طارق العزيز يكتب :الدكتور خضير المرشدي قيمة وطنية وبعثية كبيرة
عندما تم غزو العراق سنة 2003 واستهداف حزب البعث العربي الاشتراكي بالإعدامات والاعتقالات والاجتثاث خرج بغير ارادتهم كثير من قيادات حزب البعث وغيرهم من وطنين الى خارج العراق. منهم من خرج من البعث ومنهم من استمر ارتباطه ليعمل من اجل تحرير وطنه من الاحتلالين الصفوي والامريكي. كان من ضمن هؤلاء الرفيق خضير المرشدي مع رفاقه المناضلين والذين بكل شجاعة انبروا لتحمل واجباتهم اتجاه البعث والعراق والامة العربية. ما يميزهم انهم خرجوا علانية وباسمهم الحقيقي ليكونوا وجه البعث وعنوانه وهذا مهم جدا. لان لكم ان تتخيلوا والرفيق عزة ابراهيم الدوري الامين العام تحت الارض ومطارد، من كان سيتكلم باسم البعث في وسائل الاعلام الرسمية عربيا ودوليا، بل من كان سيتحمل وزر تنظيم الرفاق في الخارج والكوادر الوطنية من خلال مكتب العلاقات الدولية التي كان يرأسه. هؤلاء الرفاق القادة المتميزين تحملوا هذا الواجب بكل شجاعة واصالة ووفاء وتفاني في ظل ظروف امنية قاهرة، انهار بسببها كثير من الرجال، وهم مهددون بكل لحظة بالاعتقال او الاغتيال او الاعدام. الدكتور خضير مهدد بالإعدام وفق المادة 4 من قانون مكافحة الارهاب وقانون اسباني مادته دعم هذه الحالة.
فلنا ان نتساءل هنا لماذا رفض الامريكان حضور الدكتور خضير ضمن وفد البعث الذي دعا الامريكان اليه؟ لماذا يخافه نظام الميليشيات في العراق ممثلا بالمجرم نوري المالكي والذي طالب باعتقاله في لبنان؟ لماذا الغي اجتماع البعث في سوريا بشخص أصف شوكت بعد الموافقة عليه؟ الجواب يا سادة بان الدكتور خضير ورفاقه يشكلون خطر حقيقي على نظام الحرامية في العراق وعلى الامريكان وعلى النظام السوري نفسه. واليوم هو يشكل خطر على زمرة القيادة القومية ومن خلفهم الدكتورة هدى عماش والسيد ناجي الحديثي لأنه يمثل مع رفيقه ابو العباس واعضاء القيادة القطرية في العراق بديل قوي وحقيقي لاستمرارية البعث وحركته، بل تقدمه وانتصاره.
كان لقائي الاول مع الدكتور خضير المرشدي في ملقا سنة 2016. عندما دخلت بهو الفندق كان جالس مع رفاقه بكل ثقة واعتزاز لا تحيط به حماية ولا متخفي عن الابصار. سلمت عليه بحرارة فهو كان وما زال قدوة ورمز بعثي اصيل نتعلم منه. دماثة خلقه ادبه الشديد وحرصه على التواضع اهم صفاته. عندما دخل قاعة مؤتمر المغتربين العراقيين كانت مشيته فيها هيبة رجال البعث العظماء هي مشية المؤمن بالنصر وكله ثقة واباء حاله كحال نخلة عراقية شامخة لا تستطيع الريح كسرها. عانقته وقبلته على خديه واحسست بفخر يومها بان قامة من قامات العراق ونتاج البعثي الاصيل بكل صفاته الجميلة وهو عضو في الحزب منذ سن 16 سنة يتواجد في وسطنا ويقودنا بالمؤتمر. ومع انتهاء مؤتمر المغتربين العراقيين تفاجأت بسرور بدعوة سلمت لي باليد لحضور اجتماع الجبهة الوطنية التي قادها الدكتور خضير وكان من مؤسسيها والقى فيها كلمته. بكل سعادة ذهبت للاجتماع في الفندق وكان تشكيل الجبهة الوطنية يومها للعمل على تحرير العراق. واستمعت لكلمة الدكتور خضير وتحليله وادركت اننا امام شخصية سياسية فذة وقائد يستطيع ان يمضي بالحزب والجبهة الوطنية للانتصار. قيمة كبيرة يجب الالتفاف من حولها ودعمها، بل لحفاظ عليها ونادرة.
هذا هو الدكتور خضير المرشدي اول ما عرفته. واستمرت علاقتنا عندما دعاني لانضم للمعهد العالمي للتجديد العربي وكان قد هاتفني شخصيا وقلت له يومها لا استطيع ان ارفض له طلبا. فكيف لنا اليوم وهو يتعرض لأشرس حملة ضده ان لا نقف معه؟ وهو الذي اعطى حياته للحزب وما زال يعمل بصمت المجاهد المؤمن الموقن من النصر القادم لا محالة. معرضا نفسه وعائلته للخطر كل يوم وبدون اجر يحتسب اجره عند الله سبحانه ولا يملك جواز سفر لان جواز سفره هو هويته البعثية التي يسافر من خلالها لقلوب المئات، بل الالاف من رفاقه الذين يتابعونه ويتعلمون منه. عندما كلمته اخر مرة اقول له اني قلق لسلامته قال لي كما رجال البعث حين يحيط الخطر بهم قال لي، المهم ان تكون النهاية مشرفة فلا بأس.
دعم الدكتور خضير هو دعم لبقاء البعث وانتصاره وها نحن بعد الحلقة الاخيرة التي اذاعها عبر قناة بغداد الرشيد للرد على حملة التشهير ضده، اهيب بكوادر البعث المخلصة الالتفاف من حول الدكتور خضير ورفاقه وليخسأ الخاسئون، وما احلى النصر بعون الله.