مقتل ”حموكشة” سمسار جمصة يشعل الغموض.. جثة داخل مكتب مغلق وآثار مقاومة تقود لسيناريوهات قاتمة

جمصة تستيقظ على جريمة تهز الوجدان...
صباح اليوم، تحولت مدينة جمصة بمحافظة الدقهلية إلى مسرح صدمة جماعية بعد العثور على جثة محمد المصري، المعروف بين سكان المنطقة بلقب "حموكشة"، داخل مكتبه بمنطقة 15 مايو، في ظروف غامضة تركت وراءها أكثر من علامة استفهام.
الضحية، الذي يُعد من أشهر وأقدم سماسرة العقارات في جمصة، كان يتمتع بشعبية واسعة، يعرفه الجميع بابتسامته وصوته العالي، وديناميكيته التي جعلته لا يغيب عن أي صفقة عقارية تُعقد في محيط المدينة الساحلية.
لكن في هذا الصباح، سكنت ضحكته للأبد.
الجريمة... داخل مكتب مغلق!
عندما حاول زملاؤه وأقاربه الاتصال به صباحًا دون جدوى، اتجهوا إلى مكتبه الواقع في شارع رئيسي بمنطقة 15 مايو. الباب مغلق بإحكام من الداخل، ولا صوت يُسمع.
وبعد كسر الباب بمعاونة الجيران، كانت المفاجأة القاتلة:
جثة "حموكشة" مسجاة على الأرض، وعلامات مقاومة بعنف في كل مكان.
أوراق مبعثرة، أثاث مقلوب، هواتف محطمة، وعبث ظاهر يوحي بأن الضحية خاض معركته الأخيرة قبل أن يُسقطه الموت صريعًا.
الشرطة تبدأ التحقيقات... والفرضيات مفتوحة
قوات الشرطة والنيابة العامة انتقلت فورًا إلى مكان الواقعة، وتم فرض طوق أمني حول المكتب وجمع الأدلة.
بحسب المعاينة الأولية، لا توجد مؤشرات واضحة على سرقة أموال أو مقتنيات ثمينة، ما يفتح الباب أمام فرضية التصفية الشخصية أو المهنية.
وقالت مصادر أمنية مطلعة إن التحقيقات تتوسع حاليًا في اتجاهات عدة:
-
هل تلقى "حموكشة" تهديدات مؤخرًا؟
-
هل هناك خلافات مع مستثمرين أو سماسرة آخرين؟
-
هل هناك خلافات عقارية أو نزاعات ملكية عالقة؟
-
هل الجريمة فردية أم منظمة؟
شهادات الجيران: "كان محبوبًا... لكنه دخل عالم الكبار"
في محيط مسرح الجريمة، خيّم الحزن والذهول على وجوه الجيران. أحدهم قال:
"حموكشة كان راجل شقيان، بيشتغل من الفجر، عمرنا ما شوفناه زعلان من حد، بس مؤخرًا بدأ يتعامل مع ناس تقيلة في السوق... وكان بيقول إنه بيلم أوراق لصفقة كبيرة جدًا."
بينما تحدث آخر عن "خلافات خفية" في أوساط سماسرة المنطقة قد تكون السبب في تصفية الرجل، خصوصًا بعد أن توسّع نشاطه وأصبح وسيطًا لعقارات بملايين الجنيهات في مناطق ساحلية وسياحية.
وداعًا يا حموكشة
جثمان محمد المصري نُقل إلى مشرحة مستشفى جمصة، حيث ينتظر تقرير الطب الشرعي لحسم سبب الوفاة وتوقيتها وأداة الجريمة.
وفي انتظار ذلك، تبقى جمصة تتابع بحزن وقلق تفاصيل الجريمة التي حرمتها من وجه مألوف، اعتاد الناس أن يروه كل صباح، وهو يدور بين العمارات حاملاً دفتره الأزرق وقائمة الشقق.
سنياريوهات متوقعة محل بحث الأمن الجنائي
هل كانت جريمة سرقة وانتهت بقتل؟
أم أن "حموكشة" دخل لعبة أكبر من قدره... لعبة العقارات و"النفوذ الصامت"؟
التحقيقات مستمرة، والأسئلة كثيرة...
لكن المؤكد أن جمصة ودّعت أحد أشهر أبنائها في مشهد صادم لن يُنسى سريعًا.