تذوقت الحب والسعادة والحزن.. باعت تاريخ عائلتها وأدارت وكرا للفرفشة| محطات فارقة قى حياة دلوعة السينما ميمى شكيب
جذابة، ورقيقة، طريقتها فى الكلام تجذبك بها وتجعلك من معجبيها، والنظر فى وجهها يكفيك للأمل والسعادة سنوات، واشتهرت بأنها دلوعة السينما المصرية، تميزت بضحكتها العالية الرنانة، ونبرة صوتها المميزة فى أفلامها السينمائية، تنوعت فى أدوارها الفنية التى قدمتها على مدار تاريخها الفنى، وحاصرتها الروايات التى تؤكد أنها كانت تدير وكرا للفرفشة والملذات، وظل الغموض يحيط تفاصيل كثيرة من حياتها حتى لحظة الوفاة، حيث راحت ضحية مجهول قتلها وفر هاربا ولم يتم الكشف عنه حتى الآن .. إنها الفنانة الراحلة ميمى شكيب، التى قدمت الكثير من الأفلام الأبيض والأسود وكذلك الأفلام الملونة، وتزوجت من الفنان المصري سراج منير، وهي أخت الممثلة زوزو شكيب، وأطلقت الصحافة الفنية عليهما «الشكيبتان» .. «حوادث اليوم»، تستعرض بعض المحطات الهامة فى حياة الفنانة الراحلة ميمى شكيب، خلال السطور التالية، حيث تأرجحت حياتها بين الغنى والمجد والشهرة والأضواء، حتى وصلت فى آخر أيامها أن فقدت النطق والسمع وأصيبت بأزمة نفسية حتى توفيت ملقاة من شرفة منزلها لتظل وفاتها لغزاً كبيراً ما بين القتل والانتحار.
الميلاد وبداية المشوار الفنى
اسمها الحقيقى أمينة شكيب درست بمدرسة العائلة المقدسة، وعلى الرغم من أنها لم تكن متفوقة فى دراستها، إلا أنها استطاعت إتقان اللغتين الفرنسية والإسبانية، وكانت منذ طفولتها تتميز بالشقاوة والخفة والدلع .. وكان جدها يعمل في جيش الخديوي إسماعيل، ووالدها كان مأمور قسم شرطة عابدين، ووالدتها متعلمة تتقن أكثر من لغة، وخالها إسماعيل صدقي باشا، واحترفت ميمى وشقيقتها زوزو شكيب، الفن رغم اعتراض الأسرة.
ولدت ميمي شكيب في القاهرة، وبدأت مشوارها الفني مع فرقة نجيب الريحاني، حيث تتلمذت علي يد نجيب الريحاني، وشاركت في العديد من مسرحيات الفرقة وكان من أشهرها مسرحية الدلوعة.
وتميز أداء ميمي شكيب، بالتنوع الكبير، فقدمت أدوار السيدة الارستقراطية والراقصة في الريف، وبنت البلد والعالمة.
المشوار السينمائي
بدأت مشوارها السينمائي في عام 1934 بدور صغير في فيلم "ابن الشعب" ثم فيلم "الحل الأخير" في العام التالي وتتالت بعد ذلك أدوارها، واستمرت في القيام بأدوارها التي اشتهرت بها في السينما حتى عام 1983 وكان آخر أفلامها طائر على الطريق وحدوتة مصرية ثم الذئاب عام 1983 حيث وافتها المنية.
حياتها الشخصية
قررت ميمي شكيب، الزواج من أول شخص يتقدم لطلبها نظراً لشدة والدها، ووافقت على الزواج من ابن شقيقة إسماعيل باشا صدقي، رئيس الوزراء آنذاك، لكن لم تحتمل ميمي شكيب، الضغوط بعد الزواج، حيث ظهرت المشكلات، مع زوجها، وانتهت بانفصالهما .
تزوجت من الممثل سراج منير، عام 1942، واستمر زواجهما قائما حتى رحل الفنان سراج منير عن الحياة عام 1957، وقد اعتبر هذا الزواج في وقته أحد أقوى الارتباطات الفنية حيث كان زواجا مبنيا على التفاهم والحب والاحترام في تلك الفترة وخاصة أنه استطاع التغلب على العديد من الصعاب التي واجهت الزوجين وأهم هذه الصعاب ما تردد بقوة عن المعاناة الكبيرة التي عاشها سراج منير لفترة طويلة محاولا إقناع أسرة ميمي شكيب، التي كانت رافضة إتمام هذا الزواج بشدة دون الإفصاح عن السبب .. ولم ترد أية أخبار عن زواج الفنانة ميمي شكيب بعد وفاة الفنان سراج منير طوال حياتها وحتى وفاتها بعدة بحوالى عشرين سنة عام 1982.
ومن أشهر الأفلام التي جمعت بينهما وكانا في معظمها يجسدان دور الحبيبين أو الزوجين، منها «الحل الاخير» عام 1937 و«بيومى أفندى» عام 1949 و«نشالة هانم» عام 1953 و«ابن ذوات» و«كلمة الحق» عام 1953.
أعمال ميمى شكيب
وقدمت الفنانة الراحلة ميمى شكيب، العديد من الأدوار خلال الأفلام الناجحة منها «بين القصرين، وحياة الظلام، والباشمقاول، والملاك الأبيض، وابن الشعب، والحل الأخير، وتحيا الستات، وشارع محمد علي، وحنان، وأحلاهم، وكدب في كدب، والقلب له واحد، وسر أبي، وقلوب دامية، وبيومي أفندي، وشاطئ الغرام، وأخلاق للبيع، وحبيب الروح، وحميدو، ودهب، وحكم قراقوش، والحموات الفاتنات، وإحنا التلامذة، ودعاء الكروان، والبحث عن فضيحة، ونشالة هانم، والمظاهر، ونهارك سعيد، وأنت حبيبي، وعهد الهوى، وماليش غيرك، وكازينو اللطافة، وصاحب بالين، وأصحاب السعادة، ومن فات قديمه، وأخيرا تزوجت، وأحكام العرب، وجحا والسبع بنات، وكانت أيام، و30 يوم في السجن».
واشتهرت دلوعة السينما الجميلة ميمى شكيب بأدوار الزوجة المتسلطة والحماة أو المرأة اللعوب والسيدة الأرستقراطية والشريرة الحسناء.
سقوط ميمى شكيب فى الحرام
فى شهر فبراير عام 1974، تم القبض على "ميمى شكيب"، ومعها مجموعة من الفنانات الشابات اللاتي كن يحضرن حفلاتها باستمرار، بتهمة إدارة منزلها للأعمال المنافية للآداب، وهى القضية التي عرفت باسم "الرقيق الأبيض" أو "قضية الآداب الكبرى"، ظلت جلسات محاكتها ما يقرب من 170 يوماً قبل حصول "ميمى" ورفقائها على البراءة لعدم القبض عليهم فى وضع التلبس.
وقيل إنه تم اقتحام شقتها وكانت تقيم فيها إحدى الحفلات وتم القبض على من فيها ومنهم بعض رجال السياسة الليبيين.
عانت "ميمى" بعد خروجها من السجن من اضطرابات نفسية، الأمر الذى دفعها لدخول مصحة نفسية للعلاج، ورغم حصولها على البراءة إلا أنها ابتعدت كثيرا عن الأضواء فلم تقدم إلا أعمالا قليلة لا تليق بتاريخها الفنى، وكان آخر أفلامها السلخانة عام 1982، ونتيجة لظروفها السيئة اضطرت لأن تقدم على معاش استثنائي من صندوق معاشات الأدباء والفنانين بوزارة الثقافة.
مقتل ميمى شكيب
وفى 20 مايو عام 1983، وجدت "ميمى شكيب" ملقاة من شرفة شقتها بوسط البلد، ولم يعرف أحد مرتكب الجريمة، وأخذت الأحاديث تتردد وقتها، أن الأمر مدبر نتيجة القضية السابقة الشهيرة، وقيدت القضية ضد مجهول .. ولايزال سر القضية في طى الكتمان دون جانى، لتقيد قضية جديدة "ضد مجهول".