فضائح وجرائم رقمية.. التحقيقات تكشف أسرارًا صادمة من هاتف سارة خليفة في قضية الاتجار الدولي بالمخدرات

في تصعيد خطير لقضية باتت حديث الشارع المصري، كشفت تحقيقات الأجهزة الأمنية والقضائية عن مفاجآت مدوية في ملف القضية المعروفة إعلاميًا باسم "قضية سارة خليفة"، المذيعة والمنتجة السابقة، والتي ألقي القبض عليها مؤخرًا بتهمة الضلوع في شبكة دولية لتصنيع وتوزيع المخدرات.
القضية التي بدأت كواقعة ضبط روتينية، تحولت إلى أخطر ملف جنائي في الأسابيع الأخيرة، بعد أن قادت التحريات إلى شبكة منظمة تضم مصريين وأجانب، وتورط مباشر من سارة خليفة، حسب ما كشفته أدلة رقمية وفنية صادمة عُثر عليها في هاتفها المحمول.
أسرار خطيرة على الهاتف المحمول
تفريغ الهاتف المحمول الخاص بسارة خليفة كشف عن مفاجآت تجاوزت توقعات المحققين.
بحسب مصادر أمنية، عُثر على مواد مصورة توثق مشاهد تعذيب قاسية، يجرى حالياً تحليلها بواسطة فريق فني متخصص لتحديد هوية الأشخاص الظاهرين فيها، وهل لهم علاقة بنشاط الشبكة الإجرامية.
كما احتوى الهاتف على محادثات صوتية ونصية توضح دور سارة في تنسيق عمليات النقل والتوزيع، إلى جانب رسائل تتضمن خريطة لتوزيع الشحنات ومعلومات لوجستية عن طرق التهريب، وبعض التعليمات التي تشير إلى أسماء رمزية وأرقام سرية.
شبكة متعددة الجنسيات.. وأسماء مثيرة
لم تكن سارة وحدها في هذا الملف المعقّد. فقد كشفت التحقيقات أنها تعمل ضمن تشكيل عصابي يضم شقيقها محمد خليفة، بالإضافة إلى شخص عراقي يُدعى "دريد"، لا يزال هاربًا، وآخر يُعرف باسم "الأبيض"، وله سوابق جنائية في قضايا مشابهة تتعلق بالمخدرات وتبييض الأموال.
وأكدت التحريات أن هذه الشبكة كانت تستغل أماكن متعددة كمعامل سرية، وقد تم بالفعل مداهمة موقعين لتصنيع الحشيش الصناعي، وضُبطت داخلهما معدات إنتاج وخلط وتغليف، إضافة إلى مواد خام تجاوز وزنها 200 كجم، وسيارات فارهة، ومجوهرات، وأموال ضخمة بعملات محلية وأجنبية، تُقدّر قيمتها السوقية بأكثر من 420 مليون جنيه.
النيابة تتحفظ.. والمتهمة تنكر
رغم ثقل الأدلة الرقمية والمادية، نفت سارة خليفة أي علاقة لها بالنشاط الإجرامي، مؤكدة أن هاتفها تعرض للاختراق، وأن الأجهزة والمبالغ المضبوطة لا تخصها. إلا أن النيابة العامة قررت حبسها احتياطيًا على ذمة التحقيق، مع التحفظ على أموالها وممتلكاتها، وكلفت فريقًا فنيًا بفحص محتويات الهاتف والدوائر المحيطة بها.
شملت الأوامر فحص كاميرات المراقبة حول منزل سارة، وتحليل عينات من المتهمين لمقارنتها بالمواد المضبوطة، في محاولة لبناء ملف جنائي متكامل قبل الإحالة إلى الجنايات.
من الإعلام إلى الاتهام.. رحلة سارة خليفة
سارة خليفة بدأت حياتها المهنية كمقدمة برامج تلفزيونية، وبرز اسمها أكثر بعد زواجها السابق من لاعب النادي الأهلي محمود كهربا، لكن اسمها عاد للواجهة مؤخرًا ليس من بوابة الفن أو الرياضة، بل من أروقة التحقيقات الجنائية.
التحقيقات لا تزال مستمرة، وسط ترقب واسع من الرأي العام حول مآل القضية، خاصة بعد الكشف عن تورط عناصر دولية وأدلة تُوصف بأنها "أكثر من كافية" للإدانة.
الوسط الإعلامي و غطاء لأنشطة إجرامية دولية
قضية سارة خليفة ليست فقط قضية مخدرات، بل مثال صارخ على كيف يمكن أن يتحول الوسط الإعلامي إلى غطاء لأنشطة إجرامية دولية، مدعومة بتكنولوجيا واتصالات يصعب اختراقها.
لكن... يبدو أن الهاتف المحمول، هذه المرة، كان شاهدًا لا يُمكنه الكذب.