية "الخرنفش"، والتحق بمعهد الموسيقى وقام ببيع القماش وتوزيع الإعلانات من أجل إعالة الأسرة، حتى اكتشفه الموسيقار مدحت عاصم وضمه كعازف عود في فرقة الإذاعة المصرية.
سجل أول أغنياته "يا ريتني طير لأطير حواليك" ، والتحق بالعمل في فرقة بديعة مصابني، حتى اقتحم عالم السينما مع أخته أسمهان في أول فيلم لهما "انتصار الشباب" عام 1940، وبعدها توالت عليه العروض وذاعت شهرته حتى أصبح أحد عمالقة الموسيقى من نجوم الزمن الجميل.
وكشف المؤرخ الفنى نعيم المأمون فى تصريحات لليوم السابع عن واقعة سرقة وقرصنة تعرض لها أحد أفلام فريد الأطرش عندما سرقت إسرائيل عام 1970 فيلمه الخروج من الجنة.
وأوضح المأمون أن مؤسّسة السّينما في القاهرة كانت قد باعت لأحد الموزّعين الأردنيّين فيلم "الخروج من الجنّة"، بطولة فريد الأطرش، وهند رستم، وليلى شعير، وأرسلت للموزّع المذكور ثلاث نسخ من هذا الفيلم عن طريق مطار بيروت. وفي المطار، وقبل أن تسلّم هذه الأفلام، فقدت إحدى النّسخ، ولم يعثر لها على أثر، وبعد البحث والتّفتيش، تبيّن أنّ هذه النّسخة أخذت إلى طائرة مسافرة إلى تركيا بطريقة ما، وأنّها انتقلت من تركيا إلى إسرائيل، وبعد أيّام، وقبل أن يعرض هذا الفيلم في عدد من الدّول العربيّة، عرض في صالات فلسطين المحتلّة.
وفتحت مشكلة تهريب فيلم "الخروج من الجنّة"، وقتها قضية سرقة الأفلام المصرية، والقرصنة عليها وتهريبها إلى إسرائيل بمساعدة تركية.
وكانت مجلة الموعد فتحت هذه القضية بعد واقعة سرقة فيلم الخروج من الجنة ، فى عددها الصادر عام 1970 وأشارت إلى خطورة هذه القضية وفى وجود عصابة تعمل على تهريب الفيلم المصرى إلى إسرائيل.
وأوضحت هذه السرقة الطريقة التى اتبعتها إسرائيل لتهريب الأفلام المصرية إليها، من خلال وسيط تركى وبشكل مدروس ومخطط، بما يكش مخطط القرصنة المشترك بين إسرائيل وتركيا للاستيلاء على الأفلام العربية والمصرية.