حوادث اليوم
السبت 23 نوفمبر 2024 06:49 صـ 22 جمادى أول 1446 هـ
بوابة حوادث اليوم
رئيس التحريرصلاح توفيق

فيش وتشبيه| مهدى عبدالحليم يكتب .. تحية إلى روح أمى صانعة «الأمجاد»

الكاتب الصحفى مهدى محمد عبدالحليم
الكاتب الصحفى مهدى محمد عبدالحليم

بقلم - مهدى محمد عبدالحليم
رئيس جمعية الإعلاميين العرب

إن كان الاحتفال بعيد الأم اليوم، فإن احتفالى بعيد الأم يأتى فى كل لحظة وكل يوم، فمنذ أن رحلت أمى عن الدنيا بعد عامين كاملين من ميلادى، عوضنى المولى عز وجل، بجدتى لوالدى، «الحاجة نعيمة الشعراوى»، التى كانت تبلغ من العمر عتيا، حيث مارست دور الأم لثلاثة أطفال، على أكمل مما يكون، بل وتفوقت على أمهات كثيرات فى كافة المشاعر، «ربت، وسهرت الليالى، وتعبت، وتفانت، وأخلصت فى التربية»، ولم تكل أو تمل فى أداء دور الأم الذى أعادها إلى سنوات شبابها، وتعانقت أمى بدورها مع والدى الراحل الغالى «فضيلة الشيخ محمد محمود أبوسالم»، لتربيتى وأشقائى، وكم أحسد نفسى وأشقائى على أننا نشأنا على يد وعين أم الرجولة والشهامة «الحاجة نعيمة الشعراوى»، التى علمتنا معان الحب، والرجولة، والشهامة، والحنان، والصمود، والمشاعر الطيبة، والإنسانية.

وأعلم علم اليقين، أنها استطاعت بما أوتيت من حكمة وحنكة، أن تستبدل لحظات الحزن بسنوات السعادة، وأن تصنع من اليأس آمالا طيبة، وأن تجنى من الخوف قوة، ومن الضعف جرأة وشجاعة، لتنشئ رجالا أشداء فى الحق أقوياء، فلم تنس الأم الحنون، أن تعلمنا أهم المبادئ والعادات والتقاليد الممزوجة بالحياة الإسلامية، كون البيت الذى نشأنا فيه كان بيت القرآن، نسبة إلى والدى الحبيب الغالى.

لا أتجمل إذ أؤكد أن احتفالى بأمى كل يوم لا يوفيها قدرها العظيم، فهى من أهملت مرضها، وتناست أوجاعها، أملا فى أن تعطينا ما حرمتنا منه الأقدار، وأتذكر أنها كانت سخية فى مشاعرها، فلم تحرص فى مشاعرها معى وأشقائى الكبار، وكان دائما ما تظهر كرمها فيما كانت تمن عينا من مشاعر وأحاسيس تخجل من حولنا من كرم أخلاقها.

وتبلغ سعادتى اليوم ذروتها، وأنا أعيد على مسامعى كلمات الإثناء والحب، والمحبة، فى رثاء أمى الغالية، التى تفوح من رائحة سيرتها العطرة المسك والروائح الذكية، ويكفينى فخرا وعزا وإعزازا أنه فى كل مرة تأتى سيرتها يقال عنها «إنها كانت ست بمليون رااااااجل»، صاحبة آراء صائبة، وكل مواقفها بطولية ورجولية .. حقيقى أنا محظوظ لأنى تربيت على يد هذه الأم التى لا يمكن أن تعوضها الأيام والليالى.

فتحية إلى روح أمى الغالية، التى سهرت وتعتب وتذوقت الأمرين على مدار السنوات، وطيب الله ثراها، وجازاها عن حسن تربيتى وأشقائى خير الجزاء، ورحم الله أمى التى أنجبت ولم تمهلها الأقدار لتفرح بأبنائها، وأسكنهما الله فسيح جناته، وأنزلهما الله منازل الصديقين والشهداء والصالحين والمرسلين وحسن أولئك رفيقا.

موضوعات متعلقة

العيون الساهرة

    xml_json/rss/~12.xml x0n not found