يوم الفرح يتحول إلى مأساة في بني سويف.. غرق 4 أبناء عمومة أثناء التقاط صور على النيل بقرية صالح فريد

تحولت قرية صالح فريد التابعة لمركز الفشن بمحافظة بني سويف إلى ساحة حزن تخيم عليها الدموع، بعدما ابتلع نهر النيل أربعة من أبناء العمومة، كانوا يستعدون لحضور فرح أحد أقاربهم.
في التفاصيل، خرج أربعة شباب — ولدين وبنتين — تتراوح أعمارهم بين 15 و17 سنة، من منازلهم بملابس أنيقة استعدادًا لحضور حفل زفاف كان من المقرر أن يُقام في ذات اليوم، داخل قريتهم الهادئة. وقبل أن يتوجهوا إلى مكان الاحتفال، قرروا التقاط بعض الصور التذكارية على ضفاف النيل، كعادة أبناء القرى الذين يحتفلون ببساطة الحياة وأوقات السعادة.
غرق الأربعة امام أعين اهالي القرية
لكن لحظات الفرح لم تدم طويلًا. وبينما كانت الفتاتان تقفان بالقرب من حافة المياه، زلّت قدماهما فجأة، وسقطتا في مياه النيل. صرخات الاستغاثة لم تمر مرور الكرام، فالولدان لم يترددا لحظة واحدة، وقفزا خلفهما لإنقاذهما.
إلا أن التيار كان أقوى من أجسادهم الغضة، ولم تفلح محاولات الإنقاذ، ليتحول المشهد في لحظات إلى كارثة مفجعة، ويغرق الأربعة جميعًا أمام أعين الأهالي الذين هرعوا لاحقًا إلى المكان، بعد أن فوات الأوان.
بلاغ عاجل وتحرك أمني سريع
تلقت الأجهزة الأمنية في بني سويف بلاغًا من الأهالي يفيد بوقوع حادث غرق جماعي على ضفاف النيل في قرية صالح فريد. وعلى الفور، انتقلت قوات الإنقاذ النهري إلى الموقع، حيث بدأت عمليات البحث عن جثث الضحايا، وسط حالة من الذهول والصدمة التي خيمت على المكان.
وبالفعل، تم العثور على الجثامين الأربعة، وتم نقلهم إلى مشرحة المستشفى المركزي تحت تصرف النيابة العامة، التي باشرت التحقيق للوقوف على ملابسات الحادث.
من الفرح إلى الجنازة.. مشهد لن تنساه القرية
كان من المقرر أن تُزف في هذا اليوم عروس، لكن ما زُف إلى المقابر هم أربعة من زهرة شباب القرية. تحولت الزغاريد إلى بكاء، والفرح إلى جنازة مهيبة خرج فيها المئات من الأهالي في وداع أبنائهم الذين رحلوا فجأة، دون وداع، تاركين خلفهم ألمًا لا يضاهيه ألم.
خطورة الوقوف على ضفاف النيل دون حذر
هذا الحادث المؤلم أعاد إلى الأذهان خطورة الوقوف على ضفاف النيل دون حذر، خصوصًا للأطفال والمراهقين. ويُناشد الأهالي الجهات المعنية بتوفير وسائل حماية أو حواجز أمان على المناطق الخطرة من النيل، كما يُشددون على ضرورة توعية أبنائهم بمخاطر المياه العميقة، حتى لا تتكرر مثل هذه الكوارث التي تمزق القلوب وتسرق الأرواح البريئة.