حوادث اليوم
بوابة حوادث اليوم

”لقمة عيش تحوّلت إلى نعوش”.. مصرع 5 من شباب الفيوم في حادث على طريق ”أجدابيا – طبرق” بليبيا

ضحايا حادث الفيوم في ليبيا
-

في مشهد يُجسّد قسوة الغربة ووحشة الطرق البعيدة، خيّم الحزن على مركز إطسا بمحافظة الفيوم، عقب تلقي الأهالي نبأ وفاة خمسة من أبنائهم في حادث تصادم مروع وقع داخل الأراضي الليبية، بينما كانوا يسعون خلف "لقمة عيش" كريمة تقي أسرهم العوز والحاجة.

رحلة الأمل التي انتهت بالمأساة

الضحايا، وهم شباب في مقتبل العمر، غادروا مصر قبل نحو شهر، يحملون معهم أحلامًا بسيطة وقلوبًا متعبة من الظروف الاقتصادية الصعبة. لم يكن في حسبانهم أن رحلتهم ستنتهي على قارعة طريق صحراوي جاف بين أجدابيا وطبرق، بعدما اصطدمت حافلتهم بشاحنة نقل ثقيل، في حادث أسفر عن مصرع 12 شخصًا، بينهم 5 مصريين من أبناء إطسا.

أسماء الضحايا.. مأساة لكل بيت

أسماء الضحايا الخمسة باتت على لسان كل بيت في القرية، وقد تحوّلت مناداة الأم إلى صراخ، وانتظار الأب إلى دموع لا تنتهي:

  • عبدالكريم مختار عبدالكريم

  • ناجي محمد سليمان محمد

  • رمضان عبدالنبي محمد

  • عبدالناصر سليم سليمان

  • علي رمضان السيد صالح عبدالغني

خمسة شباب، خمس عائلات، وخمسة توابيت تنتظر الوصول إلى أرض الوطن.

الصدمة في إطسا.. والقلوب تحترق

قال محمد فتحي، أحد جيران الضحايا، إن الخبر نزل كالصاعقة على أهالي القرية. وأضاف في حديثه لـ"العين الإخبارية":

"مافيش بيت في البلد النهاردة إلا وبيعيط.. الشباب دول سافروا على أمل يشيلوا مسئولية بيوتهم.. ماستحملوش الغربة، ورجعوا لينا جثث."

وأكد أن الضحايا كانوا على خلق، متدينين، محبوبين، ولم يرتكبوا ذنبًا سوى أنهم بحثوا عن عمل في بلاد غريبة.

تحركات رسمية لنقل الجثامين

من جانبها، أعلنت القنصلية المصرية العامة في ليبيا أنها تتابع بشكل مكثف الإجراءات الخاصة بنقل جثامين المتوفين، بالتنسيق مع السلطات الليبية، تمهيدًا لتشييعهم إلى مثواهم الأخير في محافظة الفيوم.

وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن عملية النقل قد تستغرق عدة أيام نظرًا للإجراءات الفنية والمعابر الحدودية.

حوادث متكررة.. والضحايا من البسطاء

تُعد هذه الحادثة واحدة من عشرات الحوادث المشابهة التي راح ضحيتها مصريون مغتربون في ليبيا خلال الأعوام الماضية، نتيجة سوء الطرق، وضعف الخدمات، والمخاطر الأمنية، فضلًا عن عدم حصول الكثير منهم على عقود عمل رسمية تؤمن لهم الحقوق والحماية.

وبحسب تقديرات غير رسمية، يعمل في ليبيا أكثر من 500 ألف مصري، أغلبهم من قرى الصعيد والوجه البحري، ويعتمدون على المهن الحرفية أو العمل المؤقت في مشاريع البناء والزراعة.

ودّعوا أهلهم بابتسامة، سيعودون محمولين على الأكتاف

لم يكن في الحسبان أن شبابًا حملوا أملهم في قلوبهم، وودّعوا أهلهم بابتسامة، سيعودون محمولين على الأكتاف.
رحلوا بحثًا عن الحياة، فعادوا شهداء الغربة.

وفي انتظار الجثامين، لا تزال قرية إطسا تمسح دموعها، وتُردد بصوت مبحوح:

"ودّعناهم بالدعاء.. واستقبلناهم بالبكاء."