زلزال سوريا .. والوجه القبيح للغرب
زلزال مدمر .. مزق كل الاقنعة السوداء التى رقصت طربا على جثامين الضحايا السوريين آملا فى النيل مما تبقى من وطن جريح ، ليفضح مدى وحجم أكاذيبهم وأحقادهم المسمومة حول "وهم " ما سمى ويسمى بقيم العدالة الإنسانية و حقوق الإنسان .. لا للدفاع، بل للمتاجرة بها فى تخريب دول المنطقة وشعوبها.
فيما تحلق فى السماء أسرابًا من الطائرات العربية فوق العاصمة دمشق حاملة آلاف الاطنان من المساعدات الإنسانية لتهبط على أرضها محطمة بعجلاتها "قانون قيصر " الملعون فى بادرة دعم ومساندة عربية على الملأ لدولة ووطن استبيح، وشعب مشتت مكلوم انطلاقًا من قناعة مصر وإيمانها بأن سوريا تشكل آمنا قوميا مصريا وعربيا .
وشاءت الأقدار أن يترافق مع تلك المأساة، زلزالا من نوع اخر حمل معه أملا مشوبًا بالحذر ، وشكل مساحة من الصدمة والدهشة والسرعة فى رد فعل مصر بإعلانها كسر الحصار المفروض على سوريا ليشكل الموقف المصرى رسميًا عودة الاشقاء العرب الى دمشق ليلحقوا بالقاطرة المصرية يهاتفون رئيسها ويتعاطفون مع ضحاياها انطلاقًا من روابط الدم والعرق والعقيدة والانسانيه..
فجريمة التجاهل والمعايير الغربية المزدوجة تطرح العديد من الأسئلة المشروعة حول تداعيات العقوبات والزلزال ، ليبقى السؤال .. هل يمنح الزلزال تركيا فرصة للتسريع بالصلح مع سوريا وتصحيح كل أخطاء وجرائم سياسة اردوغان تجاه دمشق أم سيكون سببا لإرجاء تلك المصالحة ؟
وماذا عن تاثير الضغط الانتخابى على سياسة أردوغان بعد الزلزال المدمر الذى راح ضحيتة ما يقارب ال ٥٠ الف ضحية وما مدى ارتباط ذلك بقرار تركيا المفاجىء بفتح "سد أتاتورك" أمام نهرى "دجله الفرات"؟ برغم آن هذا الأمر ظل يشكل عامل ابتزاز لكل من بغداد ودمشق طوال الوقت.
ويبقى إصرار دمشق على عدم التطبيع مع أنقره برغم أزمتها الاقتصادية المريرة والحصار ، وذلك بسبب غياب أو انعدام الثقة التامة فى تركيا استنادا للتجارب المريرة التى عاشتها سوريا والسوريين بنقض أنقرة لكل تعهداتها و إصرار واشنطن لمعارضتها تطبيع علاقات تركيا مع سوريا .
فهناك شكوك كثيرة تعيق مسار التصالح وتقتضى بالضرورة بناء عوامل الثقة مجددا أساسها ضرورة اعلان تركيا رسميا انسحاب قواتها العسكرية المحتلة والغازية بشكل كامل ونهائي من كل الاراضى السًورية وإخلائها من كافة التنظيمات الارهابية المسلحة بكل مسمياتها وعلى رأسها ما يسمى بالمعارضة المسلحة المعتدلة "جبهه النصرة"؟.
وربما أيضا قد يكون الزلزال نقطة تحول مصيرية فى المنطقة العربية وجرس انذار لايقاظ المضللين والمخدوعين بالاكاذيب الامريكية والاسرائيلية لاستعادة الوعى العربى بما يحاك ضدهم من مؤمرات تهدد كيانهم ، برغم آن رائحة السياسة تلقى بظلالها القاتمة على المشهد السياسي والدولى بأكمله وارتباط ذلك بالمسار الانتخابى التركى.
اسئلة كثيرة تكشف مدى الزيف والتدليس الدولى وعبر اعلامة الغربى بتبنى سياسة تشويه الحقائق باتهام سوريا بانها من تغلق المعابر ومنافذ حدودها مع تركيا لعرقلة وصول المساعدات على خلاف الحقيقة التى يدركها الغرب والامريكان فى أن المتحكم فى المعابر "تركيا " ومن يمثلوها من "جبهه تحرير الشام "النصرة سابقا "ومعهم قوات سوريا الديمقراطية" قسد" املآ فى الانفصال وبدعم وتحريض امريكى رغم خروج هذه المعابر عن سيطرة الدولة السورية ليحمل الغرب والمجتمع الدولى اخفاقاته على دمشق حول شح تقديم المساعدات وصعوبة وصولها للمنكوبين فى الشمال السورى .