الكاتب الصحفي سعيد محمد أحمد يكتب :”حماسستان ” وولاية ”الفقية” إلى أين ؟
ماذا تريد حماس بعد كل هذا الدمار والخراب والتدمير الكامل لقطاع غزة والاف الضحايا من الاطفال والنساء والمصابين وتشريد اكثر من مليونى فلسطينى بين مدن القطاع المدمر؟
سؤال مطروح حاليا من قبل العديد من المراقبين فى العديد من الغرف المغلقة سواء فى الداخل الفلسطيني أو خارجة " ومترافق مع العديد من المفاوضات الغير مباشرة بين حكومة نتنياهو المتطرفة وجماعة حماس عبر جهود مصرية مكثفة لنزع فتيل الازمة من ضياع "القضية" والجولات المكوكية الجارية بين "باريس والقاهرة والدوحة" وصولا الى صفقة تبادل للأسرى يجرى التوافق بشأنها وصولا للتهدئة المؤقتة فى غزة مع حلول شهر رمضان المعظم وتأكيد نتنياهو بإن الصفقة لن تكون نهاية المعركة التى تواصل فى حصد المزيد من الضحايا " ضحايا حماس".
مناشدة العالم لوقف مؤقت لإطلاق النار.
وأمام شروط "حماس " التعجيزية لوقف الحرب، وكأنها حققت ما أسعد الشعب الفلسطيني" المكلوم" من حجم الخراب والدمار الذى لحق بهم متوهمة أنها قد أعادت بعضا من الحقوق الضائعة فى الوقت الذى تأمل فيه ومنذ زمن مضى الى هدنة طويلة الأمد ليصل بها الحال تمنى طلبها بوقف للحرب عبر نداء قياداتها فى الخارج ومناشدة العالم لوقف مؤقت لإطلاق النار.
أصرار حكومة نتنياهو المتطرفة على استبعاد حماس
ومع قرب انفراجة فى حلحلة الأزمة الراهنة وتخلى حماس عن بعض من شروطها تحت ضغط الحرب الوحشية المستمرة واصرار حكومة نتنياهو المتطرفة على استبعاد حماس من المشهد السياسي كمؤشر لاطلاق عملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية والتى تتزامن مع إعلان السلطة الفلسطينية تشكيل حكومة "تكنوقراط" من رحم منظمة التحرير الفلسطينية دون ان تكون سياسية وبالتنسيق مع الاردن، وبما يؤكد استبعاد حركتى "حماس والجهاد " لرفضهما منذ زمن مضى الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعى والوحيد للشعب الفلسطيني " والمعترف بها دوليا .
حماس تمارس عرقلتها تشكيل حكومة تكنوقراط في الاراضي المحتلة
ومع إعلان السلطة الفلسطينية تشكيل حكومة تكنوقراط عادت حماس كعادتها تمارس عرقلتها لأية جهود سياسية لإنقاذ الشعب الفلسطيني واستثمار دعوات المجتمع الدولى لقيام الدولة وإحياء القضية الفلسطينية برمتها لتعلن رفضها لتشكيل حكومة تكنوقراط توافقية، زاعمة أن تشكيل حكومة ليست أولوية وبما يشكل هروبا وشوكة فى عنق القضية الفلسطينية.
الأرتباط الروحى بطهران واختطافها قرار الشعب الفلسطيني
ومع ارتباط "حماس" الروحى بطهران باختطافها قرار الشعب الفلسطيني وقطاع غزة معا مثلما اختطف حزب الله الدولة اللبنانية وقرارها وشعبها وبما يؤكد ان فلسطين لم تكن يوما شأنا إيرانيًا وان ثورتها
خلقت وضعا تعيسا فى المنطقة العربية فى ظل غياب الدور العربى القومى فيما تراهن طهران اليوم على إحداث الفوضى فى المنطقة عبر وكلائها لتنفيذ مشروعها الفارسى سواء عبر فرض هيمنتها على مضيق هورمز واستكمال مخططها لفرض هيمنتها على مضيق باب المندب على البحر الاحمر وتهديد الحوثيين باغلاقة تماما أمام الملاحة الدولية.
حماس خارج الأغلبية المقبولة للشعب الفلسطيني فى الداخل
وبرغم أن حماس خارج الأغلبية المقبولة للشعب الفلسطيني فى الداخل "، وعززت وتعزز فى الوقت ذاته الانقسام بين الكيانات الفلسطينية الساعية لإحلال السلام فى المنطقة، تواصل تأكيدها بإعلان قياداتها رفضها الاعتراف باسرائيل بتحريض من طهران كما لم تعترف "بمعاهدة السلام " كامب ديفيد " ولا باتفاقات وادي عربة ولا باتفاقات أوسلو ، مثلما تنصلت من كل الالتزامات والتعهدات التى وقعت عليها سواء فى " اتفاقات القاهرة" المتعدده واتفاق مكة لرأب الصدع الفلسطيني وتهربها من اتفاق المصالحة ليصبح قطاع غزة اليوم مجهول الهوية لا هو تابع لمنظمة التحرير ولا حتى للسلطة الفلسطينية ولا يمكن توصيفه بأنه سوى انه خاضع للاحتلال الاسرائيلى اليوم تمارس فيه العربده ومشاريع تقسيمة .
حماس لن تكون بديلًا عن السلطة الفلسطينية
فتاريخ حماس فى الانقلاب ليس بعيدا فى مساعيها للقفز على السلطة الفلسطينية وان تكون بديلًا عن السلطة الفلسطينية ، وترى فى طهران الملاذ الآمن لدعمها فى الوصول إلى السلطة خدمة للمشروع الايرانى فى المنطقة عبر امتداده وتوسعه عبر اذرع عربية فى "صنعاء وبيروت ودمشق وبغداد " لتؤكد انها تعمل وفق أيديولوجية "دينية " تخضع لفكر اخوانى مرتبط ارتباطا روحيا "بولاية الفقية" تحقق مصالحة فى المنطقة تحت شعارات "لاتغنى ولا تثمن من جوع " سوى بالمتاجرة ليس بالقضية والشعب الفلسطيني.
فحماس منذ انشائها تسير "خارج السياق العربى وخارج سياق السلام بأكاذيب تحمل الكثير من العبارات المطاطة" لإرباك الوضع الفلسطيني برمته لإطالة أمد الأزمة وانعكاساتها الخطيرة على الامن والاستقرار فى المنطقة