سعيد محمد أحمد يكتب: ايران وعلاقاتها الشائكة.. عربيا ٢
المؤكد ان طهران ستظل محل شكوك وانعدام ثقة فى علاقاتها الشائكة مع دول المنطقة سواء بدول الخليج او بالدول العربية، فمعظم الدول العربية التى تدخلت فى شؤونها الداخلية تم تفكيكها وانهيارها فى السيطرة عليها وبصمتها الايرانية واضحة فى "العراق سوريا لبنان اليمن وفلسطين بدعمها الانقسام الفلسطيني.
كما أن أصابعها فى الاردن كشفت عنها السلطات الاردنية بضبط مخازن للاسلحة الايرانية المهربة الى الاردن من سوريا وعبر اذرعها سواء من قبل جماعة اخوان الاردن وتعاون حماس معها حيث استهدفت خلال الفترة الماضية المكونات الشعبية الاردنية بالتعاون مع جماعة اخوان الاردن لاحداث قدرا من الفوضى وضرب حالة الاستقرار والامن فى الشارع الاردنى وبصفه خاصة خلال شهر رمضان الماضى .
كما استهدفت حماس أيضا وفق مزاعمها دعم ومساندة محور المقاومة مابين حزب الله وحماس باعتبار الاردن حديقة خلفية وفرصة لاستغلال حالة التضامن الشعبى الاردنى مع اهالى قطاع غزة وتجييرها لصالح الفوضى المطلوبة لتقويض النظام العام الاردنى، ودعم نشاط طهران المسيطر على مناطق فى جنوب سوريا المعبر الوحيد الى الاردن بهدف تعزيز اوراق التفاوض مع واشنطن وتل ابيب بالضغط على الاردن تمهيدا لتوسيع رقعة الصراع فى المنطقة والتى تخدم ايران فى تمددها الى بعض دول المنطقة لتكون شوكة تؤرق دول الخليج .
فطهران المسيطرة على جنوب سوريا باتجاه الحدود مع الاردن سواء من خلال تهريب المخدرات عبر الاراضي الاردنية "الكبتاجون" والسلاح معا لتواجد القوات الايرانية على الحدود السورية الاردنية المشتركة، وهو الامر الذى يؤكد مخاوف الاردن منذ عقود من انتشار ما سمى بالهلال الشيعى وصولا الى قطاع غزة معقل جماعة حماس الحليف الوفى لايران .
كما تسعى حماس من جانبها ايضا ايضا لاستغلال البقعة الجغرافية الاهم للتمركز فيها مع تفعيل " جبهه نهر الاردن والغور" بهدف ارباك قوات الاحتلال المنكهة فى غزة وجنوب لبنان وجبهه هضبة الجولان وهو امر يشكل خللا بامن واستقرار الحدود أيضا مع السعودية مما سيزيد من الضغط على السعودية بدعم تركيز جهودها على تامين حدودها الجنوبية الشرقية.
فتاريخيا فكرة تصدير الثورة الايرانية تحورت الى فكرة التغلغل والتمدد الامنى والتدخل فى الشؤون الداخلية للدول المجاورة ، فيما
كبح جماح حماس تجاوز الحدود العربية فى عمان دمشق، وان هم حماس الاول والاخير انقاذ سلطتها، ولو على حساب البشر والحجر رافضة فى الوقت ذاته عدم تحمل ادنى مسؤلية والهروب منها عبر مغامرة مكلفة ادت لاشعال حرب ابادة من اجل تحقيق مصالح طهران فى المنطقة.
وبرغم ان نتنياهو محاصرا سياسيًا وفى الداخل الاسرائيلي ومستقبله اصبح مرهونا بما الت اليه الالة العسكرية الوحشية فى حصد العشرات يوميا من أبناءً غزة والتلويح باجتياح رفح الفلسطينية مما دفعه للهروب الى الامام للنجاه بمستقبله السياسي .
والمرجح ان ينتهى دور نتنياهو دون تحديد موعد لنهاية ذلك المستقبل كاحد اسباب الحرب وتداعياتها الاقتصادية والعسكرية على إسرائيل وبما يستوجب وقف الحرب داخل قطاع غزة ورفح وان ما يفعله نتنياهو فى غزة ورفح فالخاسر الوحيد شعب غزة الذى يدف ثمنًا باهظا من البقاء على الحياة والتمسك بالارض .