تفاصيل انتقام أب من زوج ابنته لشكه في سلوكها بالسويس
قررت محكمة جنايات السويس الدائرة الأولى، اليوم الثلاثاء،إحالة أوراق خفير إلي مفتي الجمهورية
لأخذ الرأي الشرعي في تطبيق عقوبة الإعدام، لقتله زوج ابنته وإلقاء جثته في بيارة مياه.
صدر الحكم برئاسة المستشار أحمد حسام النجار، رئيس المحكمة، وعضوية المستشارين محمد ضياء عبدالظاهر، والوليد حسين، وسكرتارية أحمد سمير.
مكالمة تليفون
وقائع القضية رقم 155 جنح فيصل المقيدة برقم 4 لسنة 2024 كلي السويس، تبدأ مع مكالمة تليفون، بتلقي عبدالله عبد العزيز اتصالًا من "شيماء" زوجة شقيقه تخبره بخروج زوجها "إيهاب" قبل عدة أيام وفشل الاتصال به، ليتحرك عبدالله ويحرر محضرًا باختفاء شقيقه بقسم شرطة الجناين.
استدعت الشرطة، الزوجة وأفادت بأن زوجها خرج من بيته قبل عدة أيام ولم يخبرها وجهته، ولم يعد منذ ذلك الحين، في حين أنه رافق والدها إلى مكان مجهول ولم يعود منه، بينما ادعى والدها أنه كان مسافر لأقاربه في إحدي محافظات الصعيد ولم يرى زوج ابنته منذ أكثر من أسبوع.
حديث في الهاتف
منذ فترة سمع إيهاب زوجته تتحدث مع شخص غريب في الهاتف، ولم يعتاد ذلك من زوجته، خاصة أنها صغيرة السن، تزوجها وهي تحت 18 عامًا تربت على يديه كما يظن، لا تتحدث مع رجال إلا والدها وأفراد أسرتها فقط.
ادعت الزوجة أن من تحدثه قريبها، طلب منها الزوج قطع الاتصال به، ردت بالموافقة، لكن المكالمات تكررت، ورأى الزوج محادثات بينهما على برامج الدردشة تحدثه فيها بما لا يصح ان تخبر به الزوجة أحدًا خارج بيتها.
شكوى للأب
لم يرض الزوج بذلك الحال، غضب منها دون أن يعنفها، وقرر أن يذهب إلى والدها "محمد. ح" خفير بمشتل، يخبره بما حدث، انفعل الأب عليه في البداية رافضًا شكه في ابنته، ثم هدأ ووعده بحل المشكلة وقطع تلك العلاقة.
صدّق إيهاب والد زوجته، عاد إلى بيته في القطاع الريفي، حيث تقيم زوجته وطفله الصغير الذي تعلق به كثيرًا منذ ولادته، مرت أيام على الزوجين بين شد وجذب، خلافات تهدأ وتتصاعد، حتى فوجئ بوالد زوجته يطلب منه الخروج معه ومرافقته للجلوس بعيدًا عن المنزل مع وعد بإنهاء ذلك الخلاف بينه وبين زوجته بسبب الشخص الغريب الذي تحدثه.
طريق اللاعودة
وثق إيهاب في والد زوجته، لم يعلم ما يدبره له، ذهبا سويًا إلى قرية يوسف السباعي، حتى وصلا إلا أطراف القرية من ناحية الجنوب، حيث نهاية القرية مع الظهير الصحراوي، مساحة واسعة لا حياة فيها، ولا مركبات تمر، والمنازل بالقرية بعيدة.
عاد المتهم بمفرده في مايو من العام الماضي، بعد أن أزهق روح إيهاب وتركه هناك وحيدًا بعد أن أطلق عليه النار من بندقية آلية كانت بحوزته، دبر الأب قتله خشية افتضاح أمر ابنته بعد تكرار الشكوى منها والشك في أخلاقها وأنها على علاقة بشخص غريب تحدثه في ما لا يقال بين الأغراب أو الأقارب.
جثة في البيارة
كثفت الشرطة تحرياتها الأمنية، وتوصلت جهود رجال المباحث إلى أن وراء اختفاء إيهاب، والد زوجته، وهو آخر من شاهده الناس معه قبل اختفاءه، حتى توصلت إلى مكان جثمانه، داخل بيارة مياه على أطراف قرية يوسف السباعي، بينها وبين أقرب منزل مسافة كيلو متر ولا تصل إليها السيارات.
استدعت الشرطة "عبدالله" شقيق المجني عليه المُبلغ باختفاءه، تغالبه الدموع نظر إلى جثة أخيه، تعرف عليه من ملابسه رغم تغير لونها وشكلها كما تغيرت ملامح الجثة بفعل المياه والزمن والتحلل، وأقر أنها لشقيقه إيهاب.
تحديد الهوية
باشرت جهات التحقيق بمجمع محاكم السويس التحقيق في القضية وقررت تشريح الجثمان، وإجراء البحوث المعملية للتأكد من هوية المجني عليه، ومطابقتها بعينه من شقيقه للتأكد من هويته.
تقرير الطب الشرعي كشف أن إيهاب تعرض للإصابة بمقذوفين ناريين اخترقا الجمجمة، وتسببا في كسور بالجمجمة، ونزيف دماغي أدى إلى الوفاة.
وأفاد التشريح أيضًا أن حالة الجثة والتصبن الشديد عليها يشير إلى استمرار غمرها بالمياه منذ تاريخ اختفاء المجني عليه، وحتى العثور على الجثمان، وأثبت تقرير إدارة الفحوص المعملية تطابق عينة إيهاب مع شقيقه "عبدالله".
استدعت الشرطة "شيماء" زوجة المجني عليه، وأقرت خلال التحقيقات بنشوب خلافات زوجية بينها وبينه بعد شكه في وجود علاقة عاطفية بينها وبين شخص آخر، وأن زوجها شكاها لوالدها المتهم، وطلب الأخير مقابلته لحل تلك الخلافات.
هروب للخارج
أمام جهات التحقيق اعترفت الزوجة أن والدها أخبرها بانتهاء ذلك الخلاف بقتله المجني عليه، وهددها بإيذائها في حالة إخبارها أحدًا بالواقعة، وأفادت ان والدها غادر مصر وسافر إلى السعودية في 30 أكتوبر الماضي، قبل العثور على جثمان زوجها.
علاقة عاطفية
التحريات الأمنية أكدت حدوث خلافات بين المجني عليه وزوجته، عقب اكتشافه وجود علاقة عاطفية بينها وشخص آخر، قرر أن يشكو إلى والدها المتهم، فقرر وعقد العزم على التخلص منه بقتله خشية افتضاح أمر ابنته والتأثير على سمعته.
وكما أفادت التحريات أن يوم الواقعة أحضر المتهم سلاح ناري "بندقية آلية" واستدرج المجني عليه لإحدى المناطق النائية، وأوهمه أنه سيحل الخلافات معه وينهي علاقة ابنته بالشخص الغريب، وما إن وصلا إلى محل الواقعة أطلق عليه عدة أعيرة نارية، وبعد التأكد من وفاته ألقى جثمانه في بيارة المياه.
الإنتربول
أجرت مديرية أمن السويس تنسيقًا مع وزارة الداخلية لمخاطبة الإنتربول للقبض على المتهم، بعد ثبوت الجريمة التي ارتكبها، وجرى ضبطه في المملكة العربية السعودية، وترحيله إلى مصر، في انتظار قرار المحكمة بحكم الإعدام بعد تصديق المفتي بالقصاص.