زوجى ضربنى وقبل إهانتي ويريد تطليقى بعد 6 أشهر زواج فقط”
"أنا متزوجة من 6 أشهر فى بيت عيلة، زوجي عصبى جدًا، يضربني دائمًا ولا يناقشني أو يسمعنى، كنا في يوليو في مصيف مع عائلته كلها، كان يتعمد التعامل بمرح وهزار مع سلايفي وينزل البحر ويتركني مع والدته على الشاطئ، في اليوم الثالث للمصيف تعرضت لإهانة من أخته، لم يدافع عني وهددتني أنها ستزوجه لمن هي أحسن مني.
بعد تهديدها طلبت منه نتكلم ونفتح صفحة جديدة بدون ضرب وخاصة أنه مأثر على نفسيتي وبحس بالإهانة فياريت تتغير وتحتويني، وأنا هعملك اللي عايزه، قالى إن شاء الله، عدنا للشاليه سألتني سلفتي "عملتوا إيه؟"، فقلت لها "اتصالحنا بس قالى كلمة زعلتني قالى آخرنا مع بعض شهر" فوجئت أنها قالت له كلمتي، فتجاهل كلامها ونزل البحر وقضى اليوم عادي جدًا وتعمد الضحك والهزار مع سلايفي ولكن حين عدنا الشاليه ضربني مرة أخرى لدرجة أن شعري تقطع في يده.
والده تدخل وفوجئت به يلومني ويتهمني أني دائمًا أسبب النكد لابنه فشهدته على ما حدث ورغم أنه اعترف أنه مخطئ تركه يضربني. بعد عودتنا للبيت، من الضرب تعبت ووصلت درجة حرارتي 40 فاستأذنت منه أذهب لبيت أهلي لأريح أعصابي يومين وفعلاً ذهبت لكنه تركني هناك ولم يسأل عني. أهلي ذهبوا لهم ففوجئوا بهم يقولون "مش عايزينها ترجع وهو مش طايقها" وبعد شهر ونصف أبوه كلم عمي واخويا وقالهم كل شيء نصيب إحنا مش عايزينها. المشكلة أني لا أريد الطلاق فماذا أفعل؟
نقلنا المشكلة إلى دكتورة ريهام عبد الرحمن الباحثة في الصحة النفسية والإرشاد الاسري: بداية.. فالحكمة تقول: "إن المرأة لا تبكي على فراق رجل لا يقدرها وإنما تبكي على قلبها الذي صانته طويلا ثم أهدته لمن لا يستحق" سيدتي الفاضلة أرى أنك أخطأت في حق نفسك عندما قبلت الإهانة وممارسات زوجك تجاهك بالعنف ولجوئه للضرب والذل والتقليل من شأنك في حل المشكلات بينكما، فمهما كانت دوافعه ومبرراته فاللجوء للعنف النفسي والجسدي تجاهك هو جريمة في حق إنسانيتك وحقوقك الزوجية والتي نصت عليها جميع الأديان السماوية وفي مقدمتها المودة والرحمة.
وتابعت: من خلال رسالتك سيدتي أرى أن زوجك لا يعاني فقط من العصبية كما ذكرت، ولكن فهو أيضا شخصية ضعيفة مضطربة تجد المتعة في إيذاء الآخرين وممارسة التحكم والتسلط بهم وهذا يرجع بالطبع لعدة أسباب:
افتقاد التعاطف مع الآخرين وتدني تقدير الذات نتيجة لاضطهاد الاهل له وممارستهم للعنف والقسوة في طفولته أو على النقيض الآخر وهو استخدام التدليل المفرط في تربيته؛ وبالتالي فهو يلجأ للعنف كنوع من فرض السيطرة وتنمية الشعور بالذات وتقديرها، وممارسة تحكمات الآخرين به عليك سواء أخته كما ذكرت أو زوجة أخيه المتحكمة.
وتوضح :"أيضا عليك معرفة أن ترك الزوج زوجته تهان من قبل أحد أفراد أسرته في وجوده، سواء ببعض الكلمات التي تسىء لنفسيتها مثل:" ألف واحدة تتمناه" كما ذكرت أخت زوجك؛ وكذلك عدم مراعاته لمشاعرك واستفزازك بالضحك والهزار مع زوجة أخيه والتي لا أعلم أين زوجها؟؟!
فكل تلك الممارسات الخاطئة في حقك، دليل على عدم اكتمال الرجولة لديه وزهده فيك، وأنتي أيضا اخطأت ليس فقط لقبولك الإهانة ولكن لترك الآخرين يتدخلون في شئونكم الخاصة فلا تقبلي بذلك مرة أخرى، ويؤسفني أن أقول لك أنه لا يراك زوجة له تستحق مراعاة المشاعر وحسن المودة والتقدير والاهتمام بمشاعرها، فهو يريد الانفصال عنك ولكن لا يمتلك من الشجاعة ما يمتلكه الرجال من المواجهة، فيلجأ للضرب والتجريح ليجبرك أنتِ على الرحيل.
واستكملت: "لماذا بعد كل هذا التجريح وتلك الإهانة واتهامك بالسرقة ترغبين بالعودة إليه أما يكفيكِ كل هذا أم أن هناك ما لم تخبرينا به؟ عليك بتقبل الأمر وعدم النظر للخلف، فقد تكرهي أمر الانفصال ويجعل الله فيه خيرا كثيرا وبالتالي فأنصحك أن تلوذي بالفرار من جحيم رجل لا يدرك التعامل إلا بالعنف، وخاصة في ظل عدم وجود أطفال بينكما..فمهما كانت دوافعهم تجاهك وأسبابهم الخاصة كان ينبغي عليهم عدم التعامل معك بهذه الأساليب البغيضة.
وأخيرا: "إن كان قلبك الضعيف لا زال ينبض بالحب فالحب يعوض ولكن الكرامة إذا أهدرت فلن تعود أبدا".