حوادث اليوم
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 04:40 مـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

السيدة زينب أنار الله مصر بوجودها تفاصيل نفيها وحب المصريين لها ودعواتها لمصر

مقام السيدة رضي الله عنها
مقام السيدة رضي الله عنها

كتب - الصحفي مؤمن قدر علي صفحته علي فيس بوك

لا شك أن كثيرين قد لا يعلمون عن السيدة زينب رضي الله عنها سوى الحي المسمى باسمها ومسجدها الكبير في منطقة مصر القديمة .. في ذكرى الاحتفال بمولدها أحببت أن أقدم نبذة مختصرة لمن يريد أن يعرف شيئا عن قدر هذه السيدة الفضلى من سيدات آل البيت الكرام ..

السيدة زينب شخصية فذة عظيمة لها الكثير من المناقب لذا حظيت بالعديد من الألقاب .. فعند أهل العزم هي " أم العزائم " .. وعند أهل الجود والكرم " أم هاشم " .. وعند أهل مصر والسودان هي " الطاهرة " .. أيضا من أهم ما لقبت به " صاحبة الرأي والمشورة " .. فقد كان والدها الإمام علي كرم الله وجهه وأخواها الحسن والحسين يرجعان إليها وكذا أهل العلم .. لذلك نالت هذا اللقب الرفيع الذي يبين مكانتها وقدرها .. لقبت أيضا ب " أم العواجز " .. فقد كانت دارها بالمدينة المنورة قبل أن تفد إلى مصر مقصدا للمساكين والعجزة والمحتاجين .. لكن هناك لقب آخر غريب لقبت به .. فقد أسموها " رئيسة الديوان " .. مع أنها لم تمارس أي منصب في الدولة .. ذلك لأن الوالي ورجاله دأبوا على عقد اجتماعاتهم في دارها وبإشرافها تبركا بها وأيضا ليستنيروا برأيها ورجاحة عقلها .. أما عن بلاغتها وفصاحتها التي ورثتها عن أبيها فلا تبارى لذا سميت أيضا ب " سيدة البيان " ..

تلك هي السيدة زينب حفيدة الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) من ابنته السيدة فاطمة الزهراء ، أشرف نساء الأرض حسبا ونسبا .. أبوها الإمام علي كرم الله وجهه .. أخواها سيدا شباب أهل الجنة : الحسن والحسين .. وهي اختهما الصغرى ..

أدركت من حياة جدها صلى الله عليه وسلم خمس سنوات قبل انتقاله إلى جوار ربه فنالها جزء من الأنوار النبوية والحكمة وما لا يحصى من الفضائل .. أخذت عن أبيها العلم والبلاغة والشجاعة في الحق والإقدام .. وعن أمها الزهراء الصدق والوفاء والطهر والنقاء والعفة والزهد .. وعن أخويها التضحية والفداء وإنكار الذات والثبات على الحق وعلو الهمة والجهاد الذي لا يبارى في سبيل الله .. ولنا أن نتخيل هذا الكم من الفضائل عندما تجتمع كلها في شخص هذه السيدة العظيمة .. إنها السيدة زينب رضي الله عنها التي أنار الله مصر بوجودها فيها ..

أوصتها أمها الزهراء وهي تحتضر بعد انتقال جدها صلى الله عليه وسلم بشهور قليلة أن تكون أما لأخويها الحسن والحسين وهي لم تتجاوز الخامسة . فصارت أما ولها خمس سنوات وحملت المسئولية في عمر الزهور .. تزوجت من ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الذي كان هو أيضا مضرب الأمثال في الجود والكرم ..

أما عن قوة إيمانها وشدة بأسها فحدث ولا حرج .. ففي سن الخامسة يترك الدنيا كل من جدها صلى الله عليه وسلم وأمها الزهراء في عام واحد .. لكن أشد الأيام قساوة عليها كان يوم كربلاء .. وفي كل كانت الصبورة المحتسبة .. قتل فيه أخوها الحسين ومعه ستة من أخوتها دفعة واحدة هم : العباس ، وجعفر ، وعبد الله ، وعثمان ، ومحمد ، وأبو بكر ، وثلاثة من أبناء شقيقها الحسين .. ولم يتبق منهم إلا ابن شقيقها على زين العابدين ابن الحسين .. فقد نجا من هذه المذبحة النكراء لمرضه وجاء معها إلى مصر .. وكان هو أصل الشجرة الطيبة المباركة من سلالة آل البيت الأطهار ..

عندما خشي يزيد بن معاوية على ملكه من زينب لما لها من قدر عال ومكانة كبيرة ومحبة لا توصف عند الناس الذين بدأوا يلتفون حولها بعد ما قاسته من أهوال ومآس خيرها أن تترك المدينة المنورة إلى أي بلد تشاء غير المدينة ومكة المكرمة .. اختارت مصر لما علمت من حب أهلها الشديد لها ولآل البيت عموما .. شدت الرحال إليها واستقر بها المقام مع النفر القليل الذي جاء معها إلى أن لقيت وجه ربها بعد عام واحد من قدومها لتكون دارها هي قبرها ومقامها الكائن الآن في مسجدها الأشهر بالقاهرة ..

دعت لأهل مصر دعاءها الشهير الذي سجل بأحرف من نور :

" يا أهل مصر .. نصرتمونا نصركم الله .. آويتمونا آواكم الله .. أعنتمونا أعانكم الله .. جعل الله لكم من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا " .. رضي الله عنها وأرضاها وعن كل آل البيت الكرام

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found