مجرم يتمكن من الهروب من العدالة 30 سنه باسماء وبطاقات متعددة
كنت الشرطة الهندية من القبض على مجرم هارب، وذلك بعد 30 عامًا من ارتكابه جريمتي قتل وسرقة، ورغم ظهوره في العديد من الأفلام السينمائية.
تمكنت السبطات الامنبة في ولاية هاريانا شمالي الهند من القبض علي أوم براكاش المعروف أيضًا باسم باشا ضمن قائمة "أكبر المجرمين المطلوبين للعدالة" من قبل الشرطةد.
واختبأ "باشا" الموظف السابق في الجيش الهندي، منذ عام 1992 لكنه كان على مرأى من المجتمع في ولاية أوتار براديش المجاورة، فهناك، حظي باشا بحياة وبوثائق رسمية جديدة تمامًا، كما أنه تزوج امرأة من تلك المنطقة ورُزق بثلاثة أطفال.
ورد اسم أوم براكاش ضمن قائمة "أكبر المجرمين المطلوبين للعدالة" من قبل الشرطة في ولاية هاريانا، شمالي الهند. اختبأ الموظف السابق في الجيش الهندي، والمطلوب بتهمة القتل والسرقة لمدة ثلاثين عاماً، لكنه كان على مرأى من المجتمع، في ولاية أوتار براديش المجاورة.
هناك، حظي باشا بحياة جديدة تماماً وبوثائق رسمية جديدة، كما أنه تزوج امرأة من تلك المنطقة ورُزق بثلاثة أطفال. في وقت سابق من هذا الأسبوع انتهت رحلته السعيدة، عندما ألقت الشرطة القبض عليه وهو في عمر الـ 65 عاماً في منزله في أحد الأحياء الفقيرة في مدينة غازي آباد، .
كيف استطاع ان يتنكر 30 سته؟
وتقول الشرطة إن أوم براكاش مارس الكثير من المهن والأعمال حتى لحظة اعتقاله، فقد عمل سائق شاحنة، وكان يتجول في القرى المجاورة كعضو في فرقة لأداء الأغنيات في المناسبات الدينية، وحتى مثّل في 28 فيلماً محلياً قليل الكلفة.
أوم براكاش معتقل حالياً ولم يعلق على الاتهامات الموجهة له، لكن مساعد المفتش، فيفيك كومار من فريق العمل الخاص في هاريانا، والذي كان جزءاً من الفريق الذي ألقى القبض عليه، قال لـ (بي بي سي) إن أوم باراكاش يلقي باللوم على شريكه في جريمة قتل وقعت في عام 1992.
بعد يومين من تصدّر أوم باراكاش عناوين الصحف، حاولت الوصول إلى عائلته لسماع القصة من جانبهم وما قد يقولون الدفاع دفاعه.
في حي هاربانس ناجار الفقير، حيث الممرات والشوارع العشوائية الضيقة وأرقام المنازل غير المتسلسلة، استغرق الأمر ثلاث ساعات ونصف لتعقبهم.
زوجة أوم براكاش تتحدث
قابلت (بي بي سي) زوجته راجكوماري التي تزوجته قبل 25 عاماً، واثنين من أطفاله الثلاثة: ابن يبلغ من العمر 21 عاماً وابنة تبلغ من العمر 14 عاماً. من تحت الفراش، سحبت راجكوماري صحيفة هندية تحتوي على تفاصيل الاتهامات الموجهة إلى زوجها وتقول إنهم لا يزالون في حالة صدمة، وأنهم لا يعرفون عن "ماضيه الإجرامي المزعوم" وأنهم يحاولون فهم ما يجري حولهم. وتقول راجكوماري: "تزوجته في عام 1997 دون أن أعلم أنه متزوج ولديه أسرة في هاريانا".
من هو أوم باراكاش وما تهمته؟
يقول كومار، وهو أحد سكان قرية ناراينا في منطقة بانيبات في هاريانا: "عمل أوم باراكاش كسائق شاحنة لمدة 12 عاماً في فيلق الإشارة بالجيش الهندي، قبل فصله في عام 1988 لتغيبه عن الخدمة لمدة أربع سنوات".
ويضيف: "ارتكب باراكاش العديد من الجرائم حتى قبل جريمة القتل إذ يُزعم أنه سرق سيارة في عام 1986، وبعد أربع سنوات، سرق دراجة نارية وآلة خياطة. ووقعت الجرائم في مناطق مختلفة، وحسب قول الشرطة اعتقل وأفرج عنه بكفالة.
في كانون الثاني/ يناير 1992، قال كومار إن أوم باراكاش ومعه شخص آخر حاولا سرقة رجل كان يسافر على دراجة هوائية. "عندما قاوم الرجل، طعناه ولاذا بالفرار ما أن هرعت ثلة من القرويين نحوهم، تركا خلفهما دراجة الضحية بحسب قول كومار، وألقي القبض على الرجل الثاني الذي كان معه والذي قضى حوالي ثماني سنوات في السجن قبل أن يطلق سراحه بكفالة.
لكن أوم باراكاش اختفى وأصبحت القضية في طي النسيان، كما أعلنت الشرطة أنه "مجرم عتيد". تقول الشرطة، إن أوم باراكاش أخبرهم عقب احتجازه، أنه عاش في المعابد في ولايتي تاميل نادو وأندرا براديش في الجنوب، في العام الأول بعد جريمة القتل المزعومة.
بعد ذلك بعام، عاد إلى شمال الهند، ولكن بدلاً من العودة إلى موطنه، استقر على بعد 180 كيلومتراً في غازي آباد، حيث عثر على وظيفة وعمل سائق شاحنات.
تقول راجكوماري التي تزوجت منه في عام 1997 ، إنه يُعرف محلياً باسم "باجرانغي بالي" وبعد إدارته لمتجر في التسعينيات لبيع وإعارة أشرطة الفيديو والأفلام، عرف باسم "فوجي تاو" - العم الجندي - في إشارة إلى سنوات عمله في الجيش.
منذ عام 2007 كان يقوم أيضاً بأداء أدوار صغيرة في الأفلام المحلية باللغة الهندية، حيث أدى في أحدها دور مختار القرية، وشخصية شريرة وحتى رجل شرطي، وكان يتكلم في الحوارات ويهتم بالأغاني. وجرت مشاهدة أحد الأفلام التي مثل فيها (تاكراف) 7.6 مليون مرة على موقع يوتيوب. كما حققت مقاطع من الفيلم عدة ملايين من المشاهدات.
بحمل بطاقات رسمية مزورة
يقول كومار: "لقد حصل على مجموعة جديدة تماماً من الوثائق الرسمية كبطاقة الانتخاب". لكن الشرطة تقول إن أوم باراكاش ارتكب خطأً فادحاً، فكل وثائقه الجديدة احتوت على اسمه واسم والده الحقيقي.
توافق الشرطة على أن عائلة أوم باراكاش الجديدة أو جيرانه ليست لديهم أي فكرة عن "ماضيه الإجرامي". تقول راجكوماري إنها أدركت بعد زواجهما أن أوم باراكاش كان يخفي شيئا ما، حيث أخذها إلى قرية نارينا وقدمها لأخيه وعائلته، وأخبرها أنهم أصدقاؤه.
وتقول إنها بعد سنوات قليلة "اكتشفت زواجه السابق عندما ظهرت زوجته الأولى في أحد الأيام وأحدثت بلبلة خارج منزلنا".
وتقول إن زواجهما اتسم بغيابه الطويل، وهو ما عزت إليه عمله كسائق شاحنة لمسافات طويلة، لكنها الآن تصر على أن سبب ذلك الغياب كان زيارته لأسرته الأولى.
تدهورت علاقتهما، وتشاجر الزوجان بانتظام، وفي عام 2007 ، اختفى مرة أخرى. "سئمت منه وقطعت علاقتي به، وذهبت إلى مركز حكومي محلي وأمضيت على تعهد كتابي يفيد بأنه لم يعد لدي أي علاقة به بعد الآن، لكنه عاد بعد سبع سنوات وكرر زياراته لنا منذ ذلك الوقت".
تضيف ابنته البالغة من العمر 14 عاماً: "ينادي علينا بألقاب غير مستحبة، ومع ذلك كنا نقدم له الطعام بدافع الشفقة لأنه والدنا ومتقدم بالعمر". تقول راجكوماري إنه في إحدى المرات، اعتقلته شرطة هاريانا في قضية سرقة.
وتقول: "أمضى ما بين ستة إلى سبعة أشهر في السجن حينها ، لكنه عاد وأخبرنا أنه تمت تبرئته من جميع التهم".
على الرغم من الاعتقال، ظل على قائمة الهاربين في قضية القتل لأن سجلات الشرطة في الغالب غير رقمية وليس من الشائع أن تتحدث الشرطة في مناطق مختلفة مع بعضها البعض أو تتبادل المعلومات الاستخبارية فيما بينها.
في عام 2020، بعد عام من تشكيل هاريانا لفرقة عمل خاصة للنظر بشكل أساسي في قضايا الجرائم المنظمة ومصادرة المخدرات والإرهاب وتلك التي تنطوي على أنشطة عابرة للحدود أعيد فتح ملف أوم باراكاش.
وضعته السلطات على قائمة المطلوبين وأعلنت عن مكافأة قدرها 25000 روبية (315 دولارا) مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله.
قبل شهرين، زارت الشرطة قرية ناراينا و تحدثت إلى أشخاص في الخمسينيات والستينيات من العمر، والذين قد يملكون معلومات عن أوم باراكاش.
هذا هو المكان الذي حصلوا فيه على الخيوط الأولى للأدلة، وهو أن أوم باراكاش قدم إلى هذه القرية منذ حوالي عقدين من الزمن وأنه قد يكون مقيماً في مكان ما في أوتار براديش. في رحلتهم الثانية، وجدوا رقم هاتف مسجل باسم أوم باراكاش وتمكنوا أخيراً من تتبع عنوانه الجديد.
"قامت الشرطة بمراقبة المنطقة لمدة أسبوع وتعرفت على منزله. ويقولون إنهم وجدوا صعوبة في تحديد الهوية أيضاً لأن لديهم صورة واحدة فقط تعود إلى 30 عاماً والآن يبدو مختلفاً تماماً".