منافسة جديدة بين الولايات المتحدة والصين
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: إن الولايات المتحدة والصين تخوضان سباقًا جديدًا في الفضاء وعلى الأرض، في ظل عسكرة الفضاء.
أنظمة تحديد المواقع العالمية جي بي أس
وبحسب الصحيفة، تعمل أنظمة تحديد المواقع العالمية جي بي أس كالساعة في السماء، وأصبحت إشاراتها أساسية للاقتصاد العالمي؛ باعتبارها ضرورية للاتصالات وخدمات الطوارئ والتبادلات المالية، فضلًا عن أهميتها بالنسبة للسائقين والمشاة التائهين".
لكن هذه الخدمات أصبحت معرضة للخطر بشكل متزايد مع عسكرة الفضاء بسرعة، ومهاجمة إشارات الأقمار الصناعية على الأرض، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي أشارت إلى أن الولايات المتحدة لا تمتلك خطة بديلة للمدنيين في حالة انقطاع تلك الإشارات في الفضاء أو على الأرض، على عكس منافستها الصين.
ورغم أن المخاطر قد تبدو بعيدة، لكن روسيا قالت، الشهر الماضي، إنها قد تنشر سلاحًا نوويًا على الفضاء، فيما وصف جنرال القوات الجوية الأمريكية المتقاعد جون إي هايتن بعض الأقمار الصناعية بأنها "أهداف كبيرة وثمينة ومثيرة".
صواريخ مضادة للأقمار الصناعية
واختبرت روسيا والصين والهند والولايات المتحدة صواريخ مضادة للأقمار الصناعية، كما طورت العديد من القوى العالمية الكبرى تكنولوجيا تهدف إلى تعطيل الإشارات في الفضاء، ويمتلك أحد الأقمار الصناعية الصينية ذراعًا آلية يمكنها تدمير أو تحريك الأقمار الصناعية الأخرى، بحسب ما ذكرت الصحيفة الأمريكية.
أما على الأرض، فقد استهدف قراصنة روس البنية التحتية الأرضية لنظام الأقمار الصناعية في أوكرانيا، ما أدى إلى قطع الإنترنت في بداية الحرب هناك.
وتتزايد الهجمات مثل التشويش، الذي يحجب إشارات الأقمار الصناعية، والانتحال، الذي يرسل بيانات مضللة، ما يؤدي إلى تحويل الرحلات الجوية وإرباك الطيارين بعيدًا عن ساحات القتال.
وقد تصل الخسائر الاقتصادية إلى مليارات الدولارات يوميًا، في حال فقد العالم اتصاله بتلك الأقمار الصناعية، وفق "نيويورك تايمز".
ورغم إدراكها للمخاطر، فإن الولايات المتحدة لا تزال بعيدة عن الحصول على مصدر بديل موثوق به للوقت والملاحة للاستخدام المدني في حالة انقطاع إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، حسبما تظهر الوثائق ويقول الخبراء.
وتأمل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تقديم حلول تقنية للمسألة من خلال عروض الشركات الخاصة، بينما "تتقدم الصين في عرضها نظام التوقيت الأكبر والأكثر تقدما ودقةً في العالم في المستقبل".
وتشمل خطة الصين بناء مئات من محطات التوقيت على الأرض، ومد 12 ألف ميل من كابلات الألياف الضوئية تحت الأرض، وفقًا لوثائق التخطيط ووسائل الإعلام الحكومية والأبحاث الأكاديمية، كما تخطط لإطلاق المزيد من الأقمار الصناعية كمصادر احتياطية للإشارات.