حوادث اليوم
الأحد 24 نوفمبر 2024 04:22 صـ 23 جمادى أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

د. أيمن أبو الشعر يكنب : آفاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مع دخولها العام الثالث

حري روسيا
حري روسيا


(الجزء الثاني)



• الأرجح أن تنتهي الحرب نهاية هذا العام أو العام القادم كحد أقصى لأن أوكرانيا ستكون عاجزة بشريا عن الاستمرار
• الانعطاف سيبدأ بعد انتخابات البرلمان الأوروبي، ومن ثم الانتخابات الرئاسية الأمريكية، واتفاقية السلام ستكرس حياد أوكرانيا وبقاء الولايات الخمس ضمن روسيا

كيف ستنتهي الحرب في أوكرانيا ومتى؟ سؤال لا يتجرأ أحد لا من الصحفيين ولا السياسيين على الإجابة عنه. ذاك أن ما يجري ليس حربا بين روسيا وأوكرانيا، بل هي حرب بين والولايات المتحدة المعتدية ومعها الناتو وأوروبا عموما الخادم والمنفذ المطيع كالزومبي لرغبات ومصالح واشنطن حتى لو كانت ضد المصالح الأوربية، وواشنطن لا تريد انتهاء هذه الحرب كونها سعت خلال ثلاثين عاما لتكريس أوكرانيا كحربة متقدمة لمواجهة روسيا،... الذي حدث هو أن روسيا بإدراكها اللعبة وحرقها المراحل عجلت بهذا الصدام لا أكثر...


-أوروبا تخترق المألوف إلى اللامعقول


لو عدنا إلى معاناة أوروبا من النازية لبدا لنا موقفها اليوم أقرب إلى الجنون، فقد عانت أوروبا بشكل مذهل من النازية، والمريع أن الشركات الأمريكية الكبرى كانت تدعم بوضوح قوات هتلر، والأنكى من ذلك أن أجهزة الأعلام الغربية باتت تركز فيما بعد على أن ضحايا النازية هم اليهود وحسب، حتى لكأن الحرب العالمية الثانية كلها، وبكل مآسيها تختصر فيما يسمى بمحرقة اليهود، على الرغم من أن عشرات الملايين راحوا ضحايا الحرب النازية ، فلو وضعت في حيز البحث في غوغول سؤال عن ضحايا النازية في الحرب العالمية الثانية لوجدت أن أكثر من 90% من المواد الإعلامية عن ذلك تتعلق باليهود تحديدا وكأنما لم يكن هناك ضحايا آخرون، حسنا

وماذا جرى الآن؟


النازيون الجدد ينشطون ويسيطرون في أوكرانيا بدعم مباشر من أوروبا التي عانت نفسها من النازية، وبدعم من واشنطن التي دعمت شركاتها الرئيسية ذات حين النازية في أوج تصاعدها كشركة "فورد" للسيارات حتى أن هتلر كتب عن هنري فورد في كتابه "كفاحي" مادحا، ودعمت النازية كذلك “جنرال موتورز" التي ساعدت النازيين في إصلاح سياراتهم وغيرها. الغريب بالمناسبة أن النازية "التي اختصرها الإعلام الغربي وكأنها حركة ضد اليهود تحديدا" تعتمد على نظريات المفكر اليهودي داروين في نظرية الارتقاء "البقاء للأقوى"، ولكن ليس هذا محور بحثنا الان، لكن الواضح أن مسألة دعم أوكرانيا بات شبيها بالسعي لتحقيق اليوتوبيا الواهمة عبر الديستوبيا الحقيقية.
ويرجح العقلاء أن أوروبا ستدفع الثمن الأكبر على مبدأ يداك أوكتا وفوك نفخ... فالغالبية العظمى من الشعوب الأوربية تدرك تماما أن أوكرانيا لا يمكن أن تنتصر على روسيا، وأن حرب الاستنزاف في نهاية المطاف ستكون لصالح واشنطن وشركات أسلحتها وبضائعها بما في ذلك الغاز الأمريكي الذي أجبرت أمريكا أوروبا على شرائه بأسعار أغلى بكثير من الغاز الروسي بعد أن نسف " العفريت" أنبوب نقل الغاز الروسي عبر بحر البلطيق إلى أوروبا.


ما الذي يرجح استمرار الحرب؟


الظروف الحالية بقضها وقضيضها تؤكد أن الحرب ستستمر، ولكن ليس طويلا، فالنار كما هو معروف تحتاج إلى ثلاثة عناصر رئيسية لتلتهب: المواد القابلة للاشتعال، والأوكسجين، والشرارة، وجميع هذه العناصر ما زالت متوفرة لكنها تتناقص: المواد القابلة للاشتعال- وهي الظلم السكاني والجغرافي للمواطنين الروس الذين شعروا فجأة أنهم غرباء في أرضهم التاريخية، والأوكسجين -الذي تمثله المساعدات العسكرية للقوات الأوكرانية، أما الشرارة -فهي هذا التوقد النازي فجأة بدعم هائل من الغرب.
أرعبت انتصارات روسيا الميدانية أوروبا فسارعت لإنعاش الوهم السحري المأمول بأن تنتصر أوكرانيا على روسيا، فاخترعت لنفسها طلسما يقول: إن زادت أوروبا مساعداتها المالية والعسكرية لتحقق النصر الذي يقول الواقع أنه مهما بالغت به فلن يكون سوى برق سحابة لم تمطر حتى الآن، ولن تمطر غدا. النصر بالنسبة لوهم الأوروبيين هو ضخ مزيد من المال والأسلحة لكيلا تنهار مؤسسات الدولة في أوكرانيا التي فقدت الكثير من مقوماتها كدولة، والسلاح لكي تستطيع أن تقاتل ولو لفترة زمنية محدودة قادمة، وقد بدأت بوادر استيعاب الواقع تظهر على حياء في بعض الدول الأوربية، وفي واشنطن نفسها التي مازالت جعالتها بقيمة 61 مليار دولار تراوح مكانها في مماحكات الجمهوريين والديمقراطيين، والأولويات بين أمن الحدود الأمريكية، وأمن الحدود الأوكرانية، ويحاول الاتحاد الأوروبي تعويض تلكؤ الولايات المتحدة بمبلغ 50 مليار يورو، لكن الواقع الحقيقي يشير أولا إلى تراجع دعم الشعو…

موضوعات متعلقة

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found