ست بمليون راجل .. مريم تعمل دليفري لمساعدة زوجها في نفقات البيت
سيدة شجاعة قررت كسر القوالب النمطية والتحديات التي فرضتها عليها الحياة.. "مريم" صاحبة الـ27 عامًا، الحاصلة على بكالوريوس في نظم المعلومات الإدارية، وجدت نفسها أمام واقع صعب بعد أن فقدت أحد أصابعها في حادث تعرضت له في طفولتها، ما أعاق فرصتها في الحصول على وظيفة تناسب تخصصها الأكاديمي، رغم تقديرها المرتفع.
مريم تساعد أسرتها عن طريق توصيل الطلبات
لم تستسلم "مريم" لليأس أو الإحباط، بل اختارت طريقًا غير تقليدي لدعم أسرتها، من خلال العمل في مجال توصيل الطلبات (الدليفري) وبفضل مهارتها في التحكم بالدراجة النارية وسهولة توقيفها لأخذ فترات راحة قصيرة عند الحاجة، تمكنت من تحقيق التوازن بين ظروفها الصحية واحتياجاتها اليومية.
أصبحت مثلًا لكل الفتيات
بدأت "مريم" العمل كمندوبة توصيل لمساعدة زوجها في نفقات المنزل، ولتوفير حياة أفضل لأطفالها، فكان قرارها هذا نابعًا من إيمانها بأن العمل الشريف لا يُعيب، بل يعكس قوة الإرادة والتصميم على تجاوز الصعاب، لذلك لم تتوقف عن الإيمان بقدرتها على تجاوز الصعوبات، في ظل ضغوط الحياة ومتطلبات العمل.
أصبحت صورة "مريم" وهي تجمع أطفالها على دراجتها النارية رمزًا للأمل والإلهام.. الصورة التي لاقت رواجًا كبيرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث سلطت الضوء على قصتها، وأظهرت كيف يمكن للإرادة القوية أن تتغلب على العقبات التي يواجهها الأفراد؛ لأنها جسدت قصة إنسانية ملهمة تلامس قلوب الكثيرين.
حصلت "مريم"على دعم كبير من المجتمع، حيث عبر العديد من الأشخاص عن تقديرهم واحترامهم لها، وأثنوا على شجاعتها وإصرارها على توفير حياة كريمة لأطفالها رغم كل التحديات، لأنها أثبتت أن المرأة تستطيع أن تتجاوز كافة العقبات إذا ما امتلكت الإرادة والإصرار.
في ظل التحديات التي واجهتها، أثبتت "مريم" أن الأمل لا يتلاشى، وأن القدرة على تحقيق النجاح لا تتعلق فقط بالشهادات أو الظروف بل بالإرادة القوية القادرة على تحقيق المستحيل، جعل ذلك منها قدوة للعديد من النساء والرجال على حد سواء، في مواجهة صعوبات الحياة والعمل بكرامة من أجل مستقبل أفضل، موجها رسالة لكل الفتيات: "الشغب مش عيب المهم تشتغلي حاجة بتحبيها".