التنمر ”ظاهرة يواجهها الأفراد بين كافة الشرائح المجتمعية ؟!!
أصبحت كلمة “التنمر” تتردد كثيراً في الآونة الأخيرة، وكنا قد تطرقنا في مقالٍ سابق للحديث عن التنمر المدرسي بين الأطفال، وما هي طرق معرفة ما إن كان طفلك يتعرض للتنمر وخطوات حل هذه المشكلة الحساسة. يجدر بالذكر أن التعرض للتنمر لا يقتصر على الأطفال فقط، بل تغلغلت هذه الظاهرة الخطيرة لتخترق عالمنا بشكل كبير حتى أصبحت تمارس على الكبار أيضاً! قد يكون السبب في انتشار هذه الظاهرة في الوقت الراهن هو اقتحام وسائل التواصل الاجتماعي لحياتنا، إذ يقوم من هم خلف الشاشات بممارسة التنمر الالكتروني عن طريق ذم وسب صاحب كل منشور يظهر أمامهم دون الالتفات إلى كم الضرر الذي سيُلحق بقارئ التعليق المقصود و اثار التنمر الالكتروني السلبية التي قد تدمر هذا الشخص، وتأكد أن صاحب المنشور أو التعليق لا يستطيع إبداء رأيه حتى وسط الناس في العلن. جمعنا لكم في مقالنا هذا كل المعلومات التي قد تهمك عن موضوع التنمر بين الكبار سواء في الحياة الاجتماعية أو في العمل.
ما هو التنمر ؟!
هو شكل من شكال الإساءة والإيذاء الذي يُمارس على فرد أو مجموعة، وتتنوع اشكال التنمر لتشمل التنمر الجسدي أو التنمر اللفظي.
يقدم العديد من الأفراد على ممارسة التنمر على الآخرين دون وعيهم بالأمر، وقد يكونون ممن ينادون بالحد من ممارسة التنمر، وإن قمت بمواجهتهم بأنهم يقومون بمثل هذا الفعل ينكرون ليضعوا أفعالهم وتنمرهم اللفظي تحت مسمى “الصراحة” أو “المزاح”.
لا يمكن الاعتداء على راحة الآخرين تحت أي مسمى، ولا يمت سلوك إظهار عيوب الآخر أمام الملأ للصراحة بصلة، حتى أن ديننا قد وضع شرطاً أساسيا(ً) للراغبين بنصيحة الآخرين، وهو أن يكون بالسر، إذ لا تجوز النصيحة بين الناس أو في المجالس، أي أن الدين راعى نفسية الأفراد حتى وإن كان من باب النصيحة.
أما بالحديث عن المزاح، فهل سبق وأن راقبت تعابير وجه صديقك وأنت تسخر منه من باب المزاح؟!
لا يمكن اعتبار السخرية من الآخرين مزاحاً، إذ تعمل الدعابة والضحكات على إلحاق أذى نفسي لمدى الحياة بالشخص، وخصوصاً إن كان ذو طبيعة حساسة أو ذو شخصية ضعيفة. لو أننا نفكر مسبقاً بعواقب ما يخرج من أفواهنا لبقينا صامتين معظم الوقت، وكما قال ديننا الحنيف، “أحب لأخيك ما تحب لنفسك”.
“لا تشبّه الجميع بك” قد يلقى بعض الأفراد النكات على الآخرين ويسخرون منهم من باب أن المتنمر لا يتأثر بهذه الأمور، ولكن قوتك على تحمل المزاح والانتقاد والسخرية لا تعني أن الجميع يستطيعون ذلك، وتعتبر مراعاة مشاعر الآخرين فناً من فنون الحياة الذي تطبقه الشعوب والمجتمعات المتحضرة.
سلبيات التنمر
يمكننا أن نشبه التنمر بالأداة الحادة، إذ يعمل التنمر على إلحاق أذى نفسي يسبب الألم للشخص المُتنمر عليه، وأثبتت الدراسات أن الحالة النفسية السيئة تؤثر على صحة الإنسان سلباً، ولها دور في تحفيز بعض الأمراض المزمنة التي قد تؤدي للموت أحياناً.
التنمر الوظيفي
يتواجد التنمر في معظم بيئات العمل التي تفتقر للاحترافية والنظام تحت مسمى “التنمر الوظيفي”، وهو سلوك يمارس بشكل متكرر بين زملاء العمل أو يستخدمه المدراء غير الكفؤ بحق الموظفين الأدنى منهم في التسلسل الوظيفي.
يمارس التنمر في العمل بالطرق التالية:
إهانة لفظية أو إساءة جسدية للموظفين
اتهام موظف ما زوراً بأخطاء لم يرتكبها
التقليل من أهمية الموظف في الاجتماعات وبين جموع الموظفين
السخرية من الموظف أمام الملأ
التقليل من أهمية عمل الموظف أو إنجازه في العمل
سرقة إنجاز ما للموظف من قبل زميل له ونسبه إليه أو بتشجيع الآخرين على الانقلاب على الشخص المرغوب التنمر عليه
أن يوكل شخص مسؤول الموظف بالقيام بأعماله وأعمال الآخرين
العمل على إفشال مشروع موظف ما عن طريق عدم تنفيذ المهمات المطلوبة
طرق مواجهة التنمر الوظيفي
أولاً، يجب التعامل مع جميع المواقف باحترافية عالية، والتفكير مراراً وتكراراً بردود الفعل، ودراسة عواقب الأمر، والنصيحة الذهبية هنا أن لا تفقد أعصابك بأي شكل من الأشكال حتى لا تفقد حقوقك.
يتوجب على الموظف الذي يتعرض للتنمر أن يتسلح بالثقة ويتحلى بالشجاعة الكافية لمواجهة المتنمر ووضع حد لتصرفاته وعدم إتاحة الفرصة له للتمادي أكثر، ولا يعتبر الصمت أداة فعالة في هذا الموقف، هذا ويتعين على من يتلقى التنمر عدم السماح لأي شخص بالتقليل من عمله وإنجازاته، وعليه إظهار تقدير عمله على الملأ.