الجن الملاوع بهدل العيلة في إمبابة ووراهم النجوم في عز الظهر
كتب : حسن سليمان
فتاة من إمبابة تعيش مع زوجها وثلاثة أبناء ( طفل رضيع وصغيرة تبلغ من العمر أربع سنوات وأكبرهم في الصف السادس الابتدائي ، ربة منزل لا تعمل شغلها الشاغل تربية أبناءها تسهر على رعايتهم تقوم بواجب الزوجية على أكمل وجه ، توفر لزوجها كافة سبل الراحة والحياة السعيدة تنهي أعمال المنزل في وقت مبكر لتوفر أكبر وقت للجلوس مع أبنها تراجع واجباته المدرسية ، تذاكر معه دروسه ، لا تبخل بأي جهد في سبيل تفوق أبنها ، كان ألابن عند حسن ظنها لم يخيب رجاءها فيه ، كان من المتفوقين في الدراسة لم يتغيب يوما عن المدرسة ، لم يتلكأ في مراجعة دروسه ، حتى حدث ما لم يحمد عقباه ، سمع صوت أخته الصغيرة تعبث بأدواته فصرخ بها من داخل الحمام وظل ينادي على أمه ويصرخ ( خليها تسيب حاجاتي ) وراح يبكي ويصرخ على أخته ( هخرج أوريكي .. شوفي هعمل فيكي أيه ) خرج من الحمام تشاجر مع أخته التي كسرت له المسطرة وقطعت له أوراق من الكراس ، منعته أمه من ضرب أخته ، انهمر في نوبة من البكاء ، قالت أمه أذهب أغسل وجهك في الحمام وكفاية بكاء ذهب للحمام لغسل وجهه لكنه انهمر في البكاء مجددا أطال المكوث في الحمام راحت الأم تنظر لما تأخر فوجدته ملقي على أرضية الحمام في حالة إغماء ، حملته إلى غرفته قربت العطر من أنفه ورشت الماء في وجهه فلما أفاق أخذت تربط على صدره وتحتضنه وتداعبه حتى سكن وأتسم وجاءت أخته تعتذر له فقبل اعتذارها وأخذ يلاعبها .. مر اليوم بسلام ولكنه سلام مؤقت لم يستمر حتى المساء .. عند المساء راح يصرخ ويصدر أصوات غريبة يتصنع صوت الوحش .. ثم صوت مواء القطط .. وتارة يصدر صوت نباح الكلاب ويختم بنهيق الحمير !! نهرته أمه ماذا تفعل عيب هذه الأفعال التي تخيف أختك أنت مش صغير ، لكنه لم يستجيب لكلامها راح يعبث بكل شيء أمامه يضرب أخته يخيفها بهذه الأصوات والأفعال الغريبة .. هددته أمه بالضرب وأخبار أبيه عند عودته من العمل لكنه لم ينزجر ، انهالت عليه أمه ضربا وشتما كي يكف عن هذه الأفعال فلما شعر بألم الضرب توقف وراح يبكي بكاء هستيريا ، لم تدري الأم ماذا حدث لأبنها وما هذا الشغب الذي يحدثه على غير عادته فقد كان هادئ الطباع !! لما حضر الأب وقصت عليه هذه الأفعال لكنه قال : لم أفعل شيء ولم يصدر من أي فعل غير مهذب ولم أضرب أختي لكن أمي ضربتني دون ذنب تعجبت الأم من كلامه ونهره الأب وحذره من العودة لمثل هذه الأفعال ، أكمل الابن مذاكرته و واجباته وجلس مع أسرته لتناول العشاء ثم ذهب للنوم وفي منتصف الليل سمع الأب والأم صوت صراخ صادر من غرفة الأبناء فأسرعوا لرؤية ما حدث فإذا بهم يجدون الابن يحدث أصوات الوحش والنهيق ويعبث بكل ما حوله ويخدش بأظفاره في الحائط ويحدث جلبة وزعرا لأخته ، أحتضنه الأب وراح يهدئ من روعه يا بني ما هذا ، ماذا حدث لك كف عن هذه الأفعال ، جاءت الأم بكوب من الماء ورشت على وجهه وأعطته ليشرب ، أفاق الطفل من هذه النوبة سائلا ماذا حدث ، فقالوا له : فعلت كذا وكذا فأنكر وقال : لم أفعل شيء مما تقولون !! كنت نائما في سريري وعاود النوم وظل الأب والأم إلى جواره حتى الصباح ، خشيت الأم أن تذهب به إلى المدرسة في صباح هذا اليوم وتركته لينام .. مر النهار بسلام وفي الليل تكرر هذا الأمر .. ذهبت الأم صباح اليوم التالي لعمل أجازة واعتذار لأبنها مدعية أنه مريض ولم يستطيع الحضور للمدرسة وفي طريق عودتها التقت بصديقتها فسألت عن سبب غيابها اليوم السابق فقصت عليها ما حدث وزادت أنه يأتي في وقت الغروب ويطلب دخول الحمام ثم يصرخ أحضري لي الصحف فأقول له : هذا حرام مينفعش المصحف في الحمام فيصرخ عايز المصحف فأحضرته له فإذا به يقرأ القرآن منكسا من الشمال إلى اليمين فسألته ماذا تفعل فلم يرد عليا وظل يقرأ بنفس الطريقة .. أحضرت مصحف أخر ونظرت إلى ما يقرأ فإذا به يأتي بالحروف سليمة ولكنها منكسة من الشمال إلى اليمين ، فقالت صديقتها : لبد من الذهاب لأحد المشايخ لينظر هذا الأمر الغريب ، قالت الأم ولكن أين نجده ؟ قالت صديقتها : أنا أعرف جار لنا ذو خلق ودين ولديه معرفة وإطلاع ويكثر من قراءة كتب الدين ، ذهبت بصحبة صديقتها إلى الشيخ وطلبت من أن يذهب معها لبيتها لينظر في شأن أبنها ، قال الشيخ : أنا لا أذهب الى بيوت أحد ، وتعجب من شأن أبنها !! لكنه طمأنها وقال : الأمر بسيط أن شاء الله سوف أعطيكن آيات الرقية الشرعية تقرئيها على زجاجة ماء وترشي منها على جسد أنك وترشي من في جوانب الشقة وتعطي منها الولد ليشرب وتجعليه ينام على وضوء وتضعي بعض العطر على ثيابه الداخلية ، قال : أفعلي هذا وأخبريني بما حدث ، فإن شفي بإذن الله وألا أرسلتكي لأحد المختصين بالعلاج القرآني ، استمري على هذه الطريقة ثلاثة أيام ولتصبري عليه ولا تتعاملي معه بعنف .. فعلت ما أمرني به الشيخ ثم ذهبت إليه في اليوم التالي وقلت : جزاك الله خيرا فقد نام ابني هذه الليلة نوما هادئا ولم يحدث منه ما كان يحدث في الأيام الماضية التي أرانا فيها النجوم في عز الظهر فشكرا لك على نصيحتك ، قالت ألام : طلب من الشيخ أن أستمر على هذه الرقية عدة أيام وأن انصح ابني بالصلاة وسماع القرآن وأعطاني زجاجة من المسك كي أضع منها لأبني ورفض أخذ أي مبالغ أو هدايا .. فجزاه الله خيرا هو وصديقتي وكل من أعان أحد على الخير .