حوادث اليوم
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 11:33 صـ 4 جمادى أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

الكاتب والمحلل السياسي/ رامي الشاعر يكتب:إذا لم تستح وأصبت بالجنون فاصنع ما شئت روسيا منتصرة والدولة الفلسطينية قائمة

الكاتب والمحلل السياسي/ رامي الشاع
الكاتب والمحلل السياسي/ رامي الشاع


بداية أود أن أهنئ شعبنا الفلسطيني البطل في غزة والضفة الغربية بحلول شهر رمضان المعظم أعاده الله علينا جميعا باليمن والبركات.
يقول الحديث النبوي الشهير: "إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، وما أراه حولي من تصريحات حمقاء ومجنونة من قبل الولايات المتحدة ودول الناتو تجعلني أضيف إلى صفة الحياء في الحديث الشريف، الجنون. فإذا لم تستح وأصبت بالجنون فاصنع ما شئت.
فنحن نرى بايدن يعلن "هزيمة روسيا"، وترامب يصرّح بأن المملكة العربية السعودية لم تكن لتعيش من دون حماية الجيش الأمريكي، دون أن يعي أن السعودية هي مكة المكرمة والكعبة الشريفة وغيرها من المقدسات الإسلامية التي تنتمي لعقيدة عمرها أربعة عشر قرنا من الزمان، بمعنى أن ترامب يقول إن الحضارة الإسلامية ومركزها مكة والمدينة المنورة وعمرها 14 قرنا، لم تكن لتكون موجودة دون وجود الولايات المتحدة الأمريكية التي ظهرت إلى الوجود منذ 3 قرون فقط. أليس هذا بجنون؟
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعلن عن أفكاره "النيّرة" بإرسال قوات من الناتو إلى أوكرانيا ضد روسيا، بينما يعلن المستشار الألماني أولاف شولتس عن تفكيره هو الآخر بإرسال قوات إلى أوكرانيا ضد روسيا، دون أن يفكر أي من هؤلاء السادة الأفاضل في أن تعداد الجيش الفرنسي 207.3 ألف عسكري، والجيش الألماني 192.2 ألف عسكري، والجيش البريطاني 156.2 ألف عسكري، بمعنى أن مجموع هذه القوات معا يبلغ 555.7 ألف عسكري، وهو ما يعني أن تعداد هذه القوات أقل من تعداد الجيش الأوكراني الذي يبلغ 900 ألف عسكري. ونحن نرى بأم أعيننا ما يحدث للجيش الأوكراني في أرض المعركة.
وبصرف النظر عن المعدات العسكرية والأسلحة الحديثة التي يمتلكها حلف الناتو، وبالنظر إلى نفي الإدارة الأمريكية جملة وتفصيلا لأي تدخل عسكري في أوروبا لصالح أوكرانيا، فلا أعتقد أن هذه التصريحات تقتصر على نقص في الحياء أو الدبلوماسية أو الكياسة من قبل هؤلاء الساسة، بقدر ما تعبر عن جنون مطلق مطبق، وخبل أحمق قد يسفر في نهاية المطاف عما لا يحمد عقباه، لبلدانهم وشعوبهم قبل أن يكون لروسيا وسكانها.
وقد جاء جنون بايدن وترامب معا في الوقت المناسب لفضح نوايا وحقيقة الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بسياستها الخارجية، والهدف من انتشار قواعدها العسكرية حول العالم، وابتزاز "الكاوبوي الأمريكي" للدول من خلال الدفع لتغطية تكاليف الأداة العسكرية الأمريكية من أجل السيطرة والتحكم بالعالم، وهو ما اعترف به دونالد ترامب جهاراً نهاراً أثناء حملته الانتخابية. أما الجد بايدن، فيؤكد بصوته الرخيم المتهالك على أن روسيا "قد هزمت بالفعل"، وأن قضية تايوان وكوريا الجنوبية "منتهية"، وأن وجود الولايات المتحدة الأمريكية يعني أنه لا قيمة للصين أو كوريا الشمالية أو لأي قوى وتحالفات دولية أخرى. إنه جنون العظمة، والاستهتار، والعجرفة الأمريكية التي تسمح لهذا المعتوه بالتعرض لشخص الرئيس الروسي، والقول بأنه "لا يجب أن يبقى في السلطة"، وانه "جزار" وغيرها من الأوصاف التي يواجهها الرئيس الروسي بالابتسام، وتمنياته بالصحة والعافية للرئيس المجنون حقا.
وكان الجنون في حالات شخصية ليؤثر على أسرة المريض، أو على المحيطين به من الجيران أو أثناء تواجده في الأماكن العامة. إلا أن جنون هؤلاء يضع العالم بأسره في يد مجموعة من البلطجية والمجانين، ويدفع به نحو مخاطر جمة وهائلة، قد تفضي إلى حرب واسعة النطاق تعصف بالأخضر واليابس.
لهذا وجب علينا إنقاذ مستقبل البشرية، والسعي نحو حماية أغلبية البلدان والشعوب المحبة للسلام من مغبة سيطرة هؤلاء المجانين على مصائر البشر.
لقد التبس الأمر على الولايات المتحدة بتفكك الاتحاد السوفيتي تسعينيات القرن الماضي، فقد ظنت خطأ أن ذلك التفكك يعني "انتصار الولايات المتحدة في الحرب الباردة بينها وبين الاتحاد السوفيتي"، وظنت خطأ أن ذلك يعني منحها الحق في التمدد شرقاً نحو الحدود الروسية، بصرف النظر عن كافة التحذيرات التي وجهها بهذا الصدد مسؤولون أمريكيون ومن جميع أنحاء العالم، وبرغم ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر ميونيخ للأمن عام 2007.
واصل الناتو تمدده شرقا، فوقعت أحداث جورجيا في 2008، ثم انقلاب أوكرانيا عام 2014، ثم هوس العقوبات الاقتصادية والحصار، ثم عمليتين عسكريتين ضد إقليم الدونباس، في محاولة لحل الأزمة الأوكرانية بالقوة العسكرية، ثم المماطلة والتسويف والدبلوماسية غير النزيهة من قبل ألمانيا وفرنسا والنظام الأوكراني في اتفاقيات مينسك، وصولا إلى اضطرار ر…

موضوعات متعلقة

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found