مشايخ الوهم يمارسون الرذيلة مع الزوجات من أجل جلب المال
تعرض مواطنون للنصب على يد مجموعة من الدجالين يزعمون قدرتهم على تسخير «الجن» للقيام بعمليات سطو على البنوك الحكومية، وما أن يتمكن هؤلاء من نسج خيوط خدعهم حول الضحية، إلا ويهربون بما وصلت إليه أيديهم من مبالغ استطاعوا جمعها. فى السطور التالية روايات وقصص ضحايا يروون فيها ما تعرضوا له على يد هؤلاء «الدجالين».
مشايخ الوهم يمارسون الرذيلة مع الزوجات من أجل جلب المال
البداية من محافظة المنوفية حيث التقينا «ب. ف»، شاب عشرينى يحلم بالثراء السريع، وأحد ضحايا «النصب بالجن»، والذى يقول: «لم أكن مقتنعًا منذ البداية بفكرة قدرة الجن على جلب الأموال من البنوك، ورغم ذلك تعمقت بعض الشىء فى قراءة بعض المجلدات والتفسيرات الخاصة بتسخير الجن».
يضيف: «ذات يوم زارنى أحد الأصدقاء يسألنى عن معرفتى بأحد الشيوخ تكون لديه القدرة على تحويل 10 ملايين دولار سرقهم الجن من أحد البنوك وحولهم إلى أوراق بنية داكنة، على أثر خلاف حدث بينه وبين الشيخ الذى يسخره، فأراد الانتقام منه». ويتابع: «ولأن الواقعة أقرب إلى الخيال، تواصلت مع أحد الشيوخ من الصعيد عبر تطبيق واتس آب، وأرسلت إليه صورة العملة الأجنبية بعد أن حولها الجن إلى ورقة بنية داكنة، على أمل أن يكون لديه الحل ويرجع العملة إلى شكلها الأصلى».
ويشير إلى أنه نجح فى الوصول إلى أحد الشيوخ المتميزين فى هذا المجال، والذى طلب منه تحضير نوع معين من البخور يصل سعره لـ 20 ألف جنيه، وشعر من ظهر قرد من فصيلة معينة، لافتًا إلى أن تكلفة ذلك بلغ 50 ألف جنيه.
يلتقط «خ. س» طرف الحديث قائلاً: «سمعنا عن قرية تابعة لمركز أشمون يوجد بها 50 مليون دولار تمت سرقتها من أحد البنوك الأجنبية بواسطة الجن، ويقوم صاحب هذا المبلغ ببيع الـ 10 آلاف دولار بـ 10 آلاف مصرى»، مضيفًا: «الحقيقة التى اكتشفناها أن هذا الشخص سبق وتعرض لعملية نصب من دجال أوهمه بأن الجن حرق المبلغ الذى سرقه من أجله وحوله من اللون الأخضر إلى البنى الداكن وأخفى معالمه، ما تسبب فى إيداع ضحية النصب هذا مستشفى الأمراض النفسية والعصبية فى العباسية».
لم تكن تلك الحالة سوى البداية التى دفعتنا للبحث عن مزيد من الحالات التى تعرضت لعمليات نصب واحتيال من قبل «دجالين» باسم تسخير الجان لسرقة الأموال، ومن هذه الحالات «أمجد. ع» بمحافظة المنيا الذى يقول: «تعرفت على الدجال من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، وطلبت لقاءه بعد 3 أشهر من التعارف، ووافق على طلبى، وحينها طلبت منه تسخير الجن من أجل المال، بعد أن تدهورت حالتى المادية بسبب تدهور قطاع السياحة، فوافق على الفور وأعطانى ورقة بها بعض الطلبات لشرائها من شخص معين، واستجبت لجميع أوامره».
وتابع أمجد: «اشتريت المستلزمات بـ 10 آلاف جنيه، وتم تحديد موعد اللقاء بينى وبين الشيخ، وذلك لتسخير الجن الذى سيقوم بعملية السرقة، وبعد تجهيز جميع الطقوس، قام الشيخ بتلاوة بعض التعويذات غير المفهومة فى ظلام حالك، وأخرج من جيبى 1000 دولار، وقال لى: ( هذه مجرد البداية)، لكنه توقف فجأة وأخبرنى أن هذا المبلغ هو قيمة بعض جرامات الذهب التى سنشتريها للجن، وأنى ينبغى على الذهاب لشخص معين».
واستكمل: «بالفعل ذهبت واشتريت المطلوب، وجلسنا نفس الجلسة وتلا تعويذات أخرى.. فى هذه المرة أخبرنى أن الجن يشترط الحصول على 30 ألف جنيه نقدًا.. بعت سيارتى لأدبر المبلغ المطلوب، إلا أنه وبعد تنفيذ طلباته أخرج لى كيس به أوراق سوداء فى نفس حجم ووزن الدولار، وأخبرنى أن الجن أشعل الأموال رغبه منه فى (جماع) أهل المنزل كشرط قبل أن يعيدها إلى شكلها الطبيعى، وأنه أخفى الأموال فى المحيط.. رفضت طبعًا وطلبت من الشيخ رد الأموال إلا أنه تعلل بأن الجن خبئها ولا يعلم مكانها، فتوجهت لتحرير محضر نصب برقم 1207 لسنه 2016 جنح مطاى».
«عن طريق الواتس يمكنك أن تتواصل مع الشيخ السودانى».. بهذه الكلمات عبر «عبد العزيز. ص» عن سهولة التواصل مع الدجالين والحصول على ملايين الدولارات فى غمضة عين، مضيفًا: «هناك بعض الجروبات المغلقة على مواقع التواصل الاجتماعى تعلمك بعض الخدع البصرية والحيل السحرية، ويتسلل الدجالون عبرها لاصطياد فرائسهم الباحثة عن الثراء السريع»، لافتًا إلى أنه إذا ما بادرت بسؤال أحد الدجالين: «لماذا لا تنفع نفسك وتسخر الجن ليسرق لك أنت الأموال؟» سيرد: «أنا زاهد فى الدنيا».
وكشف أن هؤلاء الدجالين يخصصون لأنفسهم أرقامًا محلية وأخرى دولية، ولا يمارسون الطقوس فى محال سكنهم، بل يأتون إليك حيث تسكن لممارستها، بعد أن يحصل أى منهم على مبلغ مالى منك يكون بالعملة الصعبة، بدعوى أن طلبات الجن تأتى من دول أجنبية وغير موجودة فى مصر.
وأضاف: «أشهر المشايخ شخص يسمى نفسه «الشيخ التيجانى»، وآخر يدعى «عمر السودانى»، وجميعهم نصابون، وللأسف يتعرض يوميًا العشرات من المصريين لعمليات نصب ولا يستطيعون تحرير محاضر فى أقسام الشرطة خوفًا من أعمال السحر والربط والشعوذة التى يمارسها هؤلاء الدجالون، خاصة وأن الدجال يضع شرطًا تعجيزيًا أمام الضحية، كأن يجامع زوجته أو يذبح ابنه».
هذا، وكشف مصدر أمنى بوزارة الداخلية أن 70 فى المائة من الدجالين ممن يدعون تسخير الجن لسرقة الأموال مسجلين فى قضايا نصب واحتيال ومخدرات وسرقة بالإكراه، و لجأوا لهذه الحيلة بعد انتشار الباحثين عن الثراء بشكل سريع عبر مواقع التواصل الاجتماعى، مضيفًا: «عدد الدجالين فى مصر وصل إلى 300 ألف بعد دخول الأجانب فى المهنة، وأنفق المصريون ما يقارب 20 مليار جنيه على مستلزمات السحر والشعوذة خلال العشر سنوات الأخيرة».