سعيد محمد أحمد يكتب : حماس.…وهم استمر ٢٠ عاما
بالرغم من ان جماعة "حماس" كانت تملك قرارا بوقف المفاوضات مع إسرائيل وكأنها مفوضة عن الشعب الفلسطيني على خلاف الحقيقة، إلا أنها لا تملك اليوم قرارا بوقف الحرب وبرغم ما قدمته من تنازلات كانت تشكل لها حائط الا أنها كانت لا تدرك جيدا أيضًا أن قرار الحرب يخص إسرائيل منفردة .
تصريحات حماس ..ولعبة توزيع ادوار
وبالرغم أيضا من تخبط قيادات حماس وخروج قيادى وصف بأنه كبير ،هدد بوقف المفاوضات فورا … ولا أعرف حقيقة ما يملكه ذلك القيادى من قوة لاصدار ذلك التصريح، وليخرج من بعده على الفور عضو جماعة حماس "عزت الرشق" نافيا ما صرح به القيادى الكبير، وكأنها لعبة توزيع أدوار وبالونات اختبار لقياس ردود الافعال فى لعبة سياسية قذرة لم تنطلى على أحد سوى أنها انعكست وبشكل سلبى رديء على المصير المجهول لقطاع غزة ورفح .
شعب أعزل يتلقى ضربات الموت الهمجيه
وبالون اختبار حول مصير شعب أعزل فى الضفة الغربية وقطاع غزة ورفح، كل ما عليه أن يتلقى ضربات الموت كل يوم وبوحشية من قبل قوات الاحتلال الهمجيه تمرح فى كل غزة كيفما شاءت،ولا يجد من مأوى للحماية فى غياب تام من هم أولى بحمايته "حماس" .
وفى تقديري ان قاده حماس وبرعونتهم أنها مشاركة فى موت اهالى غزة وتدميرها، وربما هى الحقيقة التى يراها الكثير بين نفوسهم ويحاولوا الهروب منها، أو حتى الاقتراب بمزاعم وشعارات خشبية اكل عليها الدهر وشرب، ودون ان يوجه اللوم لها على تلك المغامرة والمقامرة والتوقيت مهما ترتب عليها من نتائج هى ظنية فى كل الظروف.
تخريب جهود للسلام وفق مخطط الخميني
جماعة حماس منذ انطلاقها عام ٢٠٠٦ كان دورها الرئيسى والاستراتيجى، ولا زال ووفق مخطط جرى رسمه فى أعقاب ثورة الخميني ١٩٧٩ القيام بتعطيل وتخريب أيه جهود للسلام من شأنها قيام دولة فلسطينية، ليحيا الشعب الفلسطيني حلما كاذبا بدولة لم ولن يتحقق على يد جماعة "حماس والجهاد" ، لسبب بسيط، أن قيام دولة فلسطينية، يعنى.
أولآ : سقوط مشروع جماعة الاخوان بالكامل فى المنطقة واقليميا ودوليا.
ثانيا: وقف المتاجرة بالقضية الفلسطينية من قبل دول وجماعات مسلحة وشيع وفصائل بعد ان فقدت أملها فى العودة، ثالثا: ان هناك دول إقليمية يهمها استمرار وتوسع الصراع فى المنطقة.
رابعا: ان الحرب على غزة فضحت تحالفات جماعة حماس والجهاد بان قرارها كان قرارا منفردا وفى غيبة الجميع بما فيهم الحليف الايرانى وحزب الله ومدى ارتباط الاخوان بايران التى كشفت تحريضها المعلن لجماعة حماس بعدم الموافقة على الهدنة الموقتة ووقف اطلاق النار .
خامسا : أيضا قيام دولة فلسطينية سيسهم فى سقوط مصداقية "ايران" لان مشروعية الثورة الايرانية قامت على ملف "تحرير القدس والاقصى وتحرير فلسطين" فى معادلة شديدة التعقيد جرى العمل خلالها على أهمية وضرورة تعطيل وتخريب ايه جهود كانت تبذل لاقرار السلام العادل والشامل فى المنطقة.
سادسا: مرشد الثورة الايرانية على خامئني والحليف الرئيسي لكل من "حماس وحزب الله والحوثيين والحشد الشعبى فى العراق" فى حديثة عن عملية ٧ اكتوبر، وحث اتباعة من جماعة "حماس والجهاد" بعدم التوقيع على صفقة التهدئة ووقف اطلاق النار، ليكشف العالم مدى حجم التواطؤ بين تلك الفصائل وارتباطها الروحى بمرشد الثورة وبتنفيذ تعليماته.
هدف ايرانى ادارة شؤون المنطقة من منظور فارسى
المؤكد ان هدف ايران واضح فى تنفيذ مخططها تحت مسمى "وحدة الساحات" من بيروت الى دمشق مرورا ببغداد وصنعاء وانتهاء بغزة، لتوسيع رقعه الصراع والتوتر فى المنطقة لتحقيق حلم كاذب ووهم وتضليل أكبر ليس لتحقيق الدولة الاسلامية فى الرقة السورية وسقطت بسقوط الخليفة الواهم" البغدادي "، وانما تحقيق ما تريده ايران من بسط سيطرتها على المنطقة وادارة شؤونها من منظور فارسى .
وطالما أبقت طهران على اسم "الخليج الفارسى" تاريخيًا فى معظم مكاتباتها وان هناك ادارة تسمى ادارة الخليج الفارسى بمقر الخارجية الايرانية من وجه نظرها انه خليجا فارسيا، وليس عربيا العربى، ليصبح حلما يداعبها، بدعم من التنظيم الدولى المهلهل لما تبقى من فلول الاخوان ومناصريهم وأتباعهم ممن سيطلق عليهم فيما بعد الحرس الثورى الاخواني والحمساوي.
نتنياهو متوعدا بنهاية حماس وتنفيذ أهدافه
ومع تقلص شروط جماعة حماس الى الحدود الدنيا بربط الهدنة بصفقة تبادل الاسرى مشمولة بضمانات دولية بعدم ملاحقة قيادات حماس سواء فى الداخل او الخارج فى خضم تردى الأوضاع الإقليمية والدولية وخاصة فى قطاع غزة ورفح وما اصابهما من تدمير شامل بعد استبعادها من السلطة والمشهد السياسي والأمني، واصرار نتنياهو على تنفيذ أهدافه من الحرب خلال خطابه أمام الكونجرس الامريكى متوعدًا فيه بنهاية حماس، فى مرحلة شديدة الخطورة تضع خيار السلام والقضية الفلسطينية على المحك .
خيار السلام.. مشروط بتطبيع الرياض
فخيار السلام اليوم أصبح مشروطا، وبكل وضوح وجيء وفق توافق امريكى خليجى إسرائيلى على أهمية تطبيع السعودية مع إسرائيل فى مقابل الإعلان عن قيام "دولة فلسطينية محدده المعالم وعلى حدود ٦٧ .
فيما يسعى نتنياهو لبقاء "حماس" ضعيفة تابعة، بعد ان وفرت له كل الذرائع لمزيد من الانشقاق والانقسام ورفضها ان يكون هناك خطابًا وقرارا فلسطينيا موحدا يخاطب العالم وعبر مصالحة وطنية، وبرغم كل ذلك تأمل حماس فى اتساع رقعة الصراع فى المنطقة تصورا منها قد تكون فرصه للتملص من الحساب وتفعل ما يفعله حزب الله، فيما سيبقى تاريخ جماعة حماس "مزيفًا" مثل كل مصالحتها المزيفة والفاشلة بداية من اتفاقات القاهرة عام ٢٠٠٥ مرورا بوثيقة الأسرى عام ٢٠٠٦ ، ثم اتفاق مكة عام ٢٠٠٧ ثم اعلان صنعاء ٢٠٠٨ للمصالحة وحكومة الوحدة ثم عام ٢٠٠٩ مصالحة الرصاص المصبوب لانقاذ غزة .
وفى عام ٢٠١١ اتفاق القاهرة ثانيا ثم عام ٢٠١٢ اتفاق الدوحة ثم ابريل عام ٢٠١٤ اتفاقية القاهرة ثالثا وفى ذات العام فى شهر مايو ٢٠١٤ اتفاقية القاهرة "اتفاق حركة فتح والقاهرة" رابعا على منح حماس مقاعد حكومية وتشكيل برلمان وحكومة وحدة ثم اتفاق القاهرة خامسا فى سبتمبر ٢٠١٧ لاعلان المصالحة وفى عام ٢٠٢٢ قرروا المصالحة لجمع تبرعات و اعانات لمواجهة صفقة القرن التى انتهت برحيل اوباما و الاخوان في مصر .
وفى عام ٢٠٢٤ ينتهى فشلها الأعظم فى ابرام المصالحة على الطريقة "الصينيه"والتى انتهت بالفشل ككل المصالحات والاتفاقيات والعهود والالتزامات التى وقعت عليها لتتنصل منها فى كل مرة تنفيذا لأوامر ملالي طهران، واعتبار الشعارات العاطفية واللعب على وجدان الشعوب اصبح اسلوب ومنهج حياه لدى حماس فى الكذب والتدليس لتصبح شعارات اللحمة الفلسطينية والدم الفلسطيني مباح نهارا جهارا لتصل الحركة بكل افعالها للسقوط الكبير فى مغامرة ومقامرة ٧ اكتوبر التى اعادت قطاع غزة ورفح الفلسطينية الى العصور الوسطى.
تعدد الممولين ينهى ايه مصالحات وطنية
اعتقد انه لم ولن تتم ايه مصالحات بين فتح وحماس نظرا لتعدد الممولين الاقليميين لاستمرار ذلك الصراع بين جناحى المصالحة علما بان فتح وصل بها الامر الموافقة على كل شروط وطلبات حماس ورغم ذلك رفضت التوقيع والالتزام بما وقعت علية من اتفاقيات سواء فى القاهرة او الدوحة او اليمن او فى مكة .
وعندما سئل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عن ايه اتفاق يسعى الية، وكم اتفاق تحتاجه حماس كى تلتزم به، كان الجواب من طهران .. لا اتفاقات توقع، ويبقى الوضع كما هو عليه حتى تتاح الفرصة لحماس لتكرار انقلابها على السلطة فى الضفة الغربية بعد تجربة انقلابها على السلطة فى قطاع غزة عام ٢٠٠٦/٢٠٠٧.
ويبقى فى النهاية انه غاب عن حماس ان هنآك مسألة خطيرة .. ان نتنياهو في مأزق أمام شعبه، وربما من المستحيل قبول وجود حماس علي أي كرسي في اليوم التالي.