حوادث اليوم
الأحد 22 ديسمبر 2024 01:51 مـ 21 جمادى آخر 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

ملكة الشر في السينما

اعتنقت الإسلام وشقيقتها كانت جاسوسة لاسرائيل وأصيبت بالعمى وماتت مشلولة .. أسرار تنشر لأول مرة عن حياة شريرة السينما المصرية ” نجمة إبراهيم ”

نجمة إبراهيم
نجمة إبراهيم

تظهر على الشاشة شريرة تحالف الشيطان ، أو قاتلة تحترف الاجرام، قاسية القلب، اشتهرت بنظرات عينيها المرعبة، وصوتها الجهور الحاد، عشقت الدين الاسلامى وغيرت خانة الديانة فى بطاقتها الشخصية من اليهودية إلى الإسلام، عاشت فى مصر وماتت داخل مصر، وكان لا مواقف مضيية فى مساعدة الجيش المصرى أثناء حربه ضد إسرائيل، وأصيبت بالعمى وتوفيت بالشلل، بطلة هذه السطور هى الفنانة " نجمة إبراهيم " شقيقة للفنانة " راقية إبراهيم "، " حوادث اليوم " تستعرض خلال السطور التالية قصة حياة نجمة أدوار الشر الفنانة نجمة إبراهيم، وكيف أشهرت اسلامها ومواقفها الشجاعة خلال حرب مصر مع إسرائيل، وعلاقتها بقيمتها " راقية إبراهيم "، التى كانت تعمل جاموسة لصالح إسرائيل.

اسمها الحقيقى "بوليني أوديون "، الشهيرة بنجمة إبراهيم، ولدت في عام 1914، في القاهرة لأسرة يهودية، وهي شقيقة الفنانة الجميلة "راقية إبراهيم"، تركت دراستها في مدرسة الليسيه بسبب حبها للفن من مسرح الريحاني، والغريب أنها لم تكن ممثلة بل مغنية وراقصة ومنولوجيست.

اشتهرت الفنانة نجمة إبراهيم ببراعتها في أداء أدوار الشر، خاصة في دور "ريا" التي جسدت فيه شخصية سفاحة الإسكندرية، و"الإفيه" الشهير لها: "قطيعة.. ماحدش بياكلها بالساهل"، ذلك الدور الذي لعبته من خلال فيلمي "ريا وسكينة "عام 1953، و"إسماعيل يس يقابل ريا وسكينة" عام 1955، كما قدمته مسرحيًا من خلال "السفاحة ريا".

وأصبحت نجمة إبراهيم، حبيسة لأدوار الشر في السينما، وهو ما شاهدناه تباعًا في مجموعة من الأفلام منها "اليتيمتين" و"أربع بنات وضابط" و"ملاك الرحمة" و"جعلوني مجرمًا"، وغيرها، على الرغم من أنها على المستوى الشخصي هي أبعد ما تكون عن هذه القسوة والشر الذي قدمته حتى إنها في أحد الحوارات، قالت: إنها "لا تحب هذه الشخصية حتى إنها كانت تخاف من نفسها عندما تراها بهذا الشر".

تزوجت مرتين؛ الأولى من الملقن عبد الحميد حمدي لمدة 9 سنوات، وتزوجت أيضًا الممثل والملحن عباس يونس،

لديها 3 أفلام بقائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهي "ريا وسكينة، جعلوني مجرمًا، صراع الأبطال"، على عكس الأدوار التي قدمتها على شاشة السينما، والتي تُرعب الكثير، فإنها كانت شخصية طيبة تخاف من أقل الأشياء، حتى أنها صرحت بكونها تخاف من دور ريا.

أشهرت إسلامها في 4 يوليو 1932، وتداولت بعض المدونات وثيقة وصفوها بـ«النادرة» تفيد تقدم «نجمة» بطلب لإشهار إسلامها، وتقول فيه: ««إنه في يوم 4-7-1932، وفي حضوري أنا وكيل شياخة الأزهر والواضح ختمي وتوقيعي أدناه وبحضور الشهود الواضعين أختامهم وتوقيعهم أدناه قامت السيدة بوليني أوديون بنطق الشهادتين وإشهار إسلامها واختيار اسم جديد لها وهو نجمة داود إبراهيم، وطلب توثيقه ويحق لها التوقيع به وقد قدمنا الطلب إلى السيد شيخ الأزهر، وقد حدد لها 40 يومًا للمراجعة والتأكد قبل أن توثق لها الشهادة ويصدر لها التوقيع وصحته من قبل المحكمة وإخطار الحاخامية بذلك».

كانت الفنانة القديرة الراحلة نجمة إبراهيم شقيقة الفنانة راقية إبراهيم وهي الشقيقة الصغرى لها فقد ولدت في عام 1919، تعلمت في المدارس الفرنسية أيضاً ولكنها كانت تختلف كثيراً عن شقيقتها نجمة، حيث كانت راقية تعاون الجيش الإسرائيلي ضد مصر وتزوجت خلال حياتها من مهندس الصوت مصطفى والي حتى تستطيع أن تنقل من خلاله كل ما يحدث في مصر إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومنها إلى وطنها الأصلي إسرائيل وهو ما تابعته بالفعل.

وبعد نجاح الثورة عام 1952 انفصلت عن زوجها وسافرت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتزوجت هناك من رجل أعمال يهودي، أما شقيقتها نجمة كانت تعاون الجيش المصري وكان لها الكثير من الأعمال الخيرية، تبرعت نجمة بإيراد حفل افتتاح فرقتها المسرحية لصالح الجيش المصري وذلك بعد أن أعلن جمال عبد الناصر قرار كسر احتكار السلاح، واستيراده من الشرق الأوسط بعد رفض الغرب مساعدة مصر كما أنها رفضت العودة إلى إسرائيل مثل شقيقتها، فقد كان لها مواقف عدة تحسب لها، ولذلك منحها الرئيس الراحل محمد أنور السادات وسام الاستحقاق بالإضافة إلى معاش استثنائي تقديرًا لعطائها الفني ووطنيتها النادرة، إذ كان من المعروف عنها تأييدها ثورة يوليو 1952.

كانت الفنان نجمة إبراهيم تعانى في أواخر أيامها من ضعف شديد في البصر وهو ما أخبرها به الطبيب أنها قد تفقد بصرها نهائياً، لكنها رغم ذلك كانت تذهب إلى المسرح وتتابع البروفات التي تقدمها وقدمت مسرحية “يا طالع الشجرة”، مسرحية “ياسين وبهية” وهي تعاني من ضعف شديد في بصرها، وكان إلى جانبها دائماً زوجها الثاني الملحن عباس يونس حيث كان يذهب معها إلى البروفات ويقرأ لها السيناريو والدور الذي ستقدمه.

في ذكري نجمة إبراهيم.. أبرز نجوم السينما من أصول يهوديةعيد ميلاد نجمة إبراهيم.. محطات مصيرية في حياة

وقرر الرئيس جمال عبد الناصر علاجها على نفقة الدولة وعادت مبصرة بالفعل في عام 1965، وبعد رحلتها مع العلاج قالت: “كنت أخشى أن أفقد بصري ولا أرى مرة أخرى في الوقت الذي يشع فيه النور على مسرح بلادي، وأشعر الآن بمدى العرفان للرئيس العظيم جمال عبد الناصر الذي شملني برعايته”، ولكن لم يستمر الوضع هكذا حتى بعد عودتها للعمل فقد عانت من أمراض أخرى ومنها إصابتها بالشلل وهو ما دفعها للاعتزال طيلة 13 عام ثم توفيت في 4 يونيو عام 1976 ولم ترزق بأطفال.

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found